أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تقديره البالغ لإسهامات أول رئيس لجمهورية كازاخستان، نور سلطان نزارباييف، في تطوير علاقات التحالف والشراكة الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية.
وقال الوزير لافروف في مقابلة مع وكالة الأنباء الدولية "كاز إنفورم": "إن مساهمة الرئيس الأول في تطوير علاقات التحالف والشراكة الاستراتيجية مع روسيا لها قيمة خاصة. فقد كان هو الذي بادر إلى تطوير المعاهدة بين روسيا الاتحادية وجمهورية كازاخستان بشأن حسن الجوار والتحالف في القرن الحادي والعشرين بتاريخ 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2013، والتي بالمناسبة، توفر سياسة خارجية منسقة".
وأضاف لافروف: "نحن معاً، نعمل على ضمان الأمن الإقليمي، ونساهم في الحفاظ على الاستقرار في أوراسيا ككل"، لافتاً إلى أن نزارباييف أصبح أحد مهندسي التقارب الاقتصادي للدول في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، وأن التتويج، كما تعلمون، كان إطلاق الاتحاد الاقتصادي الأوراسي في 1 يناير/كانون الثاني 2015.
كما شدّد الوزير الروسي على أنه "في الوقت نفسه، لا يتوقف نور سلطان إيبيشيفيتش عند هذا الحد. بصفته الرئيس الفخري للاتحاد الاقتصادي الأوراسي، فإنه يواصل العمل الدؤوب على تحسين آليات التكامل بين أوراسيا، واقترانها مع مبادرات التكامل الأخرى".
وبيّن سسرغي لافروف أن تاريخ كازاخستان الحديث يرتبط ارتباطاً وثيقًا باسم نزارباييف. موضحاً أن ضمان إنجازات الرئيس الأول لكازاخستان يكمن في "تركيزه الجيني على الإبداع. وباستخدام خبرته السياسية الغنية، وفهمه الحكيم، حشد مواطني كازاخستان، وقدم لهم جدول أعمال موحد موجها نحو المستقبل، وتمكّن من تحقيق نجاح باهر في بناء مؤسسات سلطة فعّالة، والحفاظ على الاستقرار السياسي الداخلي، وتعزيز الانسجام بين الأعراق والأديان، وضمان للناس نمو الرفاهية وجودة الحياة".
وأشار إلى أن مبادرات نزارباييف المحبة للسلام وكذلك الموجهة نحو البيئة أكسبت كازاخستان سمعة مرموقة على الساحة الدولية. واختتم لافروف حديثه قائلا: "أنتهز هذه الفرصة، وأتمنى لنور سلطان إيبيشيفيتش الصحة والازدهار وسنوات عديدة من النشاط".
التكامل الأوروبي الآسيوي
وقال لافروف إن زيادة التعاون في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتشكيل شراكة أوراسيا بشكل أكبر، سوف تضمن الاستقرار في المنطقة، و تلتزم روسيا وكازاخستان بالمبادئ والأهداف المشتركة في تطوير هذه العمليات.
ووفقا للوزير الروسي فإن كازاخستان أصبحت "واحدة من قاطرات عمليات التكامل في أوراسيا" منذ أن أعرب نزارباييف عام 1994 عن فكرة إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي.
وأضاف: "نحن مقتنعون بأن بناء مثل هذا التعاون على أساس مبادئ المساواة والاحترام المتبادل ومراعاة المصالح الوطنية سيسهم في ضمان الاستقرار، وتعزيز الترابط وتحفيز النمو الاقتصادي الُمستدام. هذا هو بالضبط ما تحتاجه روسيا وكازاخستان وشركاؤنا الآخرون في المنطقة حاجة مُلحّة".
كما أشار لافروف إلى التعاون النشط بين موسكو ونور سلطان في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي لضمان أربع حريات في الفضاء النقابي: الحركة غير المعوقة للسلع، الخدمات، رأس المال والعمالة.
وأوضح أن جدول أعمال المنظمة في الوقت الحالي هو "الاعتماد والتنفيذ اللاحق للتوجيهات الاستراتيجية لتطوير التكامل الاقتصادي الأوروبي الآسيوي حتى عام 2025"، وفي إطار هذا المشروع، تم التخطيط لأكثر من 300 فعالية في مختلف مجالات التعاون.
وقال الوزير: "في هذا الصدد، نعتمد على أصدقائنا الكازاخستانيين، الذين سيتولون رئاسة هيئات الاتحاد الاقتصادي والنقدي العام المقبل"، مؤكداً أن "روسيا وكازاخستان، مثلهما مثل الحلفاء الآخرين، لديهما مصالح مشتركة في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي لضمان السلام والاستقرار في جميع أنحاء فضائها".
وقال إن "موسكو ونور سلطان يهدفان إلى توسيع دائرة الشركاء هذه المنظومة".
كما أعرب عن امتنانه للجانب الكازاخستاني على مبادراته لتشكيل وتطوير القوات الجماعية التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ونظام الاستجابة للأزمات، وأكد استعداده لمواصلة العمل لبناء إمكانات حفظ السلام للمنظمة.
وأضاف رئيس السلك الدبلوماسي الروسي: "تترأس روسيا منظمة معاهدة الأمن الجماعي هذا العام. نشعر بدعم كازاخستان الشامل للأولويات الروسية، لأن هذا يعني ضمنا طبيعة علاقاتنا كحلفاء".
كماو أشار الوزير الروسي إلى روسيا وكازاخستان تشاركان بنشاط في تطوير منظمة شنغهاي للتعاون، مع الاهتمام بقضايا الأمن والتعاون الاقتصادي والعلاقات الإنسانية.
وقال: "إنني على ثقة من أن خطة العمل للفترة 2021-2025، المعتمدة في مؤتمر قمة المنظمة في نوفمبر من أجل تنفيذ استراتيجية التنمية حتى عام 2025، ومفهوم تعاون الدول الأعضاء بشأن تنمية المناطق النائية والريفية في العصر الرقمي، والخطة الشاملة للتدابير المشتركة للدول الأعضاء لمواجهة تهديدات الأوبئة في المنطقة، وكذلك إطلاق منتدى رؤساء المناطق ستفتح جميعها فرصاً إضافية لتعميق شراكتنا الودية".
بالإضافة إلى ذلك، وصف الوزير أحد أهم مجالات الأنشطة المشتركة للبلدين بالجهود المشتركة لبناء "في أوراسيا الكبرى مساحة واحدة واسعة ومفتوحة للأمن والتعاون الاقتصادي والإنساني متبادل المنفعة".
وختم لافروف: "اليوم، يدعم عدد متزايد من شركائنا مبادرة الرئيس (الروسي) فلاديمير بوتين لتشكيل شراكة أوراسية أكبر بمشاركة أعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة أمم جنوب شرق آسيا، فضلاً عن البلدان الأخرى المعنية، والرابطات متعددة الأطراف".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس