بولغار، هي عاصمة دولة فولجسايا بولغار القديمة (القرن الـ VIII-XIII)، التي تبعد مسافة 200 كيلوم متر عن كازان، واليوم القليل من يتذكر المدينة. ولكنه مع ذلك، كان هذا المكان مقر إقامة الخان (الحاكم)، وهنا كان يتم سكب النقود المعدنية، وكانت الحياة قائمة على قدم وساق، وكان التجار يبيعون السلع والمنتجات التي كانوا يجلبوها من الحرفيين المحليين من مختلف أنحاء العالم.
التاريخ
تم ذكر بولغار في القرن العاشر الميلادية، عندما كان هناك حدث تاريخي لسكان فولجسايا بولغار وأجيالهم، الذي يقوم التتار بنسب أنفسهم إليهم، - الحديث يدور عن إعتناق الإسلام في عام 922 ميلادية. بالإضافة إلى دعم بغداد، كان الأمير يعتبر قائدا لجميع المسلمين وكان كقوة دافعة لإعتناق الإسلام والإنتقال من حياة البدو الرحل إلى نمط من الحياة المستقرة.
وبع سقوط دولة خازارات في عام 955 ميلادية فإن فولجسايا بولغار نالت الإستقلال.
وكأي دولة أخرى في العصور القديمة، فإن فولجسايا بولغار شاركت في الحروب مع الدول المجاورة لها. وبدأت فترة الخلافات، والإتفاقيات التجارية وإتفاقيات الهدنة القصيرة الأجل. وإستمر هذا الوضع لعدة قرون حتى ظهور الجيش المنغولي، والذي صعد هذا الجيش على أرض بولغار في نهاية عام 1220 ميلادية. ومن خلال الإصطدام الأول تمكن السكان المحليون من النصر. ولكن الجيش المغولي بدأ بالإنتقام في عام 1236 ميلادية، عندما كان تحت قيادة أمر الفوج سوبيدي تم تدمير فولجسايا بولغار. وبعد مرور أربع سنوات فقدت دولت بولغار دولتها وأصبحت جزءا من القبيلة الذهبية.
ومن المفارقات العجيبة، وتحديدا في فترة وجود القبيلة الذهبية تم بناء وتشييد الغالبية العظمى من المباني الكبيرة. ولبعض الوقت، كانت بولغار مقرا للخان (الحاكم) باتو حتى يتم بناء مبنى إقامة الحاكم باتو.
كان النصف الثاني من القرن XIV الميلادي أصعب فترة في تاريخ بولغار. وخلال قرن من الزمن إستولى أمير القبيلة الذهبية بولات تيمور على المدينة وإحتلها، وفي نهاية القرن جاء إلى هنا أمير تيمور، مؤسس إمبراطورية أسيا الوسطى التي تسمى "التميوريدية". وعلى الرغم من تلك الإختبارات العصيبة، كانت المدينة قادرة على التعافي وبقيت موجودة حتى عام 1431 ميلادية، عندما قام فيودور بيوستري – وهو حاكم إمارة موسكو فاسيلي تيومني (الأعمى)، حيث قام بإنقلاب. ومنذ ذلك اليوم بقيت بولغار منسية ومهجورة...
الغرفة السوداء
حتى لمحة تاريخية موجزة تعطي فكرة عما كان يعيشه سكان منطقة فولجسايا بولغار في فترة وتاريخ قصير نسبيا. إكتسبت المدينة روحها الثانية في القرن الماضي، عندما تقرر في عام 1969 ميلادية ببناء متحف تاريخي ومعماري حكومي. كما أن الحفريات وأعمال الترميم التي تجري حتى الأن تمكنت من تحويل الجزء الذي كان مهجورا من أرض المدينة القديمة للمتحف الفريد من نوعه في الهواء الطلق,
دعونا نلقي نظرة ونتعرف على واحدة من الهياكل الفريدة للغرفة السوداء في بلغار.
هنا تحديدا إختبأت عائلة عبد اللـه خان، عندما إقتحم مقاتلوا أمير خان أسوار المدينة. قاتل المدافعون عن المدينة بشجاعة، ولكن الألوف من جيش تيمور تمكنوا من إختراق خطوط الدفاع. غمرت النيران المدينة، والتي إمتدت النيران إلى الغرف السوداء. وفي محاولة للهروب من النيرا، صعدت إبنة الحاكم إلى السطه، حيث لاحظها أمير تيمور، الذي لفت إنتباهه إلى أن ملابس الفتاة كانت لا تزال بيضاء تماما وبدون أية بقع أو أية أوساخ عليها. حيث أن المحتل الرهيب رأى أن هذه علامة من الأعلى والذي خاطب الفتاة وعرض عليها الزواج. ولكن إبنة الحاكم رفضت. عندها أمر تيمور بأن يتم إحضار إثنان من إخوة الفتاة الأسرى والتهديد بالقوة بقتلهم وإجبار إبنة الحاكم على قبول عرضه.
"حسنا. إجلس أخوتي على ظهور الخيل السريعة جدا. وفقط عندما يختفون أفقيا، سأنزل إلى الأسفل"، - أجابت الفتاة.
أمير تيمور أمر حراسه الذين بإمرته أن يفعلوا كل ما تقوله الفتاة الشابة. وبالكاد تم تلبية طلبها، حيث أن إبنة الحاكم رمت بنفسها في النار.
أقرب إلى القلب
أول ما يظهر من وجة نظرنا هو أنك بالكاد تقترب من بلغار، - وهذه البوابات الخشبية للقلعة، التي تم إعادة بناؤها على صورة تحصينات للمدينة القديمة. ولكن يبدأ المسافر بالتعرف على بلغار القديمة قبل ذلك بوقت طويل من ذلك على ضفاف نهر الفولغا، حيث يحدث أول لقاء مع الشرق في العصور الوسطى.
إذا قررتم زيارة المكان كجزء من إحدى المجموعات السياحية، فإن أول شئ يمكنكم رؤيته التأمل، سيكون هناك علامة تذكارية تكريما لإعتناق الإسلام موجودة على ضفاف نهر الفولغا ومزخرفة بالهلال الذهبي. ويوجد هناك الأن أكبر قرأن مطبوع في العالم. حيث أن الكتاب المقدس وبفضل حجمه المثير للإعجاب (يزن كامل القرأن طن ونصف كيلو غرام) التي دخلت في موسوعة كتاب غينيس للأرقام القياسية. في الطابق الأسفل يوجد شريح يمكن من خلاله التعرف على تاريخ فولجسايا بولغار من خلال زيارة المتحف.
يقع مركز بلغار في وسط المباني القديمة للمسجد، والضريح الشمالي (وتحديدا هنا، وعلى عمق ليس كبير، توجد هناك شواهد القبور التي تحتوي على عينات من الأعمال المتبقية من ذاك الزمن لفولجسايا بولغار)، الضريح الشرقي، الذي كان قبرا للناس البارزين والنبلاء، وحمام الخان (الحاكم) والقصر المبني من الحجارة، والتي بنيت الطوب (الحجارة) المحلية، والتي تختلف كثيرا عن الحجارة الحالية.
تاج محل
أذا أنتم ألقيتم نظرة فاحصة حتى على أحد المباني القديمة لبلغار، فإنكم ستلاحظون الخط الأحمر حول الرقيق حول الأحجار القديمة. وهذا الخط تم وضعه من قبل المهندسيين المعماريين الحاليين، لكي يظهروا الحدود بين بناء المهندسيين المعماريين القدامى وأعمال الحرفيين والعمال الحاليين.
من الضروري زيارة متحف الخبز. وهذا مجمع عرقي كامل ومرتبط بتاريخ التتار وعاداتهم. وهنا يمكن التعرف على قبائل البلغار وحتى على الحقبات الزمنية الأخرى. وعلى أراضي ومساحات شاسعة من المتحف يمكن التفكير في كل الأشياء التي تحتاجها لصنع الخبز – من الأراضي الصالحة للزراعة وحتى فرن الخبز. وحتى هنا يوجد إثنتين من طواحين الهواء – هوائية ومائية مع ساقية ماء، التي تسبح بها طيور الأوز والبط. ويوجد حظيرة، التي تخزن فيها أنواع مختلفة من الحبوب وتحت حراسة ساهرة على حمايتها، ويوجد قط ودي للغاية، ويوجد منزل الطحان، الذي اصبح جزءا من المعرض الإثنوغرافي.
وقبل مغادرة بلغار، قم بإقاء نظرة على تاج محل التتارية"، والمشهورة بـ المسجد الأبيض. وهذا المسجد الوحيد في روسيا ذو اللون الأبيض. ومن أجل بناء ذلك المسجد تم وضع أكثر من 1200 طن من الرخام الأبيض. تم الإفتتاح الرسمي بتاريخ 10 من شهر حزيران – يونيو من عام 2012 ميلادية. وفي ذلك اليوم أصبح المسجد مسجدا لمدينة بولغار.
إلميرا غافياتوللينا