أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن الدول العربية الساعية إلى تحقيق تسوية في قطاع غزة أصبحت منقسمة في وجهات نظرها بشأن الدور المستقبلي لحركة "حماس" الفلسطينية في حكم القطاع، وذلك اليوم الإثنين 3 مارس/آذار 2025.
وفقاً للصحيفة، فإن أحد الوسطاء الرئيسيين في عملية التسوية - مصر - يعتقد أنه من المستحيل استبعاد "حماس" تماماً من الحياة السياسية في غزة. فمن وجهة نظر مصر، يجب نزع سلاح الحركة، ويجب بذل الجهود لإضعاف نفوذها، ولكن يجب السماح لـ "حماس" بمواصلة الأنشطة السياسية في القطاع جنباً إلى جنب مع الفصائل المحلية الأخرى وتحظى هذه الهطة بدعم من قطر والمملكة العربية السعودية.
ومع ذلك، فإن الإمارات العربية المتحدة، التي تعتبر مشاركتها المالية حاسمة لإعادة إعمار غزة، تعارض بشدة احتفاظ "حماس" بأي دور في غزة، حيث تدعم الإمارات نقل السيطرة السياسية في غزة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية، علماً أن هذا النهج يواجه معارضة من قطر. وبحسب المصادر، فإن إصرار قطر على عدم دعوة رئيس السلطة الفلسطينية - محمود عباس، إلى الاجتماع المقبل لممثلي الدول العربية بشأن مستقبل قطاع غزة، المقرر عقده يوم غد الثلاثاء، كان السبب وراء عدم دعوته إلى الاجتماع.
من جانبها تعارض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة بشدة احتفاظ "حماس" بأي سلطة، إذ وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال" في هذا الصدد إلى أن كل الدول العربية المذكورة تتوافق، وعلى نطاق واسع، على أن ممثلي "حماس" قد يعرقلون في نهاية المطاف الجهود الرامية إلى التوصل لتسوية سلمية ولإعادة إعمار قطاع غزة. بالإضافة إلى ذلك، تعارض جميع الأطراف بالإجماع خطة اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دعت إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى دول عربية أخرى.
إلى ذلك، وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن الافتقار إلى التوافق بين الدول العربية بشأن مستقبل "حماس"، يعقّد عملية وضع خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، التي يجب أن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتسوية سياسية أوسع ضمن مرفق بإطار أمني. ومنذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الأول من مارس الجاري، لم تتوصل إسرائيل و"حماس" بعد إلى أي اتفاقيات جديدة حول كيفية المضي قدماً، في ظل محادثات بين ممثلين عن "حماس" وإسرائيل في العاصمة المصرية - القاهرة يوم الجمعة، لمناقشة تمديد المرحلة الأولى. ووفقاً لمصادر الصحيفة، فقد أظهر الجانبان بعض الاستعداد لمتابعة هذا الخيار.
هذا ومن المقرر عقد قمة طارئة لجامعة الدول العربية خلال ساعات في القاهرة، حيث من المتوقع أن يناقش القادة العرب خطة بديلة للمقترح الأميركي لإعادة إعمار قطاع غزة.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Emad El Byed/Unsplash
المصدر: تاس