سيعقد اجتماع رباعي حول تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق (روسيا وإيران وسوريا وتركيا) على مستوى نواب رؤساء الإدارات الدبلوماسية في موسكو. ومن المتوقع أن تكون المشاورات ذات الصلة ذات طابع تقني وأن تسمح ببدء العمل على إجراء مفاوضات بالفعل على مستوى وزراء خارجية البلدان الأربعة، وهو ما تم الإعلان عنه اليوم الاثنين 3 ابريل/نيسان 2023 .
الى ذلك يُذكر أنه كان من المقرر عقد اجتماع نواب وزراء الخارجية في مارس/آذار، ولكن تم تأجيله. وكما أوضح الممثل الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط وافريقيا، نائب وزير الخارجية - ميخائيل بوغدانوف لوكالة "تاس"، فإن قرار التأجيل لم يتخذ بناء على طلب موسكو، ولكن بسبب عدم رغبة الشركاء الفرديين في ذلك.
هذه المرة، كما أفاد مصدر الوكالة، وصلت وفود جميع المشاركين في التنسيق إلى موسكو في اليوم السابق لإجراء المشاورات اللازمة "بشأن التحضير لاجتماع وزراء الخارجية".
من جانبه الوفد الإيراني لديه آمال كبيرة في عمل الصيغة الرباعية. لذلك، خلال زيارة لموسكو الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني - حسين أمير عبد اللهيان إنه ناقش هذا الموضوع مع وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف. وأعرب عن رأي مشترك حول استعداد طهران وموسكو لبذل الجهود اللازمة في إطار الشكل من أجل تحقيق الهدف الرئيسي، وهو "التقارب بين وجهات نظر تركيا وسوريا".
موسكو ايضاً، بدورها، تعتمد على التطورات الإيجابية. وفي تعليق لوكالة "تاس"، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل بوغدانوف عن أمله في أن تنتهي "مهمة الوساطة" الروسية، "التي تهدف إلى هدف استراتيجي مهم للغاية - تطبيع العلاقات السورية - التركية بنجاح عام".
حول تكوين الاجتماع
تجدر الإشارة إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، صرح الرئيس التركي - رجب طيب إردوغان أنه اقترح على نظيره الروسي - فلاديمير بوتين تنظيم اجتماع ثلاثي بمشاركة الرئيس - السوري بشار الأسد لتطبيع الحوار بين أنقرة ودمشق.
وفقاً لفكرة رئيس تركيا، فأن هذه القمة كان من المقرر أن تسبقها مفاوضات ثلاثية على مستوى ممثلي ووزراء الدفاع والخارجية، حيث في التكوين الأولي، تمكنت موسكو وأنقرة ودمشق من عقد اجتماع بين رؤساء وزارات الدفاع بحلول نهاية العام الماضي. وكانت الاتصالات ذات الصلة أول محادثات بين وزيري دفاع سوريا وتركيا منذ 11 عاما. ثم تمكن الوزراء من الاتفاق على إنشاء لجنة ثلاثية مشتركة، إذ وصف وزير الخارجية التركي - مولود تشاوويش أوغلو عملهم بأنه "مفيد" من وجهة نظر التوصل إلى حل وسط بشأن خارطة الطريق لحل الوضع.
في فترة أخرى من العمل على الاتصالات بالفعل وصلت الى مستوى وزراء الخارجية، إذ سمح إردوغان لطهران بالانضمام إلى عمل فرق المفاوضين، والتي وصفها لافروف بأنها منطقية لدفع عملية التسوية. وفي وقت لاحق، أخبر السفير الإيراني في موسكو - كاظم جلالي أن طهران ستنضم إلى التنسيق. ومن المحتمل أنه بعد نتائج المشاورات القادمة يوم الاثنين، سيتمكن الطرفان من الاتفاق على المواعيد الأولية للاجتماع الوزاري لبدء العمل على تنظيم القمة السورية - التركية.
تدهورت العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد اندلاع الصراع في سوريا عام 2011، وفي الوقت نفسه تدفقت موجة من اللاجئين السوريين إلى تركيا، ثم قُطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: Artur Janas/Pixabay
المصدر: تاس