عُقد في الأكاديمية الإسلامية البولغارية في الـ 26 من أيار/مايو 2023 مؤتمرا لعموم روسيا بعنوان "الحوار بين الأديان والقيم التقليدية في عصر التحديات العالمية"، وذلك في إطار برنامج منتدى بولغار الدولي الخامس "التراث اللاهوتي للمسلمين في روسيا" والذي أثار اهتمامًا كبيرًا في الأوساط العلمية والتعليمية والعامة. وركز المشاركون في المؤتمر على مشاكل الحفاظ على القيم الروحية التقليدية وتنميتها في مواجهة التحديات العالمية.
وقيم قداسة البطريرك كيريل تقييما عاليا دور الأكاديمية الإسلامية البولغارية خلال الاجتماع الذي كان قد عُقد في 20 أيار/مايو 2023 حضرته شخصيات عامة من الدول الإسلامية في لأكاديمية الإسلامية البولغارية وقال: "الأهم هنا ان عمل مركز الحوار بين الأديان ويشارك رجال الدين الأرثوذكس والعلماء الأرثوذكس في أنشطة الأكاديمية. وهذا لا يعكس فقط الروح الحقيقية للتفاعل بين الأديان في روسيا ولكنه يلعب أيضًا دورًا مهمًا في تثقيف الشباب الذين يتعلمون معاملة ممثلي التقاليد الدينية الأخرى باحترام عميق"، مضيفا "إذا أعطى الحوار الأرثوذكسي - الإسلامي استجابة مشتركة قوية لهذا التحدي، فسنكون بلا شك قادرين على الدفاع عن قيمنا الروحية والأخلاقية".
ويتولى مركز الحوار بين الأديان المهام التالية:
- دراسة التجربة الدولية لتنسيق العلاقات العامة في مجال الدين والثقافة.
- تعزيز أمن العلاقات بين الأديان وتنمية السلام والوئام بين الأعراق.
- منع التطرف والراديكالية في مجال العلاقات بين الأديان.
- ضمان التفاعل الفعال مع المنظمات الدينية والحكومية والتعليمية والعلمية ومؤسسات المجتمع المدني بشأن قضايا العلاقات بين الأديان بما في ذلك على المستوى الدولي.
- توسيع الحوار بين الأديان بمشاركة طلبة الجامعيين وطلبة الدكتوراه من الأكاديمية الإسلامية البولغارية وجمعيات الشباب وعلماء الدين الأكاديميين وممثلي الدوائر العلمية والعامة والتجارية والإعلام العلماني والديني في المجال العلمي والتعليمي.
في بداية المؤتمر أُلقيت كلمات ترحيبية من قبل: خوسنوتدينوف فرحات غوسمانوفيتش رئيس الأكاديمية الإسلامية البولغارية، غيلموتدينوف إيلدار إريكوفيتش النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما لشؤون القوميات (قازان، روسيا)، ديرزيزوف ألبرت ريفكاتوفيتش رئيس قسم التفاعل مع الجمعيات الدينية في مكت رئيس جمهورية تتارستان بشأن قضايا السياسة المحلية (قازان، روسيا)، بولاتوف عبد الحميد عثمانوفيتش رئيس قسم مراقبة حالة العلاقات بين الأعراق والأديان ومنع التطرف والتفاعل مع الجمعيات الدينية الوكالة الفيدرالية لشؤون القوميات روسيا (موسكو، روسيا)، هيرومونك غريغوري (ماتروسوف)، رئيس مجلس الخبراء التابع لبطريرك موسكو عموم روسيا للتعاون مع العالم الإسلامي (موسكو، روسيا)، بلازينوف كونستانتين ليونيدوفيتش نائب رئيس قسم السياسة الوطنية والعلاقات الأقاليمية لمدينة موسكو رئيس قسم العلاقات مع المنظمات الدينية (موسكو، روسيا)، فاليولين رينات ناكيفوفيتش الممثل الدائم لجمهورية تتارستان في سانت بطرسبرغ ومنطقة لينينغراد (سانت بطرسبرغ، روسيا)، رئيس الكهنة فلاديمير صامويلنكو رئيس معهد اللاهوت الأرثوذكسي في قازان (قازان، روسيا)، كراميشيف رسلان دياسوفيتش نائب رئيس مجلس العلاقات بين الدولة والطائفية برئاسة جمهورية باشكورتوستان (أوفا، روسيا).
خلال المؤتمر، تم تنظيم العديد من الحلقات لمناقشة دور وأهمية الحوار بين الأديان في تشكيل نظام عالمي جديد وإضفاء الطابع المؤسسي على الحوار بين الأديان على غرار روسيا وكذلك دورها في المجال التعليمي.
تم تقديم الأبحاث وعقد حلقات نقاش حول مواضيع مختلفة مثل:
- التفاعل والحوار بين الأديان في سياق العولمة وتنوع الثقافات.
- دور الدين في تعزيز السلام والعدالة الاجتماعية ومكافحة التطرف والعنف.
- التفاعل بين القادة الدينيين والدولة لتحقيق أهداف مشتركة.
- تربية الشباب على التسامح واحترام التقاليد الدينية المختلفة.
كان من بين الموضوعات الرئيسية التي أثيرت في المؤتمر ضرورة الحفاظ على القيم التقليدية وتطويرها في مواجهة التحديات العالمية الحديثة. ناقش المشاركون القضايا المتعلقة بالتعاون بين الأديان والتفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الجماعات الدينية.
سمح المؤتمر للمشاركين بتبادل الخبرات والأفكار وأفضل الممارسات في مجال الحوار بين الأديان، وساهم في زيادة تطوير التعاون بين مختلف الطوائف الدينية في روسيا.
حضر المؤتمر بالإضافة الى ممثلي مناطق مختلفة من روسيا (موسكو، سانت بطرسبرغ، جمهورية تتارستان، جمهورية باشكورتوستان، جمهورية بورياتيا، جمهورية داغستان، منطقة ساراتوف، إقليم ستافروبول، نيجني نوفغورود، منطقة تيومين) ضيوف أجانب من أذربيجان واليمن وقطر وقيرغيزستان وفلسطين وتركيا وأوزبكستان. أصبح هذا المؤتمر منصة لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات جديدة في مجال الحوار بين الأديان.
كان أحد الجوانب المهمة للمؤتمر هو الاعتراف بأهمية التعليم والتنوير في تكوين مجتمع متسامح ومتناغم. وقد لوحظ أن الأكاديميات مثل الأكاديمية الإسلامية البولغارية تلعب دورًا رئيسيًا في تعليم وتربية الشباب والمساهمة في تنمية التسامح واحترام التقاليد الدينية المختلفة.
نتيجة لأعمال مؤتمر عموم روسيا تم اعتماد قرار ينص بالتحديد على ما يلي: "روسيا الإتحادية هو مثال تاريخي للوئام بين الأديان والعيش السلمي وحسن الجوار والتفاعل بين ممثلي الديانات التقليدية بما في ذلك الأرثوذكسية والإسلام. إن الذاكرة التاريخية للتفاعل المتناغم بين الأديان ووجود الشعوب التي تعيش على أراضي روسيا تستحق الدراسة من قبل البلدان الأخرى كتجربة إيجابية".
بشكل عام، أصبح المؤتمر الذي عُقد في الأكاديمية الإسلامية البولغارية حدثًا مهمًا، يهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل والتعاون بين مختلف الطوائف الدينية في روسيا وخارجها، التي شددت على ضرورة الحوار والتفاعل في مواجهة التحديات العالمية المعاصرة وخلق مجتمع متناغم يقوم على احترام تنوع التقاليد الدينية والثقافية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"