Ru En

نظرة على غزة من جنوب شرق آسيا

٢٧ أغسطس

أصبحت صور المساعدات الإنسانية وهي تتتساقط بالمظلات فوق قطاع غزة رمزاً للأحداث الأخيرة في المنطقة. وتراقب وسائل الإعلام في الدول الإسلامية في جنوب شرق آسيا الأزمة عن كثب، ناقلة وجهة نظرها الخاصة للجمهور الدولي.


أوردت وكالة أنباء "نام"، من كوالالمبور، عدة نقاط رئيسية في تقريرها الصادر في 3 أغسطس/آب. فإلى جانب معلومات عن عملية إنسانية مشتركة بين مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة وألمانيا وفرنسا، يتضمن التقرير نفياً رسمياً من الجيش الإسرائيلي لاتهامات بخلق مجاعة مصطنعة. كما أُشير إلى سقوط ضحايا مدنيين جدد، بما في ذلك وفاة طفل جوعاً في أحد المستشفيات.


وتستشهد الأمم المتحدة بإحصائيات مُقلقة: فمنذ 27 مايو/أيار، لقي 1373 فلسطينياً حتفهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، منهم 105 في اليومين الأخيرين من يوليو/تموز. ويصرح ممثلو المنظمة صراحةً: "معظم هذه الوفيات نتيجة تصرفات الجيش الإسرائيلي". ونشرت صحيفة "بورنيو بوليتين"، أكبر صحيفة في بروناي، هذه البيانات في مقال مُخصص لخطط الولايات المتحدة لتنظيم المساعدات الغذائية. يُذكر أن الصندوق الإنساني الأمريكي لغزة عرقل الأمم المتحدة فعلياً عن توزيع المساعدات في اللحظة التي بدأت فيها إسرائيل بتخفيف الحصار الذي استمر شهرين. اتهمت تل أبيب الأمم المتحدة بمساعدة حماس (بسبب اعتراض المسلحين للإمدادات الإنسانية)، لكنها لم تقدم أدلة تدعم هذه الادعاءات.


وتستمر الحوادث المأساوية. وذكرت صحيفة "بورنيو بوليتين" أن "الجنود الإسرائيليين يطلقون النار على اللاجئين الجائعين في اللحظة التي يلتقي فيها المبعوث الأمريكي بعائلات الرهائن". ويصر أقارب الإسرائيليين الخمسين الذين ما زالوا في أسر حماس على التوصل إلى اتفاق عاجل لإطلاق سراحهم. إلا أن عملية التفاوض وصلت إلى طريق مسدود، ويطالب المشاركون في الاحتجاجات الحاشدة في إسرائيل حكومتهم بإلحاح: "أوقفوا هذا الكابوس! أعيدوا أحباءنا من هذه الأنفاق".


يقول اللاجئ يحيى يوسف، الذي شهد حادثة دموية أخرى قرب نقطة توزيع مساعدات تابعة للصندوق الأمريكي الإنساني، هذا يحدث يومياً". كان يحاول مساعدة ثلاثة جرحى في ممر نتساريم عندما رأى المزيد من ضحايا إطلاق النار. ووفقاً للأمم المتحدة، قُتل 859 شخصاً قرب هذه النقاط في الفترة من 27 مايو إلى 31 يوليو.


يزعم الجيش الإسرائيلي أنه أطلق طلقات تحذيرية في الهواء فقط. إلا أن شهادات أخرى، هذه المرة من نقطة في رفح، ترسم صورة مختلفة: فوفقاً لشهود عيان، أطلق الجيش نيرانه الموجهة على الحشد، مما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل. يقول محمد أبو طه: "ركضت مع الجميع ورأيت ثلاثة أشخاص يُصابون بالرصاص - رجلان وامرأة".

 


ينفي مسؤولو الجيش الإسرائيلي إطلاق النار، وكذلك موظفو الصندوق الإنساني الأمريكي،  وبحسبهم، استخدم الحراس رذاذ الفلفل والطلقات التحذيرية فقط. في الوقت نفسه، أعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه يتخذ إجراءات إضافية لضمان الأمن في المناطق التي يسيطر عليها. تُظهر إحصاءات وزارة الصحة في غزة حجم المأساة: فقد قُتل أكثر من 60,400 فلسطيني نتيجةً للهجوم الإسرائيلي. ويغلب المدنيون على الضحايا، حيث تُشكل النساء والأطفال أكثر من نصف القتلى. ويُثير مصير الفئات الأكثر ضعفاً قلقاً بالغاً، حيث لقي 93 طفلاً حتفهم بسبب الجوع خلال الصراع.


في غضون ذلك، يدعو حزب العدالة الشعبية الماليزي إلى توخي الحذر بشأن المبادرة الفرنسية السعودية في الأمم المتحدة، لأنها تتجاهل انتهاكات إسرائيل المستمرة للقانون الدولي، والتي يجب محاسبة الحزب عليها. هذا ما أوردته صحيفة "نيو ستريتس تايمز".

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: Emad El Byed/Unsplash