في عام 922 ، وضعت بعثة ابن فضلان أقدامها على أرض مملكة بولغاريا - الفولجا ، حيث كان خان ألمش حاكمها آنذاك، والذي أعتنق الإسلام وجعله دين الدولة والدين الوحيد لشعبه. ومن هنا بدأت مرحلة تاريخية جديدة في حوض نهر الفولجا، مرحلة انتشار اسلام الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) .
من كان أن يعرف أويتوقع أنه بعد آلاف السنين، على الأرض المقدسة لشعب البولغار ، سيجتمع مسلمي تتارستان كل عام في ذكرى هذا الحدث المهم واحيائه رغم وقوعه في القرن العاشر والذي غير مجرى تاريخ الاجداد في البولغار والى الأبد عمل على وضع أسس الحياة للتطور الديني الاسلامي للشعب التتاري ككل.
اليوم، أقيمت فعالية تقليدية والتي تأتي كجزء من احتفالات " لقاء بولغار المقدس" الذي أصبح نتيجة ختامية لمنتدى الشخصيات الدينية لعموم روسيا. وفي الافتتاحية شارك كل من روستام مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان و مينتيمير شايمييف، مستشار جمهورية تتارستان و كامل حضرت ساميغولين، مفتي جمهورية تتارستان و روشان حضرت أبياسوف، النائب الأول لرئيس مجلس مفتي روسيا والإدارة الروحية للمسلمين في روسيا و طلعت تاج الدين، رئيس المجلس الروحي المركزي لمسلمي روسيا و يفغيني يريومين، رئيس إدارة العلاقات السياسية الداخلية مع المنظمات الدينية التابعة لإدارة الرئيس الروسي وغيرهم من ضيوف الشرف ومندوبي المنتدى وكذلك مسلمين من جميع أنحاء تتارستان و ضيوف من الشرق الاوسط والادنى.
وأشار روستام مينيخانوف، رئيس جمهورية تتارستان خلال لقائه مع رجال الدين (الشخصيات الاسلامية) في روسيا الى أهمية بولغار في الثقافة الروحية للأمة الروسية بقوله " ان مدينة بولغار تحتل مكانًا فريدًا في الثقافة الروحية لشعوب روسيا المسلمة. وبفضل الاختيار الذي تم في عام 922 ، أصبح الإسلام بحق إحدى الديانات التقليدية في بلادنا، وأصبح حافزًا لتشكيل الطبيعة متعددة الأديان في دولتنا. مما لا شك فيه ، بفضل الثقافة الإسلامية المتنوعة الجوانب، ظهرت امكانية فريدة لتطوير الحضارة الروسية التي تربط الشرق والغرب" .
كما طلب مينيخانوف من الجمهور المسلم في تتارستان بتنظيم معسكر تعليمي روحي للأطفال في بولغار بحلول عام 2020.
واضاف مينيخانوف " لدينا مشاريع لبناء المخيمات الصيفية، والتي ستكون فيها جميع الظروف اللازمة للمعيشة. نحن هنا بحاجة إلى فتح مخيم واحد ليكون تحت ادارة الأكاديمية الاسلامية ليعمل بشكل دائم وعلى مدار الساعة. يجب علينا عمل ذلك وسندعو الشباب من كل مكان، ونترك لهم هم حرية التواصل، وهذا سيكسبهم علاقات مفيدة وستكسبهم المعرفة ".
وأكد مينيخانوف بقوله " لقد تغير في الآونة الأخيرة الكثير في بولغار وتم إنجاز الكثير، وعدد السياح في زيادة مستمرة وهذا أمر مشجع أيضًا.هذا يعني أن الناس لا يفقدون صلتهم بماضيهم وبجذورهم.
كما أشار بهذا اليوم الحافل خلال كلمته الترحيبية بالمسلمين المجتمعين في بولغار، يفغيني يريومين، رئيس إدارة العلاقات السياسية الداخلية مع المنظمات الدينية التابعة لإدارة الرئيس الروسي بإن أرض بولغار القديمة "مكان مقدس ".
وأضاف " هذا تقليد رائع، أن نجتمع هنا كل عام، في بولغار المقدس لنا، حيث جلبت لنا التقاليد الروحية للإسلام السلام والازدهار".
أيضًا، في إطار الحفل الرسمي، تم اهداء المجلد التاسع من الكتاب الصادر من مؤسسة الجمهورية الخيرية "النهضة" لكل رجال الدولة والدين.
بعد انتهاء الفقرات الرسمية من الحفل توجه الضيوف في رحلة ممتعة ومليئة بالمعلومات على طول شارع التحف، وكذا متاحف "المدينة على النهر"، عبد الله عليش ، " الشاي البولغاري".
على أراضي مجمع المئذنة وضريح خان، أقام المشاركون صلاة التوبة، وفي تمام الساعة 12 ظهراً، أقام الحاضرون صلاة الظهر في المسجد،
في إطار هذه الفعالية " لقاء بولغار المقدس " تم تنظيم مسابقة المصارعة لعموم روسيا ولأول مرة . و لهذا تم تثبيت على أراضي محمية المتحف منصة تتويج خصيصا لإعلان نتيجة المصارعة. بالإضافة إلى المشاركين من تتارستان، شارك الرياضيون من مناطق أخرى في روسيا مثل سامارا، أوليانوفسك، أورينبورغ وغيرها من المدن.
ولم تمر هذه الفعالية بدون مشاهدة الضيوف منتجات المدينة المختلفة، حيث تمكن الزوار من التعرف على منتجات أسياد الحرف الفنية الشعبية، واقتناء التحف التذكارية التي لا تُنسى، كما تذوقوا مختلف الأطباق الوطنية اللذيذة للمخبز التتاري، فضلاً عن رؤية طبق تشاك - تشاك الكبير وعلى شكل مسجد .
في ختام برنامج الفعالية وعلى جدران الأكاديمية الإسلامية البولغارية، عرضت ترجمة لكتاب " نهج الفراديس " أو " الطريق إلى الجنة " من القرن الرابع عشر ، الذي كتبه محمود الفراديس أثناء فترة الحشد الذهبي. وفقًا لروشان حضرت أبياسوف، فإن هذا العمل وضع الأساس للتاريخ الفكري للشعب التتاري. اما عملية ترجمة الكتاب تمت بمساهمة من قبل مجلس مفتي روسيا ومركز ميركاسيم عبداللطوفيتش عثمانوف للأبحاث الحشد الذهبي وملوك تتارستان ومعهد شيخ ابوالدين المرجاني للتاريخ التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية تتارستان وتم تجميع الكتاب على أساس قائمة الأعمال الأقدم والأكثر اكتمالا ، المؤرخة عام 1360. ونُشر الكتاب بفضل الدعم الكبير الذي قدمه رئيس جمهورية تتارستان روستام مينيخانوف ومؤسسة دعم الثقافة الإسلامية والعلوم والتعليم.
ويذكر ان في افتتاحية الحفل شارك بالاضافة الى قيادة جمهورية تتارستان، وممثلين عن رجال الدين، ورؤساء البلديات، ومسؤلي في الوزارات والإدارات، وكذلك مفتي مختلف المناطق الروسية ضيوف من الدول الاجنبية.