صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الجانب الروسي يتوقع، استئناف الاتصالات قريباً مع الإمارات على أعلى مستوى وبصيغة التنسيق الكاملة، وذلك تزامناً مع تحسن الوضع الكنعلق بمكافحة وباء كورونا.
وصرّح وزير الخارجية الروسي بذلك، اليوم الثلاثاء 9 مارس/آذار 2021، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان.
وأضاف الوزير الروسي أن "الاتصالات على أعلى مستوى مستمرة، وقادتنا على تواصل دائم، ويتواصلون عبر الهاتف. أنا متأكد من أنه مع التغلب على الوباء، ستعود اتصالاتنا، بما في ذلك على أعلى المستويات، إلى صيغتها المعتادة".
وكانت آخر مرة التقى فيها قادة البلدين في أكتوبر/تشرين الأول 2019 أثناء زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبيّن سيرغي لافروف، في معرض تعليقه على نمو التجارة الثنائية خلال فترة انتشار الوباء، أن التركيز على التفاعل وتنفيذ التعاون متبادل المنفعة يسهم في تعزيز العلاقات بين روسيا والإمارات حتى في سياق جائحة فيروس كورونا.
وأضاف: "أود أن أقول مسألة فلسفية. تفسيري هو أنه عندما يكون هناك تركيز على التفاعل، وعلى تنفيذ مشاريع مفيدة للطرفين عملياً، فإنه لا يمكن لأي مرض أن يمنع حدوث ذلك. ونحن لدينا مثل هذه العلاقة مع الإمارات".
وأشار وزير الخارجية الروسية إلى أن ذلك تم تأكيده بشكل كامل خلال حفل استقبال مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان. وأضاف لافروف أن "العلاقات، كما أكدت بالفعل، ليست مجرد شراكات استراتيجية بل إنها في الحقيقة تزداد كثافة كل عام، وبالمناسبة هي تغطي جميع مجالات التفاعل بين الدول وبين الشعبين دون استثناء".
إلى ذلك ذكر سيرغي لافروف أن العلاقات الودية بين البلدين تعمل على تقوية العلاقات في مجال السياحة وتعززها بشكل كبير، مختتماً حديثه قائلا إنه "سيكون الأمر كذلك في المستقبل. أنا على يقين من ذلك".
هذا ويُشار إلى أن التجارة الثنائية بين روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة زادت بنسبة 78% في عام 2020 مقارنة بعام 2019، ووصلت إلى مستوى قياسي بلغ 3.27 مليار دولار.
الوضع في منطقة الخليج
وفي إطار الأوضاع بمنطقة الخليج، قال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن "موسكو وأبو ظبي أكدتا عزمهما على المساعدة في تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الخليج".
وأوضح لافروف: "تحدثنا كثيراً عن الوضع في منطقة الخليج. وأكدنا عزمنا على تحفيز دول المنطقة، والدول المطلة على مياه الخليج من أجل المشاركة في المنظمات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، في سبيل ضمان بدء عملية بناء الثقة والشفافية في مجال التطوير العسكري، وبشكل عام، من أجل تطبيع العلاقات بين إيران والدول العربية في المنطقة، واتفقنا على استمرار الحوار حول كل هذه القضايا".
كما أشار إلى أنه خلال المحادثات "ناقش الطرفان القضايا الإقليمية بالتفصيل، بما في ذلك تسوية النزاعات في سوريا وليبيا واليمن".
وأضاف: "في جميع هذه الحالات، تعمل روسيا والإمارات العربية المتحدة على تعزيز تسوية سياسية سلمية على أساس مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. ونحن ندافع عن حوار شامل حتى يتم التغلب على كافة هذه الأزمات".
واسترسل وزير الخارجية الروسي قائلا: "تناول اللقاء أيضاً موضوع التسوية العربية - الإسرائيلية، وقد أكدت روسيا موقفها المتمثل في الترحيب بتطبيع علاقات إسرائيل مع عدد من الدول العربية، بما في ذلك دولة الإمارات، على أساس أن مهمة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، بالطبع، يجب ألا تتلاشى، وستكون روسيا الاتحادية على استعداد لزيادة تسهيل إقامة حوار مباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
يشار إلى أن وزير الخارجية الروسي يقوم برحلة عمل إلى أبوظبي في إطار جولة على عدد من دول الشرق الأوسط.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس