"من الممكن افتتاح دار الكتب الروسية في جمهورية إيران وذلك بعد مرور بعض الوقت"، بحسب ما صرّح بذلك لوكالة أنباء "تاس"، ممثلون عن اتحاد الكتاب الروسي و"روسسوترودنيتشيستفو" (الهيئة الفدرالية الروسية لشؤون رابطة الدول المستقلة والمواطنين المقيمين في الخارج والتعاون الإنساني الدولي)، اليوم الخميس 26 مايو/أيار 2022، مشيرين إلى أن العمل جار حالياً على إقامة مشروع مماثل.
وقال رئيس لجنة التعاون الدولي في اتحاد الكتاب الروسي، يفغيني كابييف: "في اجتماع مع ممثلين عن صناعة الكتاب الإيرانية، تم طرح فكرة أنّه سيكون من الرائع إنشاء دار كتب روسية، أي مخزن كبير للكتب الروسية. ومن جانبنا، قلنا إنّنا مستعدون لدعم هذه الفكرة"، لافتا إلى أنّ "هذا الموضوع الآن في مرحلة مناقشة التفاصيل والتنفيذ".
ولفت مُمثل اتحاد الكتاب في نفس الوقت، إلى ما إذا كان من المّمكن تحقيق هذه الفكرة، وقال: "من الصعب التنبؤ بها بنسبة 100 بالمائة"، موضحا أنّه "من المُهم أن يدعم الزملاء الإيرانيون هذا. لقد رأيت اهتماماً من أكبر بائعي الكتب بالتجزئة في إيران (بوك سيتي)".
وبحسب كابييف، بالإضافة إلى بيع الكتب الروسية، يُمكن أن تصبح تلك الدار مركزا للمحاضرات الأدبية، ويمكن أيضا فتح مقهى فيها. وقال: "نحن، من اتحاد الكتاب، مستعدون لدعم ذلك، وتوفير التقنيات المتاحة على أساس حق الامتياز، والمساعدة في شراء الكتب".
كما شدّد رئيس لجنة التعاون الدولي في اتحاد الكتاب الروس على أن "المبادرة الحالية لا يمكن أن تأتي (مباشرة) من اتحاد الكتاب الروسي، حيث يصعب إدارة مثل هذا المشروع من روسيا".
وأوضح أن "النموذج القابل للتطبيق هو عندما يكون هناك أشخاص على الأرض مستعدون للقيام بذلك"، مبيناً أنه "من المهم كذلك أن يتم دعم المشروع من قبل مكتب "روسسوترودنيتشيستفو" في إيران".
دار للكتاب الروسي ومركز ثقافي
بدوره، قال ممثل "روسسوترودنيتشيستفو" في إيران، دميتري كالينيتشينكو،: "إن "روسسوترودنيتشيستفو" مستعدة لإدارة عملية إنشاء دار الكتب الروسية والمساعدة في هذه العملية"، مشيراً إلى أنه "في الواقع، إن إنشاء مركز ثقافي ودار الكتب الروسية لهما أهداف وغايات مشتركة"، "لماذا لا نجد أرضية مشتركة هنا وننفذ مشروع مشترك"، بحسب قوله، مضيفاً: "افتتاح المركز الثقافي الروسي سيكون حدثاً أكثر جدّية وأهمية إذا تم افتتاح دار الكتب الروسية معه".
وقال: "وبالتالي، سيكون من المُمكن الجمع بين الترويج للثقافة الروسية واللغة الروسية مع إنتاج وتوزيع الكتب المدرسية والأدب الروسي، والتي هي الآن مطلوبة بشدّة في إيران". كما تحدث كالينيتشينكو أيضا لتأييد فكرة توسيع مهام دار الكتاب. وقال: "بناءً على كيفية عرض الأدب في إيران اليوم، من الضروري إنشاء دار الكتب الروسية، حيث يوجد مقهى ومكتبة ومكان للفعاليات".
يُشار إلى أنه في ابريل/نيسان 2021، وقّع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية الإيراني آنذاك، محمد جواد ظريف، اتفاقية في العاصمة طهران بشأن إنشاء وشروط تشغيل المراكز الثقافية.
وفي 21 مارس/آذار الماضي، قال السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي، في مقابلة مع وكالة "تاس": "إن مركزاً ثقافياً روسياً قد يُفتتح قريباً في الجمهورية الإسلامية".
إيران كمركز لمنتجي الكتب الروس
من جهتها، أشارت رئيسة تحرير دار نشر "زلاتوست"، آنا غولوبيفا، إلى أن استيراد الكتاب مباشرة من روسيا إلى إيران للبيع تعيقه المواصفات المحلية. وتقول: "لم توقّع إيران على أي اتفاقية لحقوق النشر. إن بيع التراخيص هنا بشكل مباشر أمر غير واقعي"، وتابعت: "عندما نأتي إلى الجامعات الإيرانية، نرى منشوراتنا على الرفوف (لقد تم طبعها في إيران من دون احترام لحقوق النشر الخاصة بدار النشر – تاس).
وبحسب ممثلة دار النشر أيضاً، فإن "الفجوة السعرية بين تكلفة الكتاب في روسيا وإيران قد نمت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة". وقالت أيضاً: "لذلك، من غير الواقعي الاستيراد من روسيا هنا". وفي الوقت نفسه، تشير غولوبيفا إلى أن "مصلحة الشركة في إيران موجودة منذ فترة طويلة، وهي تحاول اختراق هذا السوق، حيث تستسلم الإصدارات المزيفة من دار (زلاتوست) بنجاح".
وبيّنت أن ممثل الشركة يرى المخرج في "أن يتم إيجاد شركاء في إيران يعملون على حماية مصالح دار النشر".
كما أفادت بأنه "عندما تتم طباعة المنتجات محلياً، تصبح في متناول السكان المحليين" - من ناحية، نبحث عن طرق لبيع كتبنا في الجمهورية الإسلامية، ومن ناحية أخرى، تتمتع إيران بموقع ملائم للغاية بالنسبة لتلك المناطق التي نحن مهتمون أيضا بالدخول إليها".
كما أوضحت غولوبيفا "أنّنا نتحدث عن استخدام إيران كمحور لدخول أسواق الدول الأخرى، ولا سيما الشرق الأوسط وافريقيا، وكذلك طاجيكستان وتركمانستان"، منوهة بأن "هذه الفكرة نشأت على الفور عندما أمضينا عدة ساعات في أحد دور الطباعة الإيرانية، وتحدثنا عن توريداتهم مع البلدان المجاورة، والتي يتقن الإيرانيون بنائها".
وتابعت رئيسة تحرير دار نشر "زلاتوست" حديثها: "في افريقيا، حيث تعمل روسيا هناك بنشاط، هناك طلب على التعليم الروسي ومنتجاتنا".
هذا ويقوم مركز "زلاتوست" هناك بنشر كتباً مدرسية باللغة الروسية للأجانب منذ أكثر من 30 عاما.
كما تقوم الشركة بتوريد المنتجات وبيع التراخيص لما يقرب من 100 دولة حول العالم.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس