Ru En

عمّا قريب.. موسكو تحتضن اجتماعاً دولياً حول أفغانستان

٠٢ مارس ٢٠٢١

أعلن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، أن العمل جار حالياً على عقد اجتماع دولي حول أفغانستان، بمشاركة روسيا الاتحادية والصين والولايات المتحدة وباكستان، وربما إيران، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع قد يُعقد في موسكو في المستقبل القريب.

 

وصرّح كابولوف بذلك خلال مقابلة له مع وكالة أنباء "تاس"، بالتزامن مع الذكرى السنوية الـ100 على توقيع معاهدة الصداقة بين روسيا وأفغانستان، وذلك في 2 مارس/آذار 2021..

 

وقال الدبلوماسي الروسي إن "يتم العمل من قِبلنا في الظرف الراهن على مسألة عقد اجتماع دولي حول التسوية الأفغانية في موسكو  (بالتنسيق) مع شركاء دوليين آخرين". وأضاف: "نحن نتحدث عن اجتماع جديد لـ (الثلاثية) الموسعة بمشاركة روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان وربما إيران. ونتطلع إلى عقدها في المستقبل القريب".

 

وكان كابولوف قد ذكر في تصريحات سابقة له أن اجتماعاً دولياً جديداً بشأن التسوية الأفغانية قد يُعقد في نهاية فبراير/شباط 2021.

 

 

موسكو قد تحل محل الدوحة

 

 

وفي السياق ذاته، لم يستبعد زامير كابولوف أن تحل موسكو في المستقبل محل الدوحة كمكان انعقاد لإحدى جولات المحادثات الأفغانية، مشيراً إلى أنه "على الرغم من ظهور تقارير عن استئناف اجتماعات الفرق التفاوضية في اليوم التالي بعد استراحة شهر ونصف، علينا أن نعترف بأن هناك استمراراً لحالة الجمود على منصة الدوحة".

 

وأضاف: "ندعو الجانبين إلى إبداء المرونة وتقديم تنازلات متبادلة من أجل تعزيز حوار السلام الوطني. ويجب أن تبت الأطراف المشاركة في المباوضات بمسألة نقل مكان اجتماع الوفود، كما أننا لا نستبعد أن تكون فكرة تنظيم جولة من جولات المفاوضات في موقع آخر بما في ذلك موسكو مناسبة في المستقبل".

 

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأفغاني محمد حنيف أتمر في مقابلة مع "تاس" إن كابول مستعدة في المستقبل لنقل المفاوضات مع حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية) من الدوحة إلى عاصمة أخرى، على سبيل المثال، إلى موسكو.

 

 

تصحيحات المسار الأمريكي

 

 

إلى ذلك أعلن الدبلوماسي الروسي أن موسكو لا تستبعد حدوث أي سيناريوهات تتعلق بالتعديلات المحتملة لخط واشنطن بشأن أفغانستان خلال إدارة الرئيس جو بايدن.

 

وقال: "نحن لا نستبعد أي سيناريوهات في ظروف عدم اليقين فيما يتعلق بالتعديلات المحتملة على الخط الأمريكي - الأفغاني خلال إدارة جو بايدن. ومع ذلك، ما زلنا نعوّل على بقاء اتفاق الدوحة ساري المفعول والتزام كلا الجانبين - الولايات المتحدة وحركة طالبان - بتنفيذه .. وتحقيق تسوية سلمية في أفغانستان".

 

وأضاف: "إن فشل الاتفاق سيكون أمراً غير مرغوب فيه للغاية، ويعيدنا إلى الوراء خطوات عديدة في عملية تحقيق مصالحة وطنية مستدامة".

 

وفي السياق ذاته، تابع زامير كابولوف أن موسكو تعتبر الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان، بحلول مايو/أيار 2021 غير مرجح،لافتاً إلى أنه "من الناحية الفنية، يكاد يكون من المستحيل القيام بذلك. إن مهمة الولايات المتحدة هي اختيار أهون الشرّين، وكما يقولون، ضع فاصلة في المكان المناسب كما في التعبير المعروف.. "الذهاب ممنوع البقاء".

 

 

القوات الأمريكية في أفغانستان

 

 

وأضاف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، في مقابلته مع "تاس"، أن وجود الجيش الأمريكي في أفغانستان الآن بمثابة رادع ضد تدهور الوضع الأمني، إلا أنه على المدى الطويل، فإن الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية أمر ضروري من أجل التوصل إلى تسوية مستدامة.

 

كما أكد زامير كابولوف أن دعوات موسكو لسحب القوات الأمريكية من الجمهورية لا تتعارض مع تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأن وجود الأمريكيين في أفغانستان في الوقت الحالي يساهم في استقرار البلاد.

 

واسترسل بالقول: "ما قاله الرئيس الروسي يعني أن وجود فرقة عسكرية أجنبية في أفغانستان، في هذه المرحلة، هو رادع ضد انهيار الوضع الأمني في الجمهورية وسط عجز قوات الأمن الوطني الأفغانية، والتي بالمناسبة، الولايات المتحدة نفسها كانت مسؤولة منذ ما يقرب من 20 عاما عن إعدادها، وحلت دول الـ (ناتو) بشكل مستقل مهام قوات مكافحة الإرهاب الدولي وتهريب المخدرات".

 

وشدّد كابولوف على أنه في الوقت نفسه، وعلى المدى الطويل، لن تتمكن كل من أفغانستان ودول المنطقة من القضاء على هذه التهديدات، دون تحقيق مصالحة وطنية وتسوية مستدامة للوضع في البلاد.

 

وقال: "أحد الشروط الرئيسية (للتسوية) هو الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية - العامل المثير للإزعاج الرئيسي للمعارضة المسلحة. وبعد تحقيق السلام بين الحكومة وحركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية)، سيسمح تشكيل هياكل أمنية موّحدة للبلاد، ومن بين أمور أخرى، بتعزيز إمكانات الدولة الأفغانية في مكافحة التهديدات المتمثلة بالإرهاب والتطرف وتهريب المخدرات".

 

يُشار إلى أن القيادة الأمريكية السابقة وحركة "طالبان" وقّعتا، بتاريخ 29 فبراير/شباط 2020، اتفاقية سلام في العاصمة القطرية الدوحة. وبموجب اهذه لاتفاقية، تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وقوات التحالف بسحب كافة القوات من أفغانستان في غضون 14 شهراً، فيما تعهدت حركة "طالبان" بدورها بأنها لن تستخدم أراضي أفغانستان لأي أعمال تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس