سيجري وزير الخارجية الروسي - سيرغي لافروف محادثات مع وزير الخارجية الكازاخستاني - مراد نورتلو الذي وصل موسكو في زيارة رسمية. ويعتبر هذا الاجتماع هو الأول لوزيري خارجية روسيا وكازاخستان منذ تعيين نورتلو في المنصب الجديد، إذ كان في السابق رئيساً للإدارة الرئاسية للجمهورية الكازاخستانية. وذلك اليوم الثلاثاء 11 ابريل/ نيسان 2023.
وأكدت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تقدر تقديراً عالياً مثل هذه الخطوة من قبل الأصدقاء الكازاخستانيين. حيث يشار إلى أن وزير خارجية كازاخستان الجديد يقوم بأول زيارة خارجية له وكانت إلى روسيا.
وأفادت وزارة الخارجية بأن "اختيار روسيا للقيام بأول زيارة خارجية يلبي روح التحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والعمل المشترك الذي يهدف إلى تعزيز علاقات حسن الجوار والتعاون متبادل المنفعة".
هذا ومن المتوقع أن يضع نورتليو إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول بالقرب من سور الكريملِن.
وأكدت الوزارة أنه "من المهم مواصلة مسار تنسيق الجهود داخل جمعيات التكامل مثل الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ورابطة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون".
وخلال المحادثات، سيناقش الوزراء مجموعة كاملة من جدول الأعمال الثنائي، بما في ذلك الأبعاد الاقتصادية والثقافية والإنسانية. ومن المتوقع أن يقوم الطرفان بتقارب وجهات النظر حول الموضوعات الإقليمية والدولية الرئيسية.
كما قال الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الكازاخستانية - أيبيك سمادياروف يوم أمس الاثنين أنه "بالإضافة إلى المفاوضات مع لافروف، من المقرر أن يلتقي نورتليو بمساعد الرئيس الروسي للشؤون الدولية - يوري أوشاكوف خلال الزيارة".
وسيعقد اجتماع وزيرا خارجية روسيا وكازاخستان عشية اجتماع مجلس وزراء الخارجية لرابطة الدول المستقلة، في 14 ابريل في سمرقند - أوزبكستان.
كما ذكرت الوزارة أن كازاخستان هي واحدة من الشركاء الرئيسيين لروسيا في رابطة الدول المستقلة. ومن المفترض أنه خلال زيارة نورتلو إلى روسيا ، سيقام حفل توقيع لخطة العمل للتعاون بين وزارة خارجية روسيا ووزارة خارجية كازاخستان للفترة 2023 - 2024.
جدول الأعمال الدولي
كما أشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه سيتم إيلاء الكثير من الاهتمام للقضايا السياسية التي أصبحت ذات أهمية خاصة على خلفية الوضع الصعب في العالم.
كما سيتطرق الطرفان إلى الأزمة في أوكرانيا، وسيحيط وزير الخارجية الروسي زميله الكزاخستاني علماً بالتقدم المحرز في العملية الروسية العسكرية الخاصة، وذلك في إطار مناقشة القضايا المدرجة على جدول الأعمال الدولي.
وتجدر الإشارة الى ان كازاخستان طلبت في وقت سابق إلى الحاجة إلى تسوية دبلوماسية للصراع في أوكرانيا.
بعد محادثة هاتفية في فبراير/شباط الماضي بين رئيسي كازاخستان وأوكرانيا، قاسم جومارت توكاييف وفلاديمير زيلينسكي، والتي جرت بمبادرة من الجانب الأوكراني، أفيد أن "توكاييف أكد موقف كازاخستان بشأن حل دبلوماسي للنزاع المسلح بين روسيا وأوكرانيا على أساس ميثاق الأمم المتحدة ومعايير القانون الدولي المعترف بها عموما".
وأشار سابقاً السكرتير الصحفي للرئيس الروسي - دميتري بيسكوف ، الى إن آفاق المفاوضات ليست واضحة بعد، لأن الولايات المتحدة مصممة بشكل جنوني حرفياً على عدم السماح للأوكرانيين حتى بالتفكير في الإمكانية الافتراضية للدخول في مسار تسوية سلمية، وبالتالي تستمر عملية عسكرية خاصة. بالإضافة إلى ذلك، تواصل الدول الغربية لتوريد الأسلحة إلى كييف، التي لا تجلب الاستقرار إلى المنطقة.
