Ru En

نادي "فالداي" يؤكد تكثيف الغرب جهوده "لفصل" آسيا الوسطى عن روسيا

٢٢ ديسمبر ٢٠٢٢

مع بدء العملية الخاصة في أوكرانيا، كثفت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جهودهما «لفصل» آسيا الوسطى عن روسيا، لكنهما لن يكونا قادرين على تنفيذ مثل هذا السيناريو على المدى المتوسط. جاء ذلك اليوم الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2022، في تقرير جديد لنادي "فالداي" للمناقشة "آسيا الوسطى والأزمة الأوكرانية".


حاول واضعو التقرير، استناداً إلى سلسلة من التحليلات الظرفية التي أجريت خلال عام 2022، تحديد كيفية تأثير الأحداث في أوكرانيا على الوضع الجيوسياسي في المنطقة.

ووفقاً لتقديراتهم، على الرغم من كل الاضطرابات، حافظت دول آسيا الوسطى ككل على الثبات، وتمكنت من تعزيز نخبها السياسية وتجنب العواقب السلبية الواضحة في الاقتصاد. ومع ذلك، حدثت تغييرات كبيرة في تموضع القوى الخارجية، التي تتقاطع مصالحها في آسيا الوسطى.


وهكذا، يشير الخبراء إلى الإجراءات المكثفة مؤخراً لواشنطن وبروكسل، والتي تهدف إلى "زعزعة استقرار المنطقة". هنا يحاولون تصعيد المواجهة مع أكبر المعارضين - روسيا والصين، كما يتضح من الخطاب القاسي للغاية للغرب الجماعي. "في الواقع، تعلن وزارة الخارجية الأمريكية صراحة عن نواياها لفصل دول آسيا الوسطى عن روسيا، بينما تضع وكالة التنمية الدولية (USAID) نصب أعينها مهمة تقليل اعتماد دول آسيا الوسطى على الأسواق الروسية وطرق التصدير"، يوضح التقرير.


وفقا للمحللين، بدأ الغرب منذ فبراير، في ممارسة ضغوط متزايدة على دول المنطقة في محاولة لإمالة موقفها أخيراً لصالحها. وتستخدم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الصراع الأوكراني لوضع حد للسياسة المتوازنة متعددة الاتجاهات لسلطات دول آسيا الوسطى، لإجبارها على الابتعاد عن موسكو، مع التنويه بأنه "الآن يطالب الشركاء الغربيون آسيا الوسطى باختيار أحد طرف"، كما يقول المشرفون على التقرير.


ومع ذلك، تظل روسيا أهم عامل للاستقرار وحليفاً موثوقاً به للاعبين الإقليميين "على الرغم من جهود الغرب، على المدى المتوسط، فإن تنفيذ مهمة "فك المنطقة" عن التعاون مع روسيا لا يبدو مرجحاً. فروسيا هي أكبر شريك استثماري وتجاري لدول آسيا الوسطى، وهي الضامن للأمن في المنطقة".

 



أولوية السياسة الخارجية الروسية



في الوقت نفسه، وفقاً لواضعي التقرير، ضعف في عام 2022، اهتمام روسيا بالأحداث في آسيا الوسطى، المنطقة القريبة والمهمة، إلى حد ما. ويقول الخبراء: "ربما يكون هذا أحد الإغفالات المهمة المحفوفة بالعواقب".


ويلفت الخبراء الانتباه إلى حقيقة أن آسيا الوسطى، وعلى خلفية وصول حركة "طالبان" المتطرفة (المحظورة في الاتحاد الروسي) إلى السلطة في أفغانستان، والتوترات على حدود قرغيزستان وطاجيكستان والأحداث في كازاخستان في أوائل عام 2022، تستحق أن تكون في قلب طيف أولويات السياسة الخارجية الروسية. كما جاء في التقرير أنه "علاوة على ذلك، فإن الموقع الجيوسياسي لآسيا الوسطى بين القوى الأوراسية الرائدة، يجعلها موضوعاً ذا اهتمام وثيق ليس فقط لروسيا والصين، بل أيضاً لخصومهما على الساحة الدولية".


واشار القائمون على التقرير إلى ضرورة عدم تجاهل روسيا الصعوبات الداخلية التي تواجه تنمية دول آسيا الوسطى، فضلاً عن ضغوطات الغرب عليها، مما قد يجبر حكومات دول المنطقة على المدى المتوسط على الإجابة على أسئلة صعبة بما فيه الكفاية، "أهمها الحفاظ على العلاقات الودية مع روسيا وبناء العلاقات التجارية والاقتصادية معها، ناهيك عن الحاجة إلى الحفاظ على علاقاتها مع الغرب، حتى لا تميل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى المساهمة في تأجيج عدم الاستقرار السياسي".


وأكد خبراء التقرير أنه "يجب ألا نغض الطرف عن العديد من علامات زعزعة الاستقرار المحتملة الموجهة ضد كل من دول آسيا الوسطى نفسها، علاوة على علاقاتها مع روسيا".


واختتموا أن "هناك عمليات داخلية مقلقة تتعلق بالصعوبات التي تواجهها دول المنطقة على خلفية الأزمة العسكرية - السياسية في أوكرانيا".

 



مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Valdai Club
المصدر: تاس