صرّح مندوب روسيا الاتحادية الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بأن "روسيا تعتبر زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى مرتفعات الجولان بمثابة الاستفزاز".
جاءت تصريحات فاسيلي نيبينزيا هذه بعد أن وصل وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية مايك بومبيوإلى إسرائيل الأسبوع الماضي، وعلى خلفية كشف عدد من وسائل الإعلام الأمريكية عن نيّة الوزير القيام بزيارة إلى مرتفعات الجولان - التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 - إلا أن الخارجية الأمريكية رفضت تأكيد أو نفي هذه الأنباء في حينه، علماً أن بومبيو أعلن شخصياً، اليوم الخميس، عن نيته زيارة مرتفعات الجولان، لتؤكد قناة "كان" التلفزيونية الحكومية الإسرائيلية لاحقاً أن زيارة بومبيو للجولان قد تمت فعلاً.
وأضاف نيبينزيا: "ندعو على نحو متواصل إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها، كما ندعو إلى التخلي عن خطط تقسيم البلاد وإطالة أمد الصراع، مشدداً على أن "هذا ينطبق على كل من شرق وغرب سوريا، بما في ذلك الجولان السوري المحتل، ويُنظر إلى هذه الزيارة التي يقوم بها مسؤول أمريكي رفيع المستوى على أنها استفزازية".
ووفقا لفاسيلي نيبينزيا، فإن موسكو قلقة للغاية بشأن العمليات الجارية في الأراضي السورية، حيث لا يزال الوجود العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة قائماً، مشيراً إلى أنه "بالإضافة إلى النزعات الانفصالية التي أثارها الاحتلال الخارجي، وتمزيق الروابط التاريخية بين مختلف الجماعات العرقية والطائفية في سوريا، يتم تعطيل الجهود المبذولة من أجل استعادة وحدة أراضي البلاد".
كما لفت مندوب روسيا الاتحادية الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن "الزملاء الغربيين، الذين يظهرون حماساً كبيراً، بالكلمات، من أجل حقوق الإنسان (ولكن فقط عندما يكون ذلك مفيداً لهم) يديرون أنظارهم بهمّة عن الوضع في هذا الجزء من سوريا".
وبحسب نيبينزيا، فإنه هناك تقارير تفيد بإطلاق سراح مسلحين من السجون - في المناطق التي لا تخضع لسيطرة الدولة السورية - وأن هؤلاء يتجهون إلى مناطق سيطرة دمشق.
بالإضافة إلى ذلك، وكما أشار الممثل الروسي الدائم، هناك أيضا تقارير عن محاكمات مخطط لها، بما في ذلك محاكمات لمواطنين أجانب، مبيناً أنه "من غير الواضح ماهية هذه المحاكم"، مضيفاً أنه: "يتم التعتيم على حالات اضطهاد السكان العرب، ونهب حقول النفط وتلوث البيئة مستمران"، معرباً عن أسفه إزاء صمت الأمم المتحدة في هذا الشأن حسب وصفه.
هذا ويستمر الصراع المسلح في سوريا منذ عام 2011، وفي نهاية عام 2017، تم الإعلان عن دحر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش - منظمة إرهابية محظورة في روسيا الاتحادية) في سوريا والعراق. وفي بعض مناطق البلدين ، تستمر عمليات التطهير من المسلحين. وفي الوقت الحالي، أصبحت التسوية السياسية وإعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين تتقدم بنود جدول الأولويات.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Zuma\TASS
المصدر: نوفوستي