أكد مصدر دبلوماسي سعودي أن المملكة العربية السعودية تعتبر تصريحات الرئيس الأمريكي - دونالد ترامب الأخيرة بشأن تهجير الفلسطينيين تهديداً مباشراً لوقف إطلاق النار الهش في غزة، وذلك اليوم الجمعة 7 فبراير/شباط 2025.
وقال المصدر لوكالة "تاس" للأنباء: "إن المملكة ترفض أي إجراءات تمس بحقوق الشعب الفلسطيني، نحن ونرى أن التصريحات بشأن تهجير الفلسطينيين تشكل تهديداً لوقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، الذي لم يتحقق إلا بعد محاولات فاشلة عديدة وجهود مكثفة من قبل الوسطاء، بما في ذلك الولايات المتحدة".
وأضاف المصدر أن خطة الرئيس ترامب، التي تتصور خضوع غزة للسيطرة الأمريكية والتهجير القسري للفلسطينيين من القطاع، قوبلت بـ"عدم تصديق واضح".
وأكد المصدر أن "المملكة العربية السعودية تعتقد اعتقاداً راسخاً بأنه لا يمكن حل القضية الفلسطينية مشاركة الشعب الفلسطيني، وأي حل ينطوي على التهجير القسري لسكان غزة أمر غير مقبول على الإطلاق".
في الرابع من فبراير، وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو، صرح ترامب أنه يدرس إمكانية سيطرة الولايات المتحدة على غزة على المدى الطويل. كما أعرب عن استعداده لنشر قوات أمريكية في المنطقة، ودعا إلى نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى في المنطقة. وفي تعليقه على جهود السلام في الشرق الأوسط، زعم ترامب أن المملكة العربية السعودية لا تشترط إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ورداً على ذلك، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً رسمياً أكدت فيه أن المملكة لن تطبع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل حتى يتم إقامة دولة فلسطينية مستقلة داخل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
مسألة التطبيع
قبل التصعيد الأخير للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، أعربت السلطات الإسرائيلية مراراً عن رغبتها في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية. في سبتمبر/أيلول 2023، أبلغ نتنياهو الجمعية العامة للأمم المتحدة أن الدولتين تقتربان من إقامة علاقات دبلوماسية. وقبل يوم واحد، أعرب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن ملامح مماثلة خلال مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز".
وتتوسط الولايات المتحدة في المحادثات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات، بهدف إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ومع ذلك، تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة في تعليق السعودية لمحادثات التطبيع. في 29 ابريل/نيسان 2024، صرح وزير الخارجية الأمريكي آنذاك - أنتوني بلينكن أن تسوية الصراع في غزة، وتنفيذ حل الدولتين يظلان شرطين أساسيين للتطبيع بين البلدين.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: badwanart0/Pixabay
المصدر: تاس