قال فلاديمير بوتين إن روسيا ستواصل تحديث ثالوثها النووي. مشيرا إلى أن "الثالوث النووي" لروسيا الاتحادية يجعل محاولات الابتزاز والضغط عليها "عبثية".
وأوضح الرئيس هذا الموقف أثناء الاجتماع مع قادة وزارة الدفاع وبعض الأجهزة الفيدرالية والشركات الفيدرالية في المجمع الصناعي العسكري، اليوم الثلاثاء 10 تشرين الثاني/ نوفمبر، أشار خلاله إلى أنه "على الرغم من الطبيعة المتغيرة للتهديدات العسكرية، فإن الثالوث النووي يظل أهم ضمانة رئيسية للأمن العسكري لروسيا، والإستقرار العالمي على نطاق أوسع".
وأضاف الرئيس أن "الحفاظ على مثل هذا التوازن للقوى يبطل خطر نشوب صراع عسكري واسع النطاق، وفي الواقع يجعل أي محاولات للابتزاز أو الضغط على بلادنا بلا جدوى".
ودعا بوتين إلى مراعاة ظهور عدد من العوامل الخارجية الحديثة والجديدة التي يحتمل أن تكون خطرة. وكمثال على ذلك، استشهد بتوسيع الوجود العسكري لحلف الناتو بالقرب من الحدود الروسية.
دعم القدرات النووية
وأضاف بوتين: "مع الأخذ في الاعتبار المخاطر العسكرية والسياسية الحالية، سنواصل تحديث القوات النووية الاستراتيجية، وتعزيز جميع مكوناتها بشكل منهجي".
وشدّد على أن "روسيا ستواصل الحفاظ على إمكاناتها النووية عند مستوى الكفاية اللازمة".
وبحسب رئيس الدولة، تم خلال السنوات الأخيرة، توفير أنظمة صاروخية وطيران جديدة للجيش والبحرية بشكل أولوي، وتبلغ حصة الأسلحة الحديثة في القوات النووية الاستراتيجية بالفعل 82%.
وتابع بوتين أن الفوج الأول المجهز بنظام الصواريخ "أفانغارد" الذي تفوق سرعته سرعة الصوت "قد تولى المهام القتالية"، وأن حوالي نصف قوات الصواريخ الاستراتيجية تلقت أحدث مجمعات "يارس"، كما يجري اختبار صاروخ "سارمات" الباليستي العابر للقارات في الموعد المحدّد، وتم إدخال غواصة رئيسية في البحرية، تحت مسمى الجيل الجديد "بوري- إيه".
وخاطب الرئيس المشاركين في الاجتماع: "اليوم أطلب منكم تقديم تقرير تفصيلي حول كيفية تنفيذ مهام أمر دفاع الدولة المتعلق بتقوية الثالوث النووي، وما إذا كان كل شيء يتم تنفيذه في الوقت المحدد".
وفي الوقت نفسه، قال "إن روسيا لن تشارك في سباق تسلح مرهق".
وشدّد الزعيم الروسي على أنه "لا ننوي الانخراط في سباق تسلح مرهق. لن نفعل ذلك، ولسنا بحاجة لذلك اليوم".
وأشار بوتين إلى أن روسيا لديها "كل القوى الاستراتيجية اللازمة لحماية مصالحها بشكل موثوق".
وأشار رئيس الدولة إلى أن روسيا في عدد من الأسلحة الاستراتيجية "تقدمت كثيرا على القوى العسكرية الرائدة الأخرى في العالم".
وقال بوتين: "للمرة الأولى في التاريخ، لم تلعب بلادنا، روسيا، دور اللحاق بالركب، لكنها اقترحت هي نفسها مثل هذه العيّنات التي تضاهي نظيراتها الأجنبية بسنوات وحتى عقود وبعضها ببساطة ليس له مثيل في العالم، ولن يكون لها نظائرها لفترة طويلة".
عرض لواشنطن
كما أعلن بوتين عن اقتراح من قبل موسكو لواشنطن بهدف "وضع معادلة أمنية جديدة في مجال الاستقرار الاستراتيجي". وقال رئيس الدولة: "على العموم، فإن روسيا تقف بثبات وحزم على تعزيز وتحسين آليات ضمان الاستقرار الاستراتيجي وأنظمة الحد من التسلح، على سبيل المثال تم تسليم مقترحاتنا لتطوير معادلة أمنية جديدة إلى الشركاء الأمريكيين".
وبحسب بوتين فإن هذه المعادلة "تأخذ بعين الاعتبار كل العوامل المؤثرة في الاستقرار الاستراتيجي". وأضاف "في الوقت نفسه، يتم إيلاء اهتمام خاص لسبل توجيه ما يسمى بالضربة الأولى، وهو، في رأينا، غير مقبول بشكل عام".
وشدّد بوتين على أن "المقترحات الروسية تُرسي الأساس لمواصلة الحوار الشامل مع الولايات المتحدة حول السيطرة المستقبلية على أسلحة الصواريخ النووية".
وأشار إلى أن "هذا مهم للبلدين، وفي الواقع، للعالم بأسره"، أي أن روسيا الاتحادية والولايات المتحدة هما أكبر قوتين نوويتين.
وأشار الزعيم الروسي إلى أنه وقّع في 2 يونيو/ حزيران مرسوما بشأن أسس سياسة الدولة لروسيا الاتحادية في مجال الردع النووي. وتبيّن هذه الوثيقة بوضوح الشروط التي يمكن بموجبها اتخاذ قرار باستخدام الأسلحة النووية.
"وفي الواقع، أكدت روسيا من جديد موقفها المبدئي بأن استخدام الأسلحة النووية هو إجراء متطرف وحصري لضمان الأمن القومي"، حسبما ذكر الرئيس.
وقال: "نحن نتحدث عن حقيقة أنه يمكننا استخدام أسلحتنا النووية ردا على هجوم نووي ضد بلدنا، هذا هو جوهر ما هو مكتوب في هذه الوثائق الأساسية".
مصير معاهدة "ستارت"
خلال حديثه عن معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت)، قال بوتين "إن مصيرها لم يتضح بعد". مشيرا إلى أن "مصير جوهر مسألة المعاهدة الأساسية الأخيرة في مجال الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية، معاهدة ستارت، التي تنتهي، كما تعلمون في فبراير 2021، أي قريبا جدا، لا يزال غير واضح".
وبحسب رئيس الدولة، فإن نظام الحد من التسلح العالمي القائم "قد تدهور". وقال بوتين "نرى أيضا أن نظام الحد من التسلح يهتز و يتدهور بشكل علني".
وأشار إلى أنه عقب إنهاء معاهدة "ستارت" بشأن المبادرة الأمريكية، أعلنت واشنطن عزمها على الانسحاب من معاهدة الأجواء المفتوحة. وقال بوتين: "أنا لا أتحدث حتى عن انسحاب سابق من نظام الصواريخ المضادة للصواريخ".
وشدّد الزعيم الروسي على أن معاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية توفر المستوى اللازم من الشفافية لترسانات الأسلحة النووية الاستراتيجية وتحد من سباقها غير المنضبط. وأضاف بوتين "لذلك اقترحنا تمديده بالشكل الذي وقّع عليه الطرفان، على الأقل من أجل إتاحة الوقت لمزيد من العمل عليه"، مؤكدا أن روسيا تؤيد بشدة تعزيز وتحسين آليات ضمان الاستقرار الاستراتيجي، وأنظمة الحد من التسلح.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا الاتحادية
المصدر: تاس