عرقل مجلس الأمن الدولي صدور مشروع القرار الذي اقترحته روسيا بشأن تسليم المساعدات الإنسانية لسوريا عبر نقطة عبور واحدة وهي على الحدود مع تركيا. وجاء ذلك بحسب ما ذكرته وكالة أنباء "تاس"، يوم أمس الأربعاء 8 تموز/ يوليو، نقلا مصدر في المنظمة الدولية.
وقال المندوب الألماني الدائم لدى الأمم المتحدة، كريستوف هوستغن، الذي يترأس دورة مجلس الأمن في يوليو: "صوتت سبع دول ضد القرار، وأيدت أربع دول الوثيقة، وامتنعت أربع دول عن التصويت. وبالتالي، لم يتم تبني الوثيقة".
كما أشارت "تاس" إلى أنه صوتت روسيا والصين وفيتنام وجنوب إفريقيا لصالح النص الذي اقترحته روسيا الاتحادية. وامتنعت عن التصويت إندونيسيا والنيجر وسانت فنسنت وجزر غرينادين وتونس. وكان ضد التصويت، بريطانيا العظمى والولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وجمهورية الدومينيكان وإستونيا.
وتم التصويت كتابة بسبب القيود المفروضة في مقر الأمم المتحدة لمكافحة انتشار فيروس كورونا. وكان الاقتراح الروسي يتضمن تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة في سوريا لمدة ستة أشهر، وذلك مع اقتصار عدد نقاط التفتيش الحدودية الحالية على نقطة واحدة وهي نقطة تفتيش باب الهوى (على الحدود مع تركيا).
وفي 7 يوليو، اعترضت روسيا والصين على مشروع قرار تقدمت به ألمانيا وبلجيكا، والذي اقترح ترك نقطتي تفتيش مفتوحتين للأمم المتحدة.
مهلة يومين لتحقيق الاتفاق
تنتهي صلاحية عمل الآلية المعتمدة حاليا بتاريخ 11 يوليو، لذلك فإنه أمام المجلس 48 ساعة للعمل على حل وسط لتمديدها.
ويوم الثلاثاء الماضي، قال الممثل الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، إن موسكو ترى أنه من الضروري تقليص آلية المساعدة عبر الحدود لسوريا تدريجيا، حيث أن الوضع في الجمهورية العربية تغير على مدى السنوات الست من عملها.
والآن أصبحت المزيد من مناطق البلاد تحت سيطرة الحكومة السورية في دمشق، وبالتالي، يمكن تسليم المساعدات هناك بالاتفاق مع الحكومة السورية.
واتخذ مجلس الأمن الدولي قرارا ببدء العمليات الإنسانية عبر الحدود في سوريا في يوليو 2014. وفي كانون الثاني/ يناير من هذا العام، تم تمديد القرار ذي الصلة لمدة ستة أشهر، ولكن تم تخفيض عدد نقاط التفتيش من أربعة إلى نقطتين على الحدود مع تركيا.
وفي يوليو، اقترحت ألمانيا وبلجيكا تمديد العمل بنقطتين لمدة عام مع إمكانية فتح نقطة تفتيش أخرى، لكن هذا الخيار لا يناسب روسيا والصين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Bebeto Matthews/AP/TASS