صُمم جناح الفن الإسلامي في متحف اللوفر من قبل المهندس المعماري الإيطالي ميلانو ماريو بيليني وزميله الفرنسي رودي ريكيوتي، حيث قاما بإنشاء معرض تحت الأرض بإضاءة طبيعية تحت سقف زجاجي متموج في ساحة الفناء التاريخي لفيسكونتي.
يصل إنخفاض المعرض المفتوح الذي تبلغ مساحته 2800 متر مربع إلى عمق 12 متراً، واصبحت هذه المساحة المنزل الجديد للمجموعة المرموقة للفن الإسلامي في اللوفر. يتكون الطابق الأسفل من المعرض والدرج الطويل من الخرسانة السوداء الخاصة، مما يخلق تبايناً فجائياً مع السقف الزجاجي الذي يبدو عائماً والجدران الزجاجية المحيطية شبه غير المرئية.
Tangopaso/Public Domain
كانت أحد تحديات التصميم الرئيسية هي إنشاء هيكل حديث يمكن أن يندمج بسلاسة مع الواجهات المحيطة بالفناء التاريخي لفيسكونتي التي تعود للقرن الثامن عشر.
يصف بيليني: "كان الحل هو عبارة عن منديل تموجه الرياح، كما لو كان معلقاً في الفضاء وفي نقطة يكاد يلامس أرضية الفناء، لكنه لا يفسده ولا يفسد الواجهات التاريخية"، مضيفاً، "مشروعي هو احترام عميق للمجموعة الإسلامية في متحف اللوفر، جنباً إلى جنب مع المعرفة الشخصية (التي تم الحصول عليها من خلال العديد من الرحلات) لسياقها الجغرافي والثقافي".
Jean-Pierre Dalbéra/Creative Commons 2.0
يُشير المهندس المعماري الفرنسي رودي ريتشيوتي إلى التعقيد التقني لـ "الجزء غير المرئي من العمل". ويقول إنه أصيب بالرعب عدة مرات، موضحاً: "لقد حلمت بكابوس - حلمت أن الواجهة من جانب السور تنهار".
قام فريق البناء بالحفر تحت الجناح، في الصالات التي تعرض فيها لوحة ديفيد " تنصيب نابليون"، باستخدام التقنيات المتقدمة. تم إنزال الأساسات وملء الأعمدة بالتراب عن طريق حقن الإسمنت تحت ضغط عالٍ.
يقول بيليني: "قمنا بتحليل العشرات، إن لم يكن المئات، من عينات المواد التي يمكن استخدامها لصنع عباءة".
مبني "الستار العظيم" مكوّن من 8000 أنبوب فولاذي وعازل زجاجي مزدوج مغطى بشبكة ألمنيوم ذهبية وفضية. تم أيضاً دمج الألواح المصنوعة من الألمنيوم المصقول الثلاثي في الهيكل العائم، لأنه يؤدي إلى انكسار ضوء النهار وتشتته.
يبلغ وزن السقف الإجمالي 120 طناً، بسمك يتراوح من 20 سم إلى 1.50 متراً، ويبلغ أقصى ارتفاع له 8 أمتار، ويدعمه ثمانية أعمدة رفيعة ومائلة قليلا، مما يؤكد الشعور بالخفة.
أطلق الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في تشرين الاول/أكتوبر 2002 مشروع افتتاح قسم مخصص حصرياً للفن الإسلامي في متحف اللوفر، والذي أراد التأكيد على "الطابع الدولي" للمتحف الذي يستقبل أكبر عدد من الزوار في العالم، ليضع الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي حجر الأساس للمشروع في تموز/يوليو 2008.
تضم مجموعة الفن الإسلامي في متحف اللوفر 15000 قطعة، تم حفظها في أقبية المتحف لعقود قبل افتتاح جناح الفن الإسلامي.
أراد مدير متحف اللوفر هنري لويريت، من خلال إنشاء جناح منفصل له منذ توليه منصبه في عام 2001 "إخراج الفن الإسلامي من الهامشية"، موضحاً أن "الهدف هو إظهار الجانب المشرق للحضارة الإسلامية التي تضمنت تراثاً إنسانياً ثريا".
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo in slider: Sailko/Creative Commons 3.0