Ru En

مناقشة الشراكة بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي في قازان

١٧ مايو

كجزء من قمة منتدى قازان 2024 المنعقدة في قازان في الـ 17 من مايو/أيار الجاري، تم عقد مؤتمر صحفي للخبراء بعنوان "55 عاماً على إنشاء منظمة التعاون الإسلامي: التنفيذ العملي للتعاون متعدد الاتجاهات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي بغرض الحوار"، وذلك في المركز الدولي للمعارض "قازان إكسبو".


وتحدث في المؤتمر الصحفي نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون السياسية - محمد تقية، ومدير إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي - عبد الحميد الصالحي، والمدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (يونا) - محمد اليامي، وعميد البحوث في جامعة الأعمال والتكنولوجيا (المملكة العربية السعودية) - رؤى بن صديق، مستشار رئيس جامعة "قازان" الحكومية للطاقة للشؤون الدولية - غوزيل نغمتدينوفا، ممثل البنك الإسلامي للتنمية - مراد ياندييف، مستشار البعثة الروسية لدى منظمة التعاون الإسلامي - ناتاليا تاراتينوفا. 


وأشار نائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي للشؤون السياسية محمد تقية في كلمته إلى أن عام 2025 سيصادف الذكرى العشرين لحصول روسيا على صفة المراقب في منظمة التعاون الإسلامي. وأكد تقية أن "العلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي هي علاقات متجذرة في التاريخ، وتتطور يوما بعد يوم"، وأوضح أن منظمة التعاون الإسلامي هي ثاني أكبر منظمة دولية، وروسيا شريك قوي ومهم للتعاون في مختلف مجالات النشاط"، معرباً عن ثقته في أن توسيع العلاقات بين منظمة التعاون الإسلامي وروسيا الاتحادية سيعزز الجهود المشتركة للأطراف في تعزيز السلام والتفاهم المتبادل. كما شدد تقية على أن "مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الاسلامي " تلعب دوراً نشطاً وهاماً للغاية، فهي منصة قيمة ومهمة لتبادل الآراء التي تهم الجانبين في المجال السياسي وتتعلق بالمشاكل الحديثة بشكل عام". كما أكد على ان أهمية القمة الاقتصادية السنوية منتدى "قازان 2024” تكمن في في استكشاف فرص التعاون والشراكة بين روسيا الاتحادية والدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي. وفي الختام، أعرب تقية عن أمله في أن تصل العلاقات بين روسيا ومنظمة التعاون الإسلامي إلى مستوى رفيع جدا.


وكان المتحدث التالي هو مدير إدارة الإعلام في منظمة التعاون الإسلامي - عبد الحميد الصالحي، الذي نوّه بالدور الكبير الذي تقوم به البعثة الدائمة لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي في تعزيز التعاون ومد جسور التفاهم المتبادل بين الأطراف، مشدداً لى أن "هناك ملايين المسلمين في روسيا، فضلاً عن ثقافة إسلامية متطورة"، كما تحدث عن اجتماعات مع شركتي الإعلام الروسيتين "سبوتنيك" و"فيوري". وأعرب الصالحي عن أمله في مزيد من التعاون المثمر في مجال البرامج التعليمية، فضلاً عن عقد ندوات لتحسين مهارات الإعلاميين من الدول الأقل نموا من اعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.


واختتم الصالحي حديثه بالقول: "نأمل أن تتعزز هذه الجهود في المستقبل على مستوى وزارات الإعلام ووزارات الخارجية".


وقال محمد اليامي، المدير العام لاتحاد وكالات أنباء منظمة التعاون الإسلامي (يونا)، في بداية كلمته: "إننا نسعى جاهدين لخلق عالم متناغم يقوم على التفاهم المتبادل". وبحسب المتحدث، فإن هذا ما أكده منتدى "قازان"، الذي يوضح العلاقة بين الحضارات المختلفة ويفتح الباب أمام المساعدة الثنائية والتنمية والتعاون الاقتصادي. كما أشار إلى أن أنشطة "يونا" تهدف إلى عقد فصول رئيسية فريدة واجتماعات حول تطوير اتجاهات  جديدة للتعاون ومناقشة المشكلات، فضلاً عن تعزيز العلاقات مع وكالات الأنباء، بما في ذلك الوكالات الروسية. وتم توقيع اتفاقيات مشتركة مع شركات الإعلام الروسية "سبوتنيك"، و"آر تي"، و"إنترفاكس"، مضيفاً أنه "يمكن أن تكون علاقتنا بمثابة نموذج". وأكد اليامي أنه يجب علينا تعزيز الأسس التي يقوم عليها العمل الإعلامي.


وفي الختام نوه محمد اليامي بالدور الرائد لروسيا في الحوار الدولي، مشيدا بشكل خاص بعمل البعثة الدائمة لدى منظمة التعاون الإسلامي، الذي يساهم في تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام الروسية والمجالات الإعلامية في العالم الإسلامي.

 

وتحدثت رؤى بن صديق، عميد الأبحاث في جامعة الأعمال والتكنولوجيا (السعودية)، في كلمتها عن الشراكة مع روسيا في مجال التعليم. "شعار جامعتنا هو "التعليم من أجل التوظيف اللاحق وريادة الأعمال"، لذلك قمنا بإدراج الجانب الدولي في استراتيجيتنا". وتحدثت عن مجالات التعاون الهامة في هذا المجال، بما في ذلك برامج التبادل للطلاب والمعلمين و البحث العلمي".


وفي ختام كلمتها  تحدثت بن صديق عن اتفاقيتيّ تعاون قائمتين - مع جامعة "سينرجي" وجامعة "قازان" الحكومية للطاقة، معرباً عن الاهتمام بتطوير العلاقات الدولية بين جامعة الأعمال والتكنولوجيا السعودية والجامعات الروسية.


وأشارت مستشارة رئيس جامعة "قازان" للطاقة الحكومية للشؤون الدولية - غوزيل نغمتدينوفا، والتي تعمل كمترجمة لمنتدى "قازان" منذ عام 2009، في كلمتها إلى التطور السريع لهذا الحدث.


وأضافت أن "الدور الإيجابي لمنظمة التعاون الإسلامي وتنظيم هذا المنتدى هو أنها جمعت هذه الدول (نحن نتحدث عن الجمهوريات الإسلامية السابقة في الاتحاد السوفييتي - ملاحظة المحرر) معاً مرة أخرى، وأصبحنا أصدقاء مرة أخرى، أصبحنا عائلة مرة أخرى، ونحن نعمل معاً مرة أخرى. نحن سعداء للغاية بأن لدينا اتفاقيات عمل جيدة للغاية مع أذربيجان وأوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان وقيرغيزستان. لدينا أيضاً اتفاقيات تم توقيعها مع جامعة "جبزي" التركية، التي نعمل معها منذ عام 2014"، مشيرة إلى الدرجة العالية لمشاركة منظمة التعاون الإسلامي في هذا العمل، بما في ذلك إبرام اتفاقيات مع أربع جامعات في مقاطعة آتشيه في إندونيسيا. واختتمت نجمتدينوفا كلامها قائلة إن "التعليم من أجل الإنسانية سيأتي دائمًا في المقام الأول".


وتحدث ممثل البنك الإسلامي للتنمية - مراد ياندييف في كلمته عن المؤتمر الإسلامي الأول في مجال التعاون الاقتصادي الذي عُقِد عام 2008 بالاشتراك مع حكومة جمهورية تتارستان. وفي العام التالي، تقرر جعل ذلك حدثاً سنوياً، حتى أخذ طابعاً فيدراليا.


وأوضح المتحدث أن البنك الإسلامي للتنمية هو هيئة متخصصة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وكان جدول أعمالها الرئيسي منذ عام 2008 هو التمويل الإسلامي. وأشار ياندييف إلى أنه "في العام الماضي، تم إدراج أربع مناطق من روسيا الاتحادية في البرنامج التجريبي للخدمات المصرفية الإسلامية: تتارستان، وباشكورتوستان، وداغستان، والشيشان"، وأعرب عن ثقته في أن يصبح المشروع دائمًا وواسع النطاق في جميع أنحاء البلاد.


ونظرا لمستوى الانشغال الكبير في إطار المنتدى المستمر، لم يتمكن الممثل الدائم لروسيا لدى منظمة التعاون الإسلامي - توركو داودوف، من حضور المؤتمر الصحفي. وتحدثت نيابة عنه مستشارة الممثلية الروسية لدى منظمة التعاون الإسلامي - ناتاليا تاراتينوفا.


وقالت: "لقد كانت روسيا دائماً شريكاً موثوقاً ومخلصاً للدول الإسلامية، ونحن نظهر ونثبت ذلك دائمًا. وشراكتنا مبنية على بعض القيم الروحية المشتركة، والفهم المشترك لما هو جيد وما هو سيئ". وأكدت تاراتينوفا أيضاً أنه بالإضافة إلى مجالات التعليم والاقتصاد والإعلام، هناك مجال واسع للتعاون: الحوار بين الأديان، والرياضة، وقضايا المرأة، وقضايا حماية الطفل، والأسرة والقيم التقليدية. وفي هذا السياق، دعت ناتاليا تاراتينوفا مناطق روسيا الأخرى إلى المشاركة، مشيرة بشكل خاص إلى مبادرة تتارستان.


واختتمت تاراتينوفا حديثها قائلة :" نحن لا نلخص النتائج النهائية، هذه نتائج وسيطة. آمل أن يكون أمامنا الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام والمثمرة".


ونظم المؤتمر الصحفي البعثة الدائمة لروسيا الاتحادية لدى منظمة التعاون الإسلامي والوكالة الجمهورية للصحافة والاتصال الجماهيري "تاتميديا" ومجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".

 

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي"