لمست روسيا وجود نزعة إيجابية عند كل من أرمينيا وأذربيجان من أجل التوصل إلى حزمة اتفاقات مقبولة للطرفين بشأن إقليم ناغورني قره باغ، من شأنها أن تصبح أساساً للانتقال إلى مشروع تعاون مستقبلي، وذلك وفقاً لما أعلنه نائب مدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية، أليكسي زايتسيف في مؤتمر صحفي يوم الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021.
وبحسب زايتسيف، في قضايا إقليم ناغورني قره باغ "من المهم للغاية توفير فرص لإيجاد حلول مقبولة للطرفين"، منوّهاً بأن "تأكيد المطلب الموضوعي لمثل هذا الموقف هو الاستعداد الذي عبرت عنه باكو ويريفان على أعلى المستويات، في سبيل فتح صفحة جديدة في العلاقات وتطبيعها التدريجي"، مشيراً إلى أنه "في عملنا، نقوم بالتركيز على هذه الجوانب الإيجابية."
وأضاف المسؤول الروسي أنه "من جانبنا، نلاحظ التوجه الإيجابي من جانب يريفان وباكو للتوصل إلى اتفاقات حزمة مقبولة للطرفين، الأمر الذي سيجعل من الممكن في المستقبل نقل العمل المشترك إلى مستوى التعاون في إطار المشروع".
كما لفت أليكسي زايتسيف الانتباه إلى "مشاكل الحوادث في أقسام معينة من الحدود الأرمنية الأذربيجانية"، وقال: "حل مستقر وطويل الأجل" ترى موسكو أنه يتم إنشاء لجنة لترسيم حدود الدولة بين الطرفين مع ما يليها. الترسيم على طولها بالكامل، موضحاً أن "الجانب الروسي صاغ وقدم مقترحات يريفان وباكو للنظر فيها بشأن ضمان إطلاق عملية المفاوضات المقابلة، ونتوقع رد فعل من الشركاء."
هذا وقال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان في اجتماع حكومي يوم 12 أغسطس/آب 2021، إن الجمهورية على استعداد لاستئناف المفاوضات مع أذربيجان بشأن حل النزاع حول ناغورني قره باغ "وتنتظر مقترحات ملموسة من مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا".
يُشار إلى أن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف أعرب قبل أيام، في نهاية شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في مقابلة مع قناة "فرانس 24" التلفزيونية عن استعداده لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الأرمني، شريطة أن يتم تنظيم الاجتماع من قبل مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
إلى يُذكر أن الوضع في إقليم النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، ناغورني قره باغ، تفاقم قل عام وبلغ ذروته في 27 سبتمبر/ أيلول 2020، حين انجلعت اشتباكات مسلحة بين الدولتين في الإقليم المتنازع عليه.
وفي 9 نوفمبر/تشرين الثاني من ذات العام، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بياناً مشتركاً حول الوقف الكامل للعمليات القتالية في منطقة الصراع.
وبحسب الوثيقة، يتوقف الجانبان الأذربيجاني والأرمني كل عند المواقع التي وصلو إليها جرّاء المواحهات العسكرية. وبموجب الاتفاق الثلاثي كذلك خضعت عدة مناطق لسيطرة باكو، وانتشرت قوات روسية لحفظ السلام على طول خط التماس ومعبر لاتشين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس