أكد نائب رئيس مجلس الأمن في روسيا الاتحادية دميتري ميدفيديف، أنه يجب مناقشة قضية التسوية في قره باغ مع تركيا أيضاً، مشيراً إلى أن "هذه هي حقائق المنطقة"، وذلك في مقابلة مع الصحفيين الروس أجري في 1 فبراير/شباط 2021.
وفي معرض رده على سؤال حول الدور التركي في تسوية قره باغ قال مدفيديف إن "تركيا جارتنا وشريك مهم جداً. وبلد قريب جداً من أذربيجان. لا يمكن تجاهل هذا العامل. فقد أقامت موسكو وأنقرة حواراً مثمراً، ويتواصل رئيسا البلدين باستمرار حول هذا الموضوع، وتقرّر إنشاء مركز تحكم خاص بالوضع العام، يشارك فيه المسؤولون الأتراك والروس".
وأضاف المسؤول الروسي أنه "تم افتتاح المركز الروسي التركي المشترك للمراقبة والسيطرة على وقف إطلاق النار في منطقة الصراع في ناغورني قره باغ بتاريخ 30 يناير/كانون الثاني 2021 في بلدة قيام الدينلي، وفقاً للمذكرة التي وقعها وزيرا الدفاع الروسي والتركي في 11 نوفمبر 2020. وهذا يعتبر أيضاً عنصراً من عناصر الاستقرار العام. لكنني لن أقوم بتقييم هذا كعنصر من عناصر أي سياسة طويلة المدى، أو بناء إحدى نظريات المؤامرة هنا. علينا فقط أن نأخذ في الاعتبار الحقائق الموجودة في منطقتنا. والواقع أن هذه القضية يجب أن تناقش اليوم مع الشركاء من تركيا".
وقال دميتري ميدفيديف إن "قضية وضع قره باغ لم تحل بعد، ولكن الآن لا يمكن مناقشتها، فمن الأفضل تأجيلها إلى المستقبل".
وفي المقابلة مع وسائل الإعلام الروسية، أشار ميدفيديف أيضاً إلى أنه قضى في فترة زمنية الكثير من الوقت في مناقشة هذه المسألة مع زملائه، منوّهاً بأنه، حسب رأيه، "من الواضح تماماً اليوم للجميع أن قضية وضع الإقليم لم يتم حلها فعلياً، ولكن لا يمكن مناقشتها الآن، لأن أي كهربة في هذا المجال من المناقشات حول الوضع سيؤدي إلى ظهور شحنة قوية، ومن المستحيل القيام بذلك الآن. علاوة على ذلك، فإن مواقف الطرفين هنا متباينة جدا، حتى داخل أرمينيا هناك مناقشات بهذا الخصوص".
وتابع ميدفيديف: "سوف أذكركم أن أرمينيا لم تعترف باستقلال قره باغ. لسبب ما نسوا ذلك، لكن في الواقع هو كذلك. لذا، ينبغي تأجيل مسألة الوضع إلى فترة مقبلة".
الجدير بالذكر أنه في العام 1991، أعلن إقليم ناغورني قره باغ استقلاله عن أذربيجان. وفقط أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وجمهورية ترانسنيستريا، اعترفتت بذلك.
وتعتبر باكو أن إقليم ناغورني قره باغ جزء لا يتجزأ من أراضيها، وهي على استعداد للحديث فقط عن الاستقلال الثقافي الأرمني داخل أذربيجان. أما أرمينيا، فهي تصر بدورها على حق الإقليم في تقرير المصير.
في حين تعلن سلطات الجمهورية غير المعترف بها أن حالة جعلها داخل المُكوّن الأذربيجاني غير مقبول بالنسبة لها.
يُشار إلى أن جولة جديدة من التصعيد في النزاع حول إقليم ناغورني قره باغ بدأت في عام 1988، وعادت الأزمة لتشتعل في نهاية سبتمبر 2020 باندلاع اشتباكات مسلحة لتصبح الأكبر منذ سنوات. وخلال شهرين من القتال، قام الطرفان بعدة محاولات للتوصل إلى هدنة، إلا أن الاتفاق الثلاثي - بين أرمينيا وأذربيجن بوساطة روسية - الذي تم التوصل إليه ليلة 10 نوفمبر 2020 تكلل بالنجاح.
وينص الاتفاق الثلاثي على وقف تام لإطلاق النار، وتبادل الأسرى وجثث القتلى. كما تم، حسب الاتفاق، نقل مناطق كلبجار ولاتشين وأغدام إلى سيطرة باكو. بالإضافة إلى ذلك، تتمركز قوات روسية لحفظ السلام في المنطقة، ويعتبر الوضع في المنطقة حاليا مستقر نسبيا.
وعلى الجانب الأرمني، يُذكر أن اتخاذ هذا القرار تم بصعوبة. وفي الوقت نفسه، لا تزال يريفان تنتقد الدعم الذي قدمته تركيا لأذربيجان أثناء التصعيد الأخير في الصراع.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: نوفوستي