Ru En

خبير: واشنطن من خلال القمة مع روسيا ستحاول تقليص خسائرها في الشرق الأوسط

١٥ يونيو ٢٠٢١

"سيسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، خلال الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في (المدينة السويسرية) جنيف يوم 16 يونيو/ حزيران (الجاري)، إلى تقليل حجم الخسائر في السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة".

 

هذا ما صرّح به  الخبير الفلسطيني عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" باللغة العربية الصادرة في لندن، في مقابلة مع وكالة أنباء "تاس" اليوم الثلاثاء 15 يونيو/ حزيران 2021.

 

وأشار عطوان إلى أن "الولايات المتحدة كانت تنتهج سياسة مُعيبة للغاية في الشرق الأوسط، خاصة خلال فترة رئاسة دونالد ترامب. لقد خسروا في سوريا والعراق وأفغانستان، حيث بدأوا بالفعل في سحب قواتهم. وفي الوقت نفسه، تمكنت روسيا من العودة وترسيخ مواقفها ومصالحها في المنطقة. وأعتقد أن القمة ستناقش، من بين أمور أخرى، الحد من خسائر واشنطن في الشرق الأوسط".

 

وفي هذا الخصوص، بحسب رأي الخبير الفلسطيني، "ستغير إدارة بايدن من خلال موسكو سياستها تجاه دمشق. ومن الواضح أن الاجتماع سيناقش أيضاً سوريا حيث انتصرت روسيا والنظام السوري ( الرئيس بشار الأسد). ستحاول الولايات المتحدة دخول الشرق الأوسط بطريقة جديدة وعبر بوابة روسيا".

 

إلى ذلك، لم يستبعد عد الباري عطوان إمكانية بدء التفاعل بين واشنطن والسلطات السورية.

 

وأضاف في هذا الجانب: "من المعروف أن الولايات المتحدة أنفقت 90 مليار دولار وسلّحت 65 دولة في العالم لإسقاط النظام في سوريا، لكن خططهم فشلت تماما، وحققت روسيا بدورها نجاحاً وساهمت في الحفاظ على السيادة السورية وتعزيزها. لذلك فإن القمة المقبلة (بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية) فرصة لإنهاء الحرب وسحب قواتها وإعادة العلاقات مع سوريا كما تفعل السعودية على سبيل المثال".

 

 

الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني

 

إلى ذلك بيّن عطوان أن الرئيس الأمريكي سيحاول حشد دعم موسكو في جهود واشنطن لإيجاد حل للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

 

وعبّر عن قناعته قائلا: "من الواضح أن بايدن يسعى إلى استخدام نفوذ موسكو في المنطقة. إذا كنا نتحدث عن محاولات حل الصراع (الفلسطيني - الإسرائيلي)، فنحن الآن بحاجة إلى أن نأخذ في الاعتبار المواقف القوّية لروسيا في الشرق الأوسط. والتي من دونها، التسوية في الشرق الأوسط مستحيلة. والواقع أن المنطقة تعود إلى الوضع الذي كان عليه أيام الاتحاد السوفيتي".

 

وأضاف: "في الوقت الحالي، تُجري إدارة بايدن تعديلات على السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. والإدارة السابقة اتخذت خطوات أثرت سلباً على الولايات المتحدة وإسرائيل، أعني نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بهضبة الجولان كأراضي إسرائيلية. كل هذا في الواقع أثار تصعيداً آخراً للصراع في المنطقة".

 

وبحسب الخبير الفلسطيني، في المواجهة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، فإن "الانتصار حققته حركة حماس (المسيطرة على قطاع غزة) بقيادة إيرانية"، مبيّناً أن العمليات القتالية الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى تطور الأحداث في سوريا حسب رأيه، غيّرت الوضع تماما في الشرق الأوسط.

 

وخلص قائلا: "لقد تغيّرت المنطقة كثيراً وتحتاج إدارة بايدن إلى فهم هذه التغييرات، وإعادة التفكير في السياسات (الأمريكية) السابقة، والانخراط مع روسيا من أجل شرق أوسط جديد".

 

الجدير بالذكر أن كل من الكريملِن والبيت الأبيض أفادا في وقت سابق، بأن الاجتماع بين فلاديمير بوتين وجو بايدن سيعُقد في مدينة جنيف السويسرية في 16 يونيو/حزيران 2021.

 

وبحسب بيان صدر عن المكتب الصحفي للرئيس الروسي، فإن بوتين وبايدن سيناقشان آفاق تطوير العلاقات الثنائية، وقضايا الاستقرار الاستراتيجي، بالإضافة إلى قضايا الساعة على جدول الأعمال الدولي، بما في ذلك التفاعل في مكافحة وباء كورونا، وتسوية النزاعات الإقليمية. وسيكون هذا أول اجتماع بين فلاديمير بوتين وجو بايدن، منذ تولي الأخير منصب الرئاسة في الولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني 2021.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

المصدر: تاس