Ru En

بحث إعلامي وتحليلي جديد عن دور الحوار بين الأديان في تطوير التعليم الديني العالي

٠٧ يونيو ٢٠٢٣

تم نشر بحث إعلامي وتحليلي مشترك للأكاديمية الإسلامية البولغارية ومدرسة اللاهوت الأرثوذكسية في قازان بعنوان "دور الحوار بين الأديان في تطوير التعليم الديني العالي". البحث هو عبارة عن دراسة مهمة تسلط الضوء على أهمية الحوار بين الأديان في مجال التعليم الديني العالي. الكتاب المقدم هو نسخة محدثة ومكملة من الطبعة السابقة والتي تناولت دور الحوار بين الأديان في تطوير التعليم الإسلامي العالي.


ومن بين مؤلفي البحث الإعلامي - التحليلي: رئيس قسم الفلسفة في معهد المعلومات العلمية للعلوم الاجتماعية التابع لأكاديمية العلوم الروسية دكتور في العلوم الفلسفية سيرغي ميلنيك، نائب رئيس المعهد للبحث العلمي واللاهوتي سيرغي شكورو، الأستاذ المشارك ورئيس قسم - الدكتور في التاريخ  فلاديمير روجاتين. نُشر البحث تحت إشراف نائب رئيس أكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان الأستاذ في العلوم التروبية وعضو مراسل بأكاديمية العلوم في جمهورية تتارستان آينور تيميرخانوف والمدير التنفيذي لمؤسسة الحوار الاستراتيجي و الشراكة مع العالم الإسلامي رئيس مركز الحوار بين الأديان في الأكاديمية الإسلامية البولغارية الدكتوراه في العلوم السياسية إلميرا صادقوفا.


يُسلط البحث الضوء على تجربة جمهورية تتارستان في تطوير الحوار بين الأديان في مجال التعليم العالي الإسلامي والأرثوذكسي. ويشدد على ضرورة الحفاظ على القيم الروحية التقليدية ويؤكد على الجوانب العملية لتنفيذ استراتيجية لتعزيز وتطوير الحوار بين الأديان من خلال مجموعة من التدابير في العملية التربوية بشأن القضايا الدينية.
ويتضمن محتوى البحث مقاربات منهجية لتحسين البرامج التعليمية لمؤسسات التعليم العالي في موضوع الحوار بين الأديان وتوصيات عملية لتحسين هذه البرامج.

وبحسب البحث فإن تاريخ التعليم الديني الإسلامي في المناطق الإسلامية في روسيا مرتبط بتاريخ انتشار الإسلام. كانت المرحلة الأولى في تكوين وتطوير التعليم الإسلامي