قال المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي المعني بقضايا المناخ، وزير الخارجية السابق - جون كيري، إنه لن يدعم المحاكمة الدولية للرئيس الأمريكي السابق (2001-2009) - جورج بوش لغزو العراق، لأنه لم يتم توجيه أي تهم إليه، وذلك اليوم الاثنين 26 يونيو/حزيران 2023.
أثناء مناقشة القمة الأخيرة في العاصمة الفرنسية - باريس حول موضوع اتفاقية مالية عالمية جديدة، التي حضرها ممثلو الدول الافريقية والدول الأعضاء في مجموعة "بريكس". وفي مقابلة مع قناة "LCI" التلفزيونية، أمس يوم الأحد، أشار مضيف البرنامج - داريوس روشبين، إلى أن من الجنوب العالمي هناك "طلب لمزيد من المساواة والإنصاف ولا يتعلق الأمر بالتمويل فقط". وفي هذا السياق، أشار إلى الدعوات الحالية من الدول الغربية لتنظيم محاكمة الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين بسبب العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، وتساءل عمّا إذا كان كيري سيدعم عملية مماثلة ضد جورج دبليو بوش أم لا.
وأجاب وزير الخارجية السابق: "لا". - لأنه لم تكن هناك عملية مباشرة لتوجيه التهم ضد الرئيس بوش. إذا كانت هناك انتهاكات خلال هذه الحرب، فعندئذ نعم".
وأشار جون كيري إلى أنه عارض شخصياً بدء الحملة العسكرية في العراق، وأكد أنه هو نفسه شهد انتهاكات خلال حرب فيتنام، التي أخبرها لاحقا علنا. عندما سأل الصحفي عما إذا كان الغزو الأمريكي للعراق "جريمة عدوان مبنية على اتهامات كاذبة"، أجاب المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أيضاً بالنفي.قائلاً: "حسناً، لم يكن معروفاً حينها أنها كانت كذبة. ثم تم تقديم الأدلة، ولم يكن الناس يعرفون أنها كذبة".
ورداً على اسئلة الصحفي المُلِحّة للرد على من كذب، قطع كيري أنه لن يعيد النظر في موضوع الحرب في العراق، التي "قضت المناقشات بالفعل الكثير من الوقت في الماضي. حيث أعرب فقط عن أسفه لأنه، جنباً إلى جنب مع الكونغرس، أعطى الرئيس سلطة استخدام القوة. وخلص بالقول الى أنه عندما اكتشفنا أنها كذبة، وقف الناس وفعلوا الشيء الصحيح".
الغزو الأمريكي للعراق
هذا ويُذكر أن قوات التحالف الدولي شنّت، في 20 مارس/آذار 2003، بقيادة الولايات المتحدة عملية عسكرية واسعة النطاق ضد العراق، أطلق عليها اسم "حرية العراق". وخلال التحقيق الذي أجري في العراق، خلص مفتشو الأمم المتحدة والجيش الأمريكي إلا أنه في وقت بدء العملية العسكرية، لم يكن لدى بغداد برامج أسلحة دمار شامل، ولم تكن لها علاقات مع القاعدة (المحظورة في روسيا)، والتي اتهمت بها في واشنطن.
وقد أدى الغزو الأجنبي والإطاحة بالرئيس - صدام حسين وحرب امتدت لسنوات إلى إغراق البلاد في فوضى حرب بين الأعراق والأديان، إذ أصبحت أراضي العراق قاعدة للعديد من الجماعات الإرهابية، بما في ذلك القاعدة والدولة الإسلامية (داعش والقاعدة - منظمتان محظورتان في روسيا). ويذكر أنه بحلول عام 2014، كان أكثر من 60٪ من أراضي العراق، تحت سيطرة مقاتلي "داعش"، وفقط بحلول نهاية عام 2017، وبدعم من تحالف دولي جديد تحت رعاية الولايات المتحدة، قامت القوات العراقية بتطهير البلاد من تشكيلات هذه المجموعة الإرهابية. وخلال الحرب وأثناء القتال ضد الإرهابيين، تم تدمير البنية التحتية للبلاد، واجه العراق أزمات سياسية وإنسانية عميقة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: ErikaWittlieb\Pixabay
المصدر: تاس