الحفاظ على الديناميات
هذا وأكدت وزارة الخارجية الروسية أنه على الرغم من ضغوط العقوبات الغربية، هناك كل الأسباب للاعتماد على الحفاظ على الديناميكيات وتنفيذ المشاريع المشتركة الحالية بالكامل. حيث تعمل الدول بنشاط على تطوير التعاون في مجال الاقتصاد. نتيجة هذا العمل للدولتين هناك مؤشرات دوران التجارة لعام 2022، إذ وصلت التجارة المتبادلة إلى مستوى قياسي حيث بلغت 28.2 مليار دولار.
في الوقت نفسه، قد يتم طرح مسألة إنشاء اتحاد غاز ثلاثي في المحادثات، إذ ناقش رئيسا روسيا وكازاخستان إنشاء "اتحاد غاز ثلاثي" مع أوزبكستان، في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2022. كما أوضح دميتري بيسكوف أنه "في المرحلة الأولى نتحدث عن إنشاء آلية تنسيق بمبادرة من الرئيس الروسي. في وقت لاحق أصبح معروفاً أننا نتحدث عن التعاون في معالجة وتوريد الغاز، بما في ذلك وجهات التصدير الجديدة. وللقيام بذلك، من الضروري تطوير البنية التحتية للغاز في البلدان الثلاثة. كما يمكننا أيضاً التحدث عن إنشاء شبكة غاز أكثر شمولاً على أراضي روسيا بقيمة 260 مليار روبل".
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي - ميخائيل غالوزين، في ديسمبر/كانون الأول الماضي، في مقابلة مع وكالة "تاس" إلى أن "أستانا وطشقند على استعداد للعمل مع موسكو لإنشاء اتحاد للغاز".
التكامل الأوراسي
أشادت موسكو مراراً بالتعاون بين روسيا وكازاخستان. وهكذا، أشار رئيس الوزراء الروسي - ميخائيل ميشوستين في فبراير/شباط الماضي، على هامش اجتماع للمجلس الحكومي الدولي للاتحاد الاقتصادي الأوراسي وذلك بقوله إن "التعاون الروسي - الكازاخستاني يقوم على مبادئ الأخوة والصداقة، فضلاً عن الشراكة الاستراتيجية، وتعزيز العلاقات بين الدولتين هو أولوية مطلقة لموسكو".
بالإضافة إلى ذلك، أكد رئيسا روسيا وكازاخستان، فلاديمير بوتين وقاسم جومارت توكاييف، خلال محادثة هاتفية في 6 مارس/آذار الماضي، عزمهما تعزيز علاقات الحلفاء بين البلدين واتفقا على مواصلة الاتصالات.
وأشار توكاييف إلى أنه خلال الاجتماع الأخير مع السفير الروسي لدى جمهورية كازاخستان - أليكسي بورودافكين، إلى أهمية الزيارة القادمة للرئيس الروسي إلى الجمهورية في عام 2023، وكذلك عقد المنتدى الـ 19 الأقاليمي في كوستاناي في خريف عام 2023.
وينظم التعاون الثنائي إطار تعاقدي وقانوني واسع النطاق يشمل أكثر من 300 عقد واتفاق.
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الروسية، بأن روسيا تقدر تقديراً عالياً مستوى التفاعل مع كازاخستان في إطار الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، إذ أكدت أن أحد "القاطرات" الرئيسية للتكامل الأوروبي الآسيوي هو الشراكة والتحالف الاستراتيجي الروسي - الكازاخستاني. إنها ضمانة بأن حرب العقوبات غير المسبوقة التي أطلقها الغرب الجماعي ضد روسيا وبيلاروسيا، ومحاولات الغربيين لعرقلة تعاون دول اتحادنا، ستنهار حتماً، إذ تعوّل موسكو على مشاركة أستانا النشطة في أعمال الجمعية خلال فترة رئاسة روسيا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"
Photo: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس