يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الثلاثاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2022 مع وزير الخارجية التركماني رشيد ميريدوف، الذي سيصل إلى روسيا للمشاركة في اجتماع للجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي، حيث من المتوقع أن يكون الموضوع الرئيسي للمحادثات هو الوضع في أفغانستان وبشكل عام في منطقة آسيا الوسطى.
كما سيناقش الطرفان بالتفصيل قضايا العلاقات الثنائية مع التركيز على المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية والإنسانية والتعليمية، بالإضافة إلى النظر في العديد من المشكلات الإقليمية والدولية. بالإضافة إلى ذلك، سيولي الوزيران اهتماماً لتعاون موسكو وعشق أباد في مختلف المنصات متعددة الأطراف، وفي المقام الأول في رابطة الدول المستقلة، وبحر قزوين "الخمسة"، وفي إطار "روسيا - آسيا الوسطى" والأمم المتحدة.
وعشية الاجتماع، أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى الطبيعة الاستراتيجية للتعاون الروسي - التركماني، الذي "يتطور تدريجياً في ظروف خارجية صعبة". وما تزال من أهم العوامل التي تعقد الوضع في العالم بشكل كبير في السنوات الأخيرة الأزمة الأوكرانية. في هذا الصدد، سيغتنم لافروف بالتأكيد الفرصة لإبلاغ نظيره بالتقدم المحرز في العملية الخاصة في أوكرانيا والتوترات الجيوسياسية التي تحدث حول هذا البلد.
الأمن للجميع
وعلى الرغم من الوضع المحايد لتركمانستان، فإن موضوع الأمن يحتل دائماً مكاناً هاماً في جدول أعمال المفاوضات الثنائية. يتعلق هذا بشكل أساسي بتهديد الإرهاب الدولي، الذي يأتي من أفغانستان المتاخمة للجمهورية، حيث الحالة الاجتماعية - الاقتصادية هناك آخذة في التدهور، وكثافة الهجمات الإرهابية على الأراضي الأفغانية آخذة في الازدياد. فقبل أربعة أيام فقط، تعرض رئيس السفارة الباكستانية لهجوم في كابل. وقد أشارت موسكو مراراً وتكراراً إلى مخاطر ظهور مسلحين من أفغانستان في رابطة الدول المستقلة.
وناقش ممثلو روسيا وتركمانستان هذه المسألة بشكل موضوعي في اجتماع عُقِد في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إطار صيغة موسكو، داعين إلى تشكيل حكومة شاملة في كابُل، فضلاً عن زيادة الجهود لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب الأفغاني. وقد اعتادت عشق أباد على الإشارة إلى ضرورة تطبيع الوضع الاقتصادي في أفغانستان، بما في ذلك من خلال تنفيذ مشاريع دولية مشتركة بمشاركة هذه الدولة. وسيتعين على لافروف وميريدوف، من بين أمور أخرى، مقارنة المواقف في هذا الاتجاه.
كما يناقش الطرفان تقليدياً الأمن في بحر قزوين. إذ أكد رئيس الدبلوماسية الروسية على عدم السماح بتدخل القوات خارج المنطقة في شؤون بحر قزوين، وضرورة حل جميع القضايا هناك فقط من قبل الدول الساحلية الخمس. وفي ظروف عدم الاستقرار العام في العالم، تكتسب هذه التصريحات صوتاً خاصاً إلى حد ما. وقد انعكست نفس المبادئ في بيان مؤتمر القمة السادس لبحر قزوين، الذي عُقِد في 29 يونيو/حزيران الماضي في تركمانستان.
مسار نحو التعاون النشط
هذا وأشارت وزارة الخارجية الروسية عشية زيارة رشيد ميريدوف إلى أن موسكو هي من بين أهم الشركاء التجاريين لتركمانستان، إذ بلغ على مدى 8 أشهر من العام الجاري حجم التجارة 474.8 مليون دولار وتتعاون الدولتان بشكل وثيق في قطاع الطاقة وفي مجالات أخرى. كما وتلعب اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي دوراً مهماً في تعميق العلاقات الاقتصادية الثنائية، بوشكل عام، تجري موسكو وعشق أباد حواراً سياسياً مستمراً على جميع المستويات.
وذكرت الخارجية أن "احتياطي كبير من التعاون الاقتصادي الروسي – التركماني يتموضع في العلاقات بين الأقاليم. وأكبر نشاط في الاتجاه التركماني اليوم تظهره مناطق تتارستان وأسترخان وتشيليابينسك وسانت بطرسبرغ"، كما تتعاون روسيا وتركمانستان أيضا بشكل مكثف في مكافحة الأمراض المعدية الخطيرة وقد أظهرتا ذلك خلال جائحة فيروس كورونا.
بالإضافة إلى ما تقدم، يصب جزء أساسي من العلاقات الروسية - التركمانية في العلاقات الإنسانية، والاتصالات في المجالات الثقافية والتعليمية والعلمية، إذ يتلقى أكثر من 30 ألف طالب من تركمانستان التعليم العالي في الجامعات الروسية، ويعمل الطرفان حالياً على مسألة فتح جامعة روسية تركمانية في عشق أباد.
وخلًصت وزارة الخارجية إلى أنه "من المخطط، في عام 2023، عقد عدد من الفعاليات المؤجلة سابقاً في مجال الثقافة، بما في ذلك أيام الثقافة المتقاطعة، وأسبوع من السينما الروسية في تركمانستان، وتبادل جولات المسارح الرائدة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
الصورة: مجلس الاتحاد
المصدر: تاس