أكدت موسكو أنها في إطار سياستها تجاه أفغانستان، "لا تحتاج إلى النصح من واشنطن".
أعلن ذلك المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف، في 15 ابريل/نيسان 2021، تعقيباً على تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، عندما قال "إن واشنطن ستطلب من الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا، لفعل المزيد من أجل دعم أفغانستان".
وأكد الدبلوماسي الروسي "لسنا بحاجة إلى مطالبات خارجية بشأن ما نحتاج إلى القيام به، لأن مثل هذه القرارات تتخذ من قبل القيادة الروسية. ويتم تقديم هذه المساعدة (لأفغانستان) بالفعل، وهي معروفة للقاصي والداني"
وقال كابولوف إنه سيجري اتصالات في المستقبل القريب مع نظيره الأمريكي زلماي خليل زاد، مبيناً في معرض رده على السؤال ذي الصلة أنه "خططنا لإجراء اتصالات. عندما نتفق على التاريخ، سيصبح هذا معروفا".
وفي هذا السياق يُذكر أن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قال، يوم الأربعاء الماضي، إن الولايات المتحدة ستطلب من الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا والهند والصين وباكستان وتركيا، بذل المزيد من الجهود لدعم أفغانستان.
كما أعلن بايدن أن الولايات المتحدة تعتزم البدء في سحب قواتها من أفغانستان في الأول من مايو/ أيار 2021، وتخطط لاستكمال هذه العملية بحلول 11 سبتمبر/ أيلول القادم.
تأجيل الانسحاب الأمريكي
وبحسب زامير كابولوف، فإن موسكو لا تستبعد أن تشن حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية) هجوماً خلال الربيع في أفغانستان، بعد قرار واشنطن تأجيل انسحاب قواتها من البلاد.
وأضاف في هذا الجانب: "لا يمكن استبعاد ذلك تماماً، لأنه من الواضح أن الأمريكيين ينتهكون التزاماتهم تجاه حركة طالبان وفقا للاتفاقية التي تم التوصل إليها العام الماضي، ولذلك، لدى طالبان مثل هذه الفرصة".
كما شدّد كابولوف على أن موسكو ترغب في تجنب مثل هذا السيناريو من تطور في الأحداث، مؤكداً أنه "لا يهّمنا ما إذا كان الأمريكيين سيغادرون بعد فترة؛ بالنسبة لنا، ما يهمنا هو أن عملية السلام في أفغانستان ذات أهمية قصوى".
إلى ذلك يُذكر أن الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، وقعت مع حركة "طالبان" الراديكالية اتفاقية سلام بتاريخ 29 فبراير/ شباط 2020 في العاصمة القطرية الدوحة.
بموجب هذا الاتفاق، تعهدت الولايات المتحدة وحلفاؤها وقوات التحالف بسحب جميع القوات من أفغانستان في غضون 14 شهراً، فيما أكدت حركة" طالبان" بدورها أنها لن تستخدم أراضي أفغانستان لأي أعمال قد تشكل تهديداً لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية / تاس
المصدر: تاس