يلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو اليوم الإثنين 5 سبتمبر/أيلول 2022، بوزير الخارجية الطاجيكي سراج الدين مهر الديين، الذي سيقوم بزيارة رسمية إلى العاصمة الروسية.
وبحسب ما صرّحت به المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي، فإن الوزيرين ينظران في جدول الاجتماعات والفعاليات على أعلى المستويات حتى نهاية هذا العام، فضلاً عن جوانب مهمّة من جدول الأعمال الثنائي.
وقالت زاخاروفا: "وسيولى اهتمام خاص للتعاون التجاري والاقتصادي والثقافي والإنساني، الدفاع والأمن، وسياسة الهجرة، والتدريب، والتدابير المشتركة في مجال الأمن البيولوجي، بما في ذلك التحديات الوبائية، وأمن المعلومات".
وبالإضافة إلى ذلك، سيناقش لافروف ومهر الدين تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الاتصالات الأخيرة بين رئيسي روسيا وطاجيكستان، فلاديمير بوتين وإمام علي رحمن.
كما ومن المقرر أيضاً توقيع برنامج تعاون بين وزارتيّ خارجية البلدين للفترة 2022-2023.
الشراكة الاستراتيجية
تحتفل روسيا وطاجيكستان هذا العام بالذكرى الـ 30 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية. وكما تمت الإشارة سابقاً في موسكو، منذ الأيام الأولى لوجودها المستقل، كانت طاجيكستان شريكاً استراتيجياً وحليفاً لروسيا.
كما تظل موسكو الشريك التجاري الرئيسي لدوشنبه، حيث تمثل نسبة حوالي 21.3 بالمائة من التجارة الخارجية للجمهورية.
ويبلغ الحجم الإجمالي لاستثمارات روسيا المتراكمة في اقتصاد هذا البلد 1.6 مليار دولار، أو 16 بالمائة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية.
هذا وتعمل أكثر من 300 شركة برأسمال روسي ومشترك في الجمهورية، بما في ذلك الشركات التابعة لشركة "غازبروم" و"فيبل كوم" و"ميغا فون" وغيرها.
كما ويظل مجال التفاعل الرئيسي بين موسكو ودوشنبه هو التعاون في المجالات العسكرية والعسكرية - التقنية.
وتستضيف طاجيكستان أكبر منشأة عسكرية روسية خارج حدودها - القاعدة العسكرية الروسية رقم 201، وهي تتكون من وحدات البندقية الآلية والدبابات والمدفعية ووحدات استطلاع وقوات الحماية الإشعاعية والكيميائية والبيولوجية ووحدات دفاع جوي واتصالات.
هذا ومن أجل ضمان الاستقرار في منطقة آسيا الوسطى، يقوم البلدان بتنفيذ برنامج ثنائي لتحديث القوات المسلحة لطاجيكستان، المحسوب حتى العام 2042.
وفي الإطار ذاته، يتم إجراء التدريبات المشتركة بانتظام، ويتم تدريب الأفراد.
وفي أغسطس/آب الماضي تم الإعلان عن مدربين عسكريين روس في القاعدة العسكرية رقم 201 قاموا بتدريب 1000 متخصص مبتدئ في 14 تخصصاً من وزارة الدفاع الطاجيكية في عام 2022.
وفي سياق آخر، تولي روسيا الاتحادية وطاجيكستان اهتماماً كبيراً للتعاون في مجال التعليم، إذ تجدر الإشارة إلى أنّ هناك اهتمام متزايد بتعلم اللغة الروسية بين مواطني الدولة.
وفي العام الدراسي الحالي، خصصت روسيا 750 مقاعد منحة دراسية من الدولة لتعليم مواطني طاجيكستان في الجامعات الروسية، واتفق قادة البلدين على أن عدد الحصص التعليمية للطلاب الطاجيكيين سيرتفع قريباً إلى 1000 مقعد.
وفي الأول من سبتمبر الجاري، تم افتتاح 5 مدارس باللغة الروسية للتعليم شيدتها روسيا في مدن بختار، وكولياب، وتورسونزاد، وخوجاند، فضلاً عن المدنة العاصمة - دوشنبه،
ومن المرجح أن يتطرق الوزيران لقضايا التعاون في مجال سياسة الهجرة. ولا يزال الطلب على هجرة العمالة مرتفعاً بالنسبة لمئات الآلاف من المواطنين القادرين على العمل في طاجيكستان وأسرهم، ولأرباب العمل الروس.
وفي الوقت الحالي، وفقاً لتقديرات مختلفة، يعمل بين 1 إلى 1.5 مليون مواطن من طاجيكستان في روسيا.
مواضيع إقليمية وقضايا أمنية
من المتوقع كذلك أن يولي الوزيران اهتماماً خاصاً لتطور الوضع في أفغانستان.
وبحسب ما أشار إليه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، خلال اجتماع لرؤساء الإدارات العسكرية للدول المشاركة في منظمة شنغهاي للتعاون، في 24 أغسطس/آب الماضي، فإن الوضع في أفغانستان، حيث أن التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش - المحظور في روسيا الاتحادية)، و"القاعدة" (المحظورة في روسيا الاتحادية)، "لا تزال تمثل تحدياً أمنياً خطراً في آسيا الوسطى".
وقال سيرغي شويغو إنه في ظل هذه الخلفية، تزيد روسيا الاستعداد القتالي لقواعدها في طاجيكستان وقرغيزستان، بالإضافة إلى قوات أخرى لمواجهة الأزمات.
ومن المرجح أيضاً أن يتبادل وزيرا خارجية روسيا الاتحادية وجمهورية طاجيكستان وجهات النظر حول الوضع حول أوكرانيا، وسيبلغ وزير الخرجية الروسي نظيره الطاجيكستاني عن التقدم الذي تم إحرازه في العملية العسكرية الخاصة لحماية جمهوريتيّ دونباس.
فضلاً عن ذلك، من المتوقع أيضاً أن يقارن الوزيران الملاحظات حول قضايا الساعة الأخرى على جدول الأعمال الإقليمي. وتتعاون موسكو ودوشنبه بشكل وثيق في إطار الجمعيات الدولية، مثل الأمم المتحدة ورابطة الدول المستقلة ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومنظمة شنغهاي للتعاون، في حين تعتبر مواقف البلدين متقاربة أو متوافقة في القضايا الرئيسية.
هذا وتعتبر مناقشة قضايا السلامة البيولوجية هي أيضا ذات أهمية خاصة.
في الشهر الماضي، عُقِدت مشاورات روسية - طاجيكية حول قضايا السلامة الأحيائية في دوشنبه، ونتيجة لذلك لاحظ المشاركون في المشاورات وحدة النهج تجاه قضايا السلامة الأحيائية، إذ أعربوا عن تركيزهم على مزيد من التنسيق والتفاعل الوثيقين في هذا المجال.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس