Ru En

مشاورات التسوية في أفغانستان تنطلق اليوم في العاصمة موسكو

١٨ مارس ٢٠٢١

ينعقد اليوم الخميس 18 مارس/آذار 2021، في العاصمة الروسية موسكو، اجتماع "الثلاثية" الموسّعة (روسيا والصين وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية) حول التسوية السلمية في أفغانستان على مستوى الممثلين الخاصين.

 

وسيحضر الاجتماع في "بريزيدنت - أوتيل" ممثلون عن سلطات جمهورية أفغانستان الإسلامية، وعن حركة "طالبان" (المحظورة في روسيا الاتحادية). بالإضافة إلى ذلك، تمت دعوة ممثلي دولة قطر إلى المشاورات، الذين أكدوا مشاركتهم أيضا.

 

وبحسب تقارير إعلامية، فقد ضم وفد السلطات الأفغانية، بقيادة رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية عبد الله عبد الله، كلاً من الرئيس الأسبق حامد كرزاي، ونائبيه السابقين عبد الرشيد دستم وكريم خليلي، وكذلك رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار .. وسياسيون كبار آخرون، فيما سيرأس وفد "طالبان" نائب رئيس الحركة الملا عبد الغني بردار.

 

وبحسب بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، فإن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلقي كلمة ترحيبية بالمشاركين في الاجتماع.

 

كما أشارت وزارة الخارجية عبر بيانها أيضا إلى أنه خلال الاجتماع، سيناقش المشاركون سبل تعزيز المحادثات بين الأطراف الأفغانية في العاصمة الدوحة، وخفض مستوى العنف وإنهاء النزاع المسلح في أفغانستان، والرسو بهذا البلد كدولة مستقلة وسلمية وعملية ودولة مكتفية ذاتيا وخالية من الإرهاب والجرائم المتعلقة بالمخدرات.

 

هذا ومن المتوقع اعتماد بيان مشترك في ختام المحادثات.

 

 

عملية التسوية

 

يُذكر أنه منذ أكثر من عام بقليل، تم في العاصمة القطرية الدوحة توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وإطلاق عملية سلام في البلاد.

 

ونص الاتفاق على أن المفاوضات بين الأفغانيين ستبدأ في 10 مارس/آذار 2020. ومع ذلك، تم بشكل مستمر تأجيل تنفيذها. وبدأت المفاوضات المباشرة بين الحكومة الأفغانية و"طالبان" في 12 سبتمبر/أيلول في العاصمة القطرية، ونتج عنها إطلاق "طالبان" سراح عدد من الجنود الأسرى الأفغان. بالإضافة إلى ذلك، تم تشكيل لجنة مشتركة مهمتها "تسهيل المفاوضات".

 

وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت الوفود عن الانتهاء من مناقشة القضايا الإجرائية والانتقال إلى وضع جدول أعمال للمفاوضات المباشرة، حول استعادة السلام في أفغانستان، ولكن تم تعليق المفاوضات حتى 5 يناير/كانون الثاني 2021.

 

وبعد استئنافها، نشأت خلافات جديدة بين الوفود - حول مسألة وقف إطلاق النار في أفغانستان، وبعد ذلك أصبح معروفاً أن ممثلي الحركة الراديكالية قد انسحبوا من مفاوضات استعادة السلام.

 

 

منصات متعددة وهدف واحد

 

من الجدير بالذكر أن اجتماع "الثلاثية" الموسّعة بشأن أفغانستان في موسكو، يُعقد على خلفية تعثر المحادثات الأفغانية في العاصمة الدوحة.

 

كما يُذكر أيضاً أن زامير كابولوف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية، أشار في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس"، إلى استمرار الجمود في منصة الدوحة ،والسبب هو أن "الأطراف ما زالت غير قادرة على الاتفاق على جدول الأعمال المحدد"، وعلى خلفية هذا الأمر، "تتكثف جهود اللاعبين الخارجيين لتسهيل المفاوضات بين الأطراف".

 

إلى ذلك نوّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال زيارته الأخيرة إلى الدوحة، بأن اجتماع موسكو يُعقد على وجه التحديد "لمساعدة محادثات الدوحة على الاستمرار انطلاقا من موقف أكثر إيجابية".

 

وأشار الوزير إلى أن هذه الصيغة ليست قراراً رسمياً ثابتاً بأي حال من الأحوال. وإنما "تهدف إلى حث الأطراف على مزيد من التعاون من خلال المناقشات غير الرسمية والحرة والمحادثات السرية".

 

وفي هذا الصدد، أشار لافروف إلى أن "عملية التسوية في أفغانستان ليست محل تنافس روسيا مع قطر أو مع أي دول أخرى". وفي هذا الشأن تعلن واشنطن أن الاجتماع المرتقب في موسكو "لا يحل عوضاً عن المشاورات الجارية في الدوحة".

 

يُذكر أنه أصبح معروفاً في أوائل مارس/آذار الجاري، ظهور منصة تفاوضية أخرى محتملة للتسوية الأفغانية - في مدينة اسطنبول التركية. وقد تقدمت واشنطن باقتراح لعقد اجتماع دولي حول الحل في أفغانستان تحت رعاية الأمم المتحدة.

 

وفي الوقت نفسه، ثمة رؤية في الولايات المتحدة بالحاجة إلى عقد هذا الاحتماع، بسبب "التقدم البطيء للغاية في عملية التفاوض" ونية واشنطن لتسريعها بشكل كبير.

 

من جهته، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو في وقت لاحق خطط تنظيم مثل هذا الاجتماع في اسطنبول في ابريل/نيسان2021. وأكد أن الاجتماع لن يكون بديلاً عن الاجتماع في قطر، بل سيعزز النتائج المحققة.

 

وكما هو متوقع، يعتزم الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان زلماي خليل زاد مناقشة هذه الخطط في موسكو، وذلك من أجل حشد التأييد لفكرة عقد مؤتمر إقليمي في اسطنبول.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس