"في البداية نبدأ بالرحلة، لكي نفقد أنفسنا، وبعد ذلك طول الطريق نجد أنفسنا. نبدأ بالرحلة، لكي نفتح عيوننا وقلبنا، لكي نعرف أي شئ جديد، أي شئ غير مطبوع في الصحف والكتب المدرسية. نسافر لكي نجلب إلى العالم القليل، وقدرتنا وما تسمح لنا معرفتنا بذلك. ونحن نسافر لكي نبطئ الزمن ونحب، كما كان ذلك في أيام الشباب".
بيكو أيير
ماذا يعني السفر؟ وهذا ليس مجرد وسيلة رائعة لقضاء أسبوعين (أو شهرا) من العطلة التي طال إنتظارها. ولكنها فرصة فريدة للتعرف على ذاتك، والتعرف على العادات والتقاليد للدول والشعوب الأخرى، ولمس النصب المعمارية التي يعود تاريخها لعدة قرون، والتي حافظت على جدرانها نصف المهدمة ولديها الكثير من التاريخ والأساطير، والغوص في التاريخ ... ونقترح عليكم القيام بجولة إفتراضية بجمهورية تتارستان ومعرفة، إلى أين يجب على أي سائح يحترم نفسه بمعرفة التتار وثقافتهم وسكانهم المحليين.
بولغار: المسجد الأبيض
ووفقا لرأي مينتيمير شاريبوفيتش شايميف، أول رئيس لتتارستان ومستشار الدولة لجمهورية تتارستان، فإن فكرة بناء مسجد جديد كانت منذ فترة طويلة، عندما كان من الممكن تحقيق ذلك في إطار مشروع مجمع الجمهورية "التراث الثقافي – هو مدينة - جزيرة سفياجسك وبولغار القديمة". كما أن الإفتتاح الرسمي لهذا المسجد الكبير في الجزء الجنوبي – الغربي من تتارستان كان بتاريخ 10 من شهر حزيران – يونيو من عام 2012 ميلادية. ومنذ ذلك اليوم فإن ذلك المسجد أصبح مسجدا لشعوب البولغار القدامى.
كما أن "المسجد الأبيض" تسمى بجدارة اللؤلؤة المعمارية لتتارستان الحديثة وتقارن بعض الشئ بمسجد تاج محل الهندية. وأثناء بنائها تم إستخدام أكثر من 1200 (ألف ومئتان) طن من الرخام. كما أن المسجد الأبيض – هي لؤلؤة تتارستان الحديثة "المسجد الأبيض" تقع خارج مناطق بولغار ويذكر منظرها بقصر تاج محل الهندي الشهير. حيث تم بناءه في عام 2010 ميلادية.
كما أن مبنى المعبد الإسلامي متوج بثلاثة قبب وبمأذنتين إثنتين. حيث أن الإرتفاع الداخلي للقبة الرئيسية يبلغ طوله 17 مترا، ويبلغ قطره 9 أمتار. وتم ترويج أسطوانة القبة وطلائها بستة عشر نافذة زجاجية ملونة. كما وتم بناء المأذن وفقا للأسلوب الكلاسيكي لمأذن المسجد النبوي للرسول الكريم في المدينة، وهذا ما اصر عليه مينتيمير شايمييف.
وإذا كنت محظوظا بما فيه الكفاية لتشاهد جمال هذا المسجد، فعليك أن توقف نظرك على جدرانه، والذي تظهر لك الزخرفة الإسلامية الكلاسيكية العربية، ونبات الخرامى، والأشكال الهندسية. وبفضل ميزات الإضاءة المحيطة، عندما تكون في قاعة الصلاة، يظهر شعور بالغموض.
قازان: كول شريف
ويستحق الإهتمام بشكل خاص والفريد من نوعه لجماله وفي الحقيقة المسجد التاريخي الشعبي كول شريف. ومن أجل فهم مدى أهمية هذا المسجد بالنسبة إلى السكان المحليين، فإننا بحاجة إلى العودة بضعة قرون إلى الوراء، في عام 1552 ميلادية، عندما إحتل القائد إيفان الرهيب مدينة قازان. سيد كول شريف قاتل ببطولة من أجل وطنه وأرضه الأم، ولمنه أثناء الإقتحام توفي. ومات معه أطفاله الصغار – والمسجد ذو المأذن الكثيرة، والتي إحترقت على الأرض. كما أن المسجد الرئيسي في عاصمة إمارة قازان تم تدميرها بالكامل، وكانت المدينة مدمرة وأبنيتها على الأرض، وإستمرت الحرائق ولم تتوقف.
وفقط في نهاية القرن ХХ الميلادية تقرر ترميم وإعادة بناء المسجد الشهير. وفي عام 1995 ميلادية أول رئيس لتتارستان مينتيمير شايمييف وقع مرسوما بشأن بناء المسجد. وتم الإعلان عن مسابقا تم تلخيص محتواها في العام الذي الذي تلاه.
وتجدر الإشارة إلى أن المهندسيين المعماريين من جميع أنحاء العالم أرسلو أعمالهم، ولكن الفوز بهذه كان من نصيب المهندسين والمتخصصين من كازان. ومنذ ذلك اليوم، بدأ الناس بأكملهم في العيش مع الصور الأسطورية النموذجية للمسجد العزيز على قلوبهم. وفي شتاء عام 1996 ميلادية تم وضع علامة تذكارية. وبعد سنة، في فصل الربيع، تم وضع أساس المسجد. وفي السنوات الثلاث التي تلتها كان يجري العمل على التصميم الداخلي للمسجد.
وفي صيف عام 2001 ميلادية، تم تثبيت الأبراج والقببب على المسجد. كما أن الإفتتاح الكبير تم بتاريخ 24 من شهر حزيران – يونيو من عام 2005 ميلادية. وأصبح هذا المسجد شيئا ما خاصا. وهذا ليس فقط المسجد الرئيسي لتتارستان وواحد من أكبر المساجد في أوروبا.
وهذا ليس فقط مكان للعبادة والتواصل مع الله سبحانه. إن مسجد كول شريف أصبح لكازان ولجميع الجمهورية، ومكان يجذب التتار من جميع أنحاء العالم. وفي ذاكرة الناس تعيش ذكريات عن الدفاع البطولي للمسجد ودماره. كما حاول المهندسون المعماريون من بناء المسجد الجميل والفريد من نوعه، والعودة وراءا إلى الثقافة، وإلى التاريخ. وإستندت فكرة بنائه إلى فكرتين. أولا، إن بناء المسجد الأسطوري كان لحظة مهمة لتتارستان، والذي إكتسب وضعه الحكومي من جديد. وهذا ذكرى عن المدافعين عن الوطن. كما أن مسجد كول شريف رمزي وله شكله المعماري الصغير والذي يجذب إليه الأنظار ويلفت نظر الزائر إليه.
يلابوغا: موقع اللعنة
موقع اللعنة – هكذا تسمى الأنقاض في المستوطنة القديمة، التي تقع داخل حدود المدينة على الضفة العالية، وهو مكان إلتقاء نهري كاما وتويما. كما ويؤكد الباحثون بأن هذه الأرض كان يسكنها قبيلة قديمة في أواسط القرن الحادي عشر الميلادية.
كما أن بقايا القلعة تنتمي إلى عصر فولجسكايا بولغار. ولم يبقى من هذا المكان سور برج غير عالي مع أربع نوافذ مستطيلة الشكل وموجهة بإتجاه الضوء، والتي تم ترميمها بواسطة التاجر إيفان شيشكين، وهو رئيس بلدية يلابوغا والد الفنان الشهير.
كما أن تسمية "اللعنة" تشير إلى الأسطورة الوثنية المرتبطة بهذا المكان. والمناطق الطبيعية لهذه المنطقة هي رائعة بالفعل – إلى حد بعيد، وكيف في كف يدك هناك الحقول، والمروج، والأنهار، والثعبان، ويمكنك رؤية الخطوط العريضة لثلاث كاتدرائيات – سباسسك، ونيكولسك، وبوكروفسك، وكذلك المدن والبلدات المحيطة بها. وعلى طريق اللعنة يوجد ميدان الأفية مع نصب تذكاري لأمير البولغار إبراهيم الأول بن مـحمد.
وعندما تقف جانبا إلى "موقع اللعنة"، يمكنك أن ترى كل الجمال للجزء القديم من المدينة. ويمكن رؤية منظر كاتدرائية سباسسك، الموجودة في شارع نابيريجنايا. وهذه الكاتدرائية الرائعة ذات القبب الخمسة، والأجراس التي تم بناؤها بالنمط الكلاسيكي.
موقع مستوطنة بيليارسك
حيث أنه لم يتبقى أية مواقع كاملة في تلك المنطقة. وبكل بساطه هذه مجرد مواقع أثرية مماثلة لموقع خيرسونيس في جزيرة القرم، مع العديد من الأسس الكثيرة للمباني الحجرية القديمة: المساجد، والقافلة – الحظائر، وحمام البانيو، والمباني السكنية، وورشات العمل الحرفية. والأن فإننا نعرف بأن المدينة الكبرى كانت الأكبر في أوروبا الشرقية وهو المسجد ذو الأحجار البيضاء، والبوابات الذهبية، ومنازل الإقطاعيين، ومقبرة النبلاء وغيرها. والمشي بين هذه الأحجار الضخمة على طول الشوارع الموجودة هنا، يمكن تشغيل الخيال والتخيل أن مدينة العصور الوسطى المليئة بالحياة الغنية والصاخبة، ويوجد فيها الكثير من أصوات مئات الناس، وتلاوة الصلاة من المأذن، وصرخات الناس، وصهيل الحصان. والكثير من الأسرار، والأساطير، والكنوز المحفوظة في أرض بيليارسك.
وخلال الحفريات التي أجريت قي المدينة، تم إكتشاف الكثير من الأشياء المادية التي تعطي فكرة عن درجة تطور المجتمع وحياته. وفي شارع أربوزوف 2 يوجد المتحف التاريخي والأثري الذي يمكن من خلاله التعرف على المعارض القيمة التي تم إكتشافها خلال الحفريات في مدينة بيليارسك. وهنا يوجد بالقرب منه مكان تاريخي أخر مثير للإهتمام – وهو متحف أليكساندر يرمينينغيلدوفيتش أربوزوف. وهذا هو منزل المنزل الحقيقي الذي تم جلبه من قرية أربوزوف – باران، حيث وُلد فيه عالم الكيمياء الشهير. وفي المتحف يمكن معرفة التفاصيل المثيرة للإهتمام عن حياة العالم الروسي.
وجزء من معرض المتحف مخصص لعالم كيميائي روسي أخر – وهو أليكساندر ميخايلوفيتش بوتليروف، والذي لم يولد فقط في هذه الأماكن (قرية أليكسييفيسك)، ولكنه توفي هنا في عام 1886 ميلادية في قرية بوتليروفكا (تسمى الأن قرية بولشيي بوليانكي – الألواح الكبيرة). وبمكان ليس ببعيد من قرية بولشيي بوليانكي – الألواح الكبيرة في المقبرة المسيحية توجد كنيسة صغيرة في سرداب العالم الروسي العظيم أليكساندر ميخايلوفيتش بوتليروف والتي يمكن زيارتها.
بيليارسك: النبع المقدس
وبمسافة 5 كيلو متر من القرية توجد تضاريس محلية فريدة من نوعها – وهو "المفتاح المقدس". وهذا النبع في القرنين
الـ IX-X ميلادية كان هذا المكان مقدسا لشعوب البولغار القديمة حتى إعتناقهم الإسلام. وهنا الأن تم إنشاء مجمع ديني لتوفير أماكن للصلاة لممثلي الأديان المختلفة. ويوجد النبع في مكان خلاب ومدهش عند سفح جبل خو – دجالار – تاو، الذي حيث كان يوجد في هذا المكان مكان لعبادة الألهة الوثنية لشعب بولغار تينجري. وهذا المكان مرتبط بالعديد من الأساطير لدى المسيحيين الأرثوذوكس، والمسلمين، والوثنيين.
وتحكي إحدى هذه الاساطير عن القلعة النسائية التي تم بناؤها على قمة الجبل من قبل 40 فتاة من شعب بولغار للحماية من قوات الخان باتيا. وكان الفتيات قد صمدن لفترة طويلة، ولكنه في النهاية وقعن في أيدو العدو. وعندما أراد المغول تدمير المحاربات الشجعان، تحولن إلى طيور وتمكن من الطيران. وهذا مكان مدهش ومذهل! وعلى الجبل نفسه، يمكن ربط شريطة تعبر فيها عن أكثر ما يحلو لك من أحلامك وأمانيك. وكما يقولون، فإن هذا سوف يتحقق.
كوكمور: شجرة البلوط المعمرة لقرون طويلة
وبالقرب من قرية كوكمور توجد قرية ياتماس – دوساي حيث ينمو فيها أشجار البلوط منذ قرون طويلة. كما أن السكان المحليين يسمونه مكان الضيافة الرئيسي لأرضهم. كما ويبلغ إرتفاع أشجار البلوط العملاقة 24 مترا، ويبلغ قطرها بالعرض بحوالي 5 أمتار. يعتقد الخبراء بأن عمر البلوط 300 سنة، وسكان الغابات يؤكدون بأن عمر أشجار البلوط بما لا يقل عن 500 سنة.
كما أن أشجار البلوط العملاقة تنمو في المسالك القديمة. وكانت هذه الطريق، وبعرض لا يقل عن 25 مترا، كانت تربط موسكو مع إيكاترينبورغ. وبالقرب منها توجد جدران تحميها على إرتفاع متر. وسابقا من خلال الوديان الذي يقطع الطريق، تم بناء وتركيب الجسور. والأن بقي منها فقط دعامات الأحجار التي كانت تسندها. الناس يسمون هذا الطريق بـ "طريق باتشا – إيبي"، ويقصدون بهذا إسم الإمبراطورية إيكاترينا العظيمة. ومن الممكن أنه من هنا مرت أو توقفت عند هذه الشجرة العملاقة، أو لامست قشرة أشجاره.
وتوجد رواية أخرى – وهي أنه في هذا الطريق كانوا يطاردون المحكوم عليهم. ومن الصعب ايضا تخيل رؤية الأحداث الأخرى التي يمكن أن تصبح عملاقة كأشجار البلوط العملاقة. ووفقا لأراء المؤررخين، فإنه عندما أصدر بيتر الأول قرارا لإرجاع السفينة المصنوعة من خشب البلوط بين قرية توركاش وقرية ياتماس – دوساي. حيث أن تم توريد الخشب إلى فرنسا. وهناك كانوا يصنعون منها البراميل الخشبية، وخلال الحرول المختلفة كانون يستخدمونها لتلبية إحتياجات المدفعية. وتم إرسال الأخشاب ذات الجودة العالية لبناء وتصنيع السفن. ولكنه ومع الوقت نسوا الأخشاب وتخلوا عنها. وشجرة البلوط فقط هي من بقيت على فيد الحياة حتى يومنا هذا.
وقبل بضع سنوات، كان النصب التذكاري محاطا بسياج، وفي داخله تم تثبيت دعامة مع أبيات شعرية من أشعار موسى جليل:
في الطريق ينمو البلوط لألاف السنين،
ويقف عليها على العشب الأخضر،
وإلى الأرض تتمادى أغصانها.
وتستحق الحياة، لكي تصطدم بها
الأثر عميق. وهو مرأي،
ولكي تحافظ على قضيتك،
مثل شجر البلوط ذو الألف سنة.
قازان: مستوطنة التتار القديمة
يمكن تسمية أحد الأماكن الفريدة من نوعها والغنية بالمعرفة من بين الأماكن في كازان هي مستوطنة التتار القديمة. حيث وأن مستوطنة التتار القديمة نشأت في أوقات سحيقة. كما أن ظهورها مغطى بعدد من الأساطير والحكايات. وففقا لأحدى تلك الأساطير، فإنه ظهرت في العصور القديمة مستوطنة صغيرة في الجانب الشمالي من تلة الكرملن. والبحيرة القريبة والجمالية التي تقع بالقرب منها لم يتم تسميتها في ذلك الوقت.
ومرت السنوات، وكانت تنمو تلة الكرملن، وأصبحت قوية، ويوجد حولها الجدران القوية ذات الأحجار البيضاء من الحجر الجيري. وفي أحد تلك المرات إلى هذه الأماكن ولحسن الحظ جاء إلى هنا الشهير في ذلك الوقت كابان بيك. حيث أن كابان أنقذ شعبه المدمر من الغزاة المنغوليين والذي وجد مكانا مناسبا لإستقرار مستوطنتهم. بيك جلب معه جميع أفراد عائلته، وكذلك أقرباءه وعدد قليل من أصحابه. وتحديدا هنا أسس بالقرب من مستوطنة تلة الكرملن، وعلى شاطئ البحيرة التي بلا إسم مستوطنة.
حيث أطلق إسم المؤسس على بيك الذي أسسها، وكذلك أصبحوا يسمون البحيرة بهذا الإسم أيضا، والتي تقع بالقرب من هذه المستوطنة والمكان الجديد. هكذا توضح لنا الأسطورة ظهور تسمية بحيرة كابان (يعني الخنزير البري) بهذا الإسم. كما وأن كابان بيك مع الوقت كان قد بنى مدرسة دينية ومسجدا، وزرع حديقة، وبنى قصره. وتحول هذا المكان إلى مكان يأتي إليه البيكوات الأخرين للراحة، وكذلك خان (حكام كازان).
حيث أن جوهر مستوطنة التتار القديمة توجد خلف قناة بولاك، وقبل إحتلال المدينة من قبل إيفان الرهيب كان يوجد فيها "مرج تساريف" وقرية كورايش مع مسجد اوتوتشيف ذو الأحجار البيضاء. حيث بدأت طفرة البناء وتطوير المستوطنة بعد زيارة الإمبراطورة إيكاترينا الثانية إليها في عام 1767 ميلادية. كما اصبح هذا التاريخ منعطفا هاما ليس فقط للسكان التتار فحسب، وإنما لجميع المسلمين، الذين يعيشون في هذه المدينة. كما أن الإمبراطورة ألغت جميع القيود لبناء المساجد الحجرية والمباني التترية العامة، ولاحقا، في عام 1773 ميلادية وقعت مرسوما حول "التسامح بين جميع الأديان".
وتقريبا في المستوطنة وعلى حدودها بالقرب من مركز المدينة يقع المركز الأكاديمي الحكومي التتاري المسمى بإسم غالياسكار كمال. كما أن خصائص هذا المسرح التتاري في الحقبة السوفياتية كإقليم ذاتي لم يكن يسمح له بأن يكون لديه إستديو سينيمائي خاص به. ولذلك فإن جميع المواهب ومواهب الممثلين كان بإستطاعتهم التعبير عن أنفسهم حصرا على مسرح خشبة المسرح. ويجب على كل شخص يأتي به القدر إلى كازان أن يزور هذا المسرح، وخاصة أن عليه أن يحضر مسرحية "الشال الأزرق"، ومن سنة إلى أخرى، تتمتع بشعبية خاصة ومحبوبة لدى المشاهدين.
ومن الصعب أن تمر وتتجاهل شارع قيوم ناصري. ومنذ البداية كان الشارع يسمى بإسم زاخاروفسكي. وهذا الإسم حصل عليه من كنيسة "زخاريا ويليزافيتا" الموجودة في نهاية الشارع، والتي تم تفكيكها في عام 1925 ميلادية. في عام 1930 ميلادية تم تغيير إسم الشارع وتسميته تكريما لعالم الموسوعة التتاري قيوم ناصري. وفي عام 1930 ميلادية وبعد إجراء أعمال الترميم، أصبح هذا الشارع طريقا للمشاة.
ولا يمكن تجاهل الأثار المعمارية لمستوطنة التتار القديمة، التي تعود بنا من خلال ملامحها إلى سكان فولجسايا بولغار. كما وأن مستوطنة التتار القديمة تم بناء المنازل الكبيرة، وكان الموقد كسمة أساسية لا غنى عنه في كل منزل، والحصير المصنوعة من النباتات على الأرض وعلى طول الجدران. حيث وإن المنازل في مستوطنة (ضاحية) التتار القديمة تم بناؤها في الجزء الخلفي من الحارة، وبجدران عالية، لكي لا يظهر منظر واجهة المنزل إلى الشارع، وظلت الحياة الداخلية لسكاكنيه مخفية وبعيدة عن أعين الغرباء.
في الحقبة السوفياتية، وكذلك بعد فترة محدودة بعدها، تم هدم البيةت الخشبية التي ليس بها قيمة معمارية وتاريخية، وفي تلك الضاحية (الحارة) تم بناء المباني السكنية المتعددة الطوابق. وفي نفس الوقت، في الضاحية (الحارة) لا يزال هنام بعض المباني الجميلة، والتي تسمح لها بأن تبقى عامل جذب متكامل، ومادة ليفخر بها سكان المدينة وضرورة زيارتها من قبل الزوار والسياح.
كازان: بحيرة كابان ورصيفها
توجد عدة أساطير، التي ومنذ زمن طويل تكتسح هذه بحيرة كابان السرية. في وقت ما كان يوجد مكان كازان الحالية مستنقعات واسعة، وأشجار ضخمة من القصب العالي. وتلك بدورها كانب مختبأة بواسطة الغابات البرية الكثيفة، والمليئة بالوحوش البرية المفترسة. وكان أول الناس قد أتى إلى موقع كازان المستقبلية كما تقول الأسطورة الشيخ المسن قاسم الشيخ. وعندما تمت مبايعته بدأ الناس بالتذمر بسبب المكان الذي إختياره، وكان قاسم قد فرس سجادته ليصلي لله تعالى، أخذ يطوي حافة سجادته. وهناك، حيث فرش سجادته ظهرت بحيرة خصبة ومياه نقية وفيها شفاء. ولاحقا تم تسمية هذه البحيرة بإسم كابان (الخنزير البري) بسبب أعداد قطعان الخنازير البرية التي تعد ولا تحصى، التي كانت تعيش في محيطها.
ولكنه توجد هناك أسطورة أسطورة أخرى أكثر وحشية، وأكثر دموية. ومنذ عدة قرون، وفي محيط مدينة بولغار العظيمة والقديمة، جاء إلى هنا جيش عظيم بقيادة أسكار تيمور (الأعرج الحديدي)، وهو محتل ومتعطش للدماء. وأخذ المدينة بهجوم عاصف. وقتل السكان بلا رحمة، ولم يرحم لا النساء ولا الشيوخ المسنين، ولا حتى الأطفال، وقام بنهب ممتلكاتهم. وتمكن البعض القليل منهم من النجاة. ومن بين هؤلاء الذين نجوا كان أخر إبن لحاكم بولغار وإسمه عبد الله وإسمه كابان. وكانوا يهرب من الأشخاص الذين كانوا يطاردوه، وكان جسده ملئ بالجروح، وينزف دما، وهرب كابان بيك إلى الشمال. وعبر المياه
من خلال مياه تشولمان (كامو) المتدفقة، وهرب عن طريق الغابات الوعرة والغير سالكة، والمستنقعات ومياه المجارير. وفي النهاية وصل إلى الشاطئ الكبير والبحيرة الجميلة. وغسل الأمير جراحه بالمياه، وإلتئمت هنا جراحه. وشرب الماء من البحيرة، والتي زاد ذلك من قوته وعزمه. وإستقر الأمل في قلبه لمستقبل أفضل وحب لتلك الأرض البرية.
والناس الذين جاؤوا مع كابان بيك أصبحوا يقطعون أشجار الغابات، وبدؤوا ببناء المساكن، ويزرعون من أجل خبزهم، وإصطياد السمك، وجمع العسل من النحل البري. وبدلا من ذلك، والقرب من البحيرة، ظهر قصر الأمير، ومن حوله نشأت قرية سكانية. والبحيرة التي تسمى بإسم كابان بيك أصبحت تسمى بحيرة كابان.
في وقت لاحق، والتي أسسها كابان بيك وبعد غزوه لكازان، بدأت المدينة تسقط إلى قاع البحيرة مع جميع مساجدها، وقصرها العلوي ذو القبة الذهبية، وحديقتها ومبانيها الحجرية. وإذا كان في طقس جميل ومعتدل السباحة إلى وسط البحيرة، فإنه يمكن أن ترى في عمق البحيرة المباني الجميلة وتسمع صوت الأذان.
وربما، فإن القصة الشهيرة والغامضة – مخبأة في أعماق بحيرة خزانة الخان.
حيث أن الأساطير التي كانت هنا لقرون من الزمن تشهد: بأنه في بحيرة كابان في كازان يوجد كنوز لا تحصى، وهي مخبأة بالمياه والطمي (الطين) عن أعين الناس. وقبل تلك الفترة بفترة وجيزة، عندما إقتربت جيوش إيفان الرهيب من جدران كازان، تم نقل خزانة الحاكم إلى البحيرة وتم غمرها بالمياه في مكان سري. ولكي تعثر عليه، وفقا للأسطورة، يجب أن تقف عند المياه المتدفقة في بحيرة كابان في مكان ليس بعيدا عن مصب نهر بولاك. وقياس مسافة واحد أو إثنين من رمي الطلقات، والعثور على أماكن مرئية على ضفاف النهر. وفيما بعد أخذ شي ليكون بمثالبة بوصلة إلى مكان أخر بارز على الضفة المقابلة. وهنا، وعلى مسافة وفي أماكن متصلة فيما بينها توجد تلك الكنوز. حيث أنها توجد في مكان عميق، وحتى لو كان ذلك المكان معروفا، ولكن لا يعرف المرء ولا أي سر أخر عنها، فإنه لا يمكن إستخراجها ورفعها.
إلميرا غافياتوللينا