أكد سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أن احتمال ظهور التهديدات للأمن القومي نتيجة لأنشطة الولايات المتحدة وعدد من دول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا، "لا تزال قائمة في شبه جزيرة القرم".
وأشار باتروشيف خلال اجتماع في مدينة سيفاستوبول بشأن الأمن القومي في القرم إلى أن "الظروف التي تسبق ظهور تهديدات للأمن القومي في إقليم شبه جزيرة القرم، لا تزال سائدة وذلك بسبب التعقيد المحتمل للوضع بين الأعراق والأديان واحتمال وقوع هجمات إرهابية، وذلك في 14 ابريل/نيسان .
وبحسب باتروشيف، فإن من بين الأسباب الرئيسة لهذه التهديدات هي "الأنشطة التخريبية من قِبل الولايات المتحدة، تكتل الـ ناتو التي تسيطر عليها، وعدد من دول الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا، التي تهدف إلى تشويه سمعة السياسة الداخلية والخارجية لروسيا الاتحادية، والإضرار بالسياسة الداخلية والخارجية لروسيا الاتحادية وبسلطتها وصورتها الدولية ونشر الفكر القومي المتطرف".
وتحدث باتروشيف عن أن الأجهزة الأمنية الخاصة في أوكرانيا تحاول ارتكاب أعمال تخريبية وإرهابية في شبه جزيرة القرم، وخاصة ضد البنية التحتية ومرافق دعم الحياة. وقال في هذا الصدد إن "الخدمات الخاصة الأوكرانية والمنظمات المتطرفة ترتب باستمرار استفزازات على حدود الدولة، وتُبذل محاولات لتنفيذ أعمال تخريبية وإرهابية في أراضي شبه جزيرة القرم، في المقام الأول في البنية التحتية ومرافق دعم الحياة".
تدريب المخربين وعودة المسلحين
كما كشف المسؤول الأمني الروسي أنه تم نشر مراكز تدريب للمخربين في أوكرانيا بدعم من الغرب. "بناء على اقتراح الرعاة الغربيين، تم نشر مراكز تدريب لوحدات التخريب والاستطلاع على الأراضي الأوكرانية.
ومن المحتمل أن يركز خريجو هذه المراكز على التحضير لهجمات إرهابية، ليس فقط في روسيا، ولكن أيضا على أراضي دول أخرى". وحذّر باتروشيف من أن "خطر وقوع هجمات إرهابية في شبه جزيرة القرم يرجع، من بين أمور أخرى، إلى عودة المقاتلين الذين قاتلوا في صفوف الإرهابيين الدوليين إلى شبه الجزيرة من الخارج، كما أن الوضع معقد بسبب عودة الأشخاص الذين شاركوا في نزاعات مسلحة إلى جانب المنظمات الإرهابية الدولية في الخارج إلى القرم".
خطط لزعزعة الاستقرار
إلى ذلك قال نيكولاي باتروشيف إن أوكرانيا ورعاتها الغربيين يخططون لزعزعة استقرار الوضع في شبه جزيرة القرم، موضحاً أنه "على مدى السنوات الـ 7 الماضية تم إنجاز قدر هائل من العمل في شبه الجزيرة لحل المشاكل التي تراكمت على مدى سنوات استقلال أوكرانيا".
وأشار باتروشيف إلى أنه تم استثمار أموال كبيرة في تحديث وتطوير النقل والطاقة والبنية التحتية الاجتماعية في شبه الجزيرة، وتم خلق وظائف جديدة، وأنه يتم العمل على حل قضايا الإسكان بشكل منهجي ويتم تأهيل المعالم الأثرية ومواقع التراث الثقافي.
بالإضافة إلى ذلك، يتم اتخاذ تدابير لتنسيق العلاقات بين الأعراق، وضمان حقوق جميع المواطنين، بغض النظر عن العرف والانتماء الديني، كما تم منح اللغتين الأوكرانية ولغة تتار القرم، إلى جانب الروسية، مكانة اللغة الرسمية في شبه جزيرة القرم.
كما نوّه بأنه "ومع ذلك، في مواجهة هذا العمل، تفرض أوكرانيا ورعاتها الغربيون عقوبات مختلفة، وتُبذل محاولات لتدمير الروابط الاقتصادية، ويتم تعمد تدهور الظروف المعيشية في شبه الجزيرة، بما في ذلك من خلال فرض حصار على مصادر الغذاء والطاقة والمياه".
وقال: "المغامرون السياسيون يخططون لزعزعة استقرار الوضع الاجتماعي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي في شبه جزيرة القرم"، مشيراً إلى أن "الدعوات المستمرة لأعمال الاحتجاج تنتشر على الإنترنت، ويتم الترويج للأفكار الانتقامية والقومية".
وأشار باتروشيف إلى أن منظمة "مجلس شعب تتار القرم" المحظورة في روسيا الاتحادية ما زالت أحد مصادر انتشار الأفكار المتطرفة. مبينا أن موظفي هذه المنظمة، بعد حظرها في روسيا الاتحادية، ركزوا على القيام بأمور إعلامية ونفسية من الخارج، والتي تستهدف في المقام الأول جيل الشباب".
إلى ذلك يرى نيكولاي باتروشيف أن الدول الغربية، بقيادة الولايات المتحدة وأوكرانيا، تستخدم موضوع العلاقات بين الأعراق والأديان لتقسيم سكان شبه جزيرة القرم وتشويه سمعة السلطات في شبه الجزيرة. ووفقا للمسؤل الروسي فإنه من جانب الدول الغربية، عدد من دول الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا "تعرّض القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية والتاريخ والثقافة ورموز الدولة للهجوم والتأثير السلبي بشكل متزايد".
وشدّد باتروشيف على أن "القضايا الحساسة للعلاقات بين الأعراق والأديان أصبحت موضوع تلاعبات اجتماعية وسياسية وتستخدم لإثارة النزاعات". وبحسب سكرتير مجلس الأمن الروسي، فإن هذه الإجراءات ليست صدفة عرضية، مؤكداً أنها ترمي إلى "تفريق الشعب وتقويض الانسجام العام والإيمان والروحانية والدولة وتشويه سمعة أنشطة السلطات".
وأضاف باتروشيف: "نرى كيف تم تجاهل نتائج (الاستفتاء) حول عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا الاتحادية باستهزاء".
إحباط هجمات إرهابية
إلى ذلك كشف سكرتير مجلس الأمن الروسي أنه تم إحباط 6 هجمات إرهابية في شبه جزيرة القرم خلال العام الماضي.
وقال في كلمته اليوم الأربعاء، في سيفاستوبول خلال اجتماع حول ضمان الأمن القومي في المنطقة إنه "تم العام الماضي، إحباط 6 هجمات إرهابية و10 جرائم إرهابية في شبه جزيرة القرم، وتم الكشف عن 23 جريمة تتعلق بالتطرف".
كما أفاد باتروشيف أنه في 9 ابريل/ نيسان الجاري من هذا العام في سيمفيروبول، تم التخطيط لهجوم إرهابي آخر من قبل أنصار التنظيم الإرهابي الدولي "هيئة تحرير الشام" المحظورة في روسيا الاتحادية.
وبحسب أمين مجلس الأمن الروسي، فإن هذه الإحصائيات "تشهد على صعوبة الوضع العملياتي في المنطقة"، مشدّداً على أن "المسح السكاني يظهر أن غالبية سكان شبه الجزيرة يعتبرون انتشار إيديولوجية الإرهاب والتطرف تهديدا حقيقيا للغاية".
كما ذكر نيكولاي باتروشيف أن ظهور بؤر التوتر العرقي والديني في المنطقة أمر يسهله تدفق المهاجرين.
وقال: "إن التطرف الملحوظ لجزء من المسلمين الذين يعيشون في القرم، ممن يقعون تحت تأثير رجال دين، يعتنقون (مبادئ) حركات إسلامية متطرفة، يمكن أن يؤدي إلى ظهور بؤر التوترات بين الأعراق والأديان"، مضيفاً أن تعزيز هذه التهديدات سهله "التدفق الكبير للمهاجرين، في المقام الأول إلى سيفاستوبول، وتشكيل جماعات عرقية للجريمة المنظمة"، مبيناً أنه "في العامين الماضيين فقط، تم إحباط الأنشطة الإجرامية لأكثر من 20 مجموعة من هذه الجماعات".
وأضاف أن: "هناك ضرورة لاتخاذ تدابير إضافية لضمان حماية المصالح الوطنية لروسيا الاتحادية في شبه جزيرة القرم لسكان شبه الجزيرة، وذلك على خلفية التوترات المتزايدة حول هذه المنطقة بسبب نهج الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا".
وقال إن "كل العوامل المذكورة أعلاه تتطلب اتخاذ إجراءات إضافية شاملة لضمان حماية المصالح الوطنية الروسية وأمن سكان شبه الجزيرة". وبحسب قوله، "يجب تقويض الأعمال غير الودّية والمدمرة ضد روسيا بشدة، ويجب تقديم الجناة إلى العدالة، بما في ذلك وفقاً لقواعد القانون الدولي".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس