أجاب الشيخ راويل عين الدين رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية ومجلس مفتي روسيا ومفتي روسيا على سؤال حول كيف يمكن للشخصيات الدينية في روسيا والعالم الإسلامي تعزيز العلاقات المتبادلة بين الطرفين، وذلك بعد انعقاد المؤتمر الدولي التاسع لمجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" في 16 مايو/أيار 2024 في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان، والذي كان موضوعه االرئيسي "روسيا - العالم الإسلامي: نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب وتنمية آمنة".
وفي جوابه على ذلك قال راويل عين الدين للشخصيات الدينية في روسيا في الفترة التي سبقت إنشاء الإمبراطورية الروسية دور فريد حيث كانوا الجسر بين البلاد والعالم الإسلامي : “قبل افتتاح سفارات الإمبراطورية الروسية، ومن ثم الاتحاد السوفييتي وروسيا الاتحادية، كان لدى المسلمين الروس في العالم العربي الإسلامي بالفعل مكاتب تمثيلية خاصة بهم وعلاقات ودية في مختلف المنظمات”. وأشار راويل عين الدين إلى الحدث (المؤتمر الدولي التاسع “روسيا – العالم الإسلامي” – ملاحظة المحرر)، الذي يوضح اليوم النتائج المثمرة للمشاركة النشطة لرجال الدين المسلمين الروس كمبادرين ومؤسسين لتشكيل مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا – العالم الإسلامي"، مؤكداً على ان المسلمين الروس هم من بدأوا اقامة العلاقات الدبلوماسية الشعبية : "نحن الذين، حتى قبل أن يدرك الدبلوماسيون والسياسيون في بلادنا الحاجة إلى تعزيز العلاقات مع العالم العربي والإسلامي، بدأنا في بناء هذه العلاقات على مستوى الدبلوماسية الشعبية".
ورأى المفتي الشيخ عين الدين، أن الدور الفريد الذي يلعبه رجال الدين المسلمون الروس، في ظل ثقة العالم الإسلامي بهم، ينبغي أن يكون محل تقدير وطلب من قبل السلطات الحكومية والمجتمع الروسي على السواء.
وقال المفتي الشيخ: "إن العالم الإسلامي يحترم مسلمي روسيا ويعرف مكانة المسلمين الروس كوطنيين لبلادهم يريدون تعزيز وتطوير علاقات روسيا الاتحادية مع العالم العربي والإسلامي".
وأضاف :"خلال الزيارات إلى الدول العربية والإسلامية لعقد اجتماعات مشتركة، يشرح رجال الدين المسلمون الروس سياسات رئيس روسيا الاتحاد فلاديمير بوتين والدولة ككل، وبهذه الطريقة يتم بناء موقف محترم تجاه رئيس روسيا والبلد بأكمله".
واختتم حديثه قائلا : "بالطبع دورنا كرجال الدين المسلمين هو أننا جسر ونعرف كيف نتحدث بشكل أخوي، على مستوى الاحترام والثقة، مما يجعل من الممكن تعزيز التعاون والتفاهم المتبادل بين بلادنا والعالم الإسلامي".
كما من المهم أن نشير الى أن المفتي الشيخ راويل عين الدين تحدث أيضاً خلال المؤتمر نفسه. وفي كلمته، أولى اهتماماً خاصاً للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، مشيراً إلى أن روسيا لم تنتهج أبدا سياسة استعمارية في الشرق الأوسط في محاولة لتحريض الناس ضد بعضهم البعض للحصول على الموارد، مقترحاً أن يقاوم قادة دول الشرق الأوسط بشكل مشترك الاستفزازات لاستعادة السلام والأمن في المنطقة. كما نقل المفتي شيخ عن الرئيس فلاديمير بوتين: “إن روسيا تقدر العلاقات الودية مع الدول الإسلامية، وتقدر بشدة رغبتها في اتباع سياسة خارجية مستقلة وزيادة دورها في الشؤون الدولية".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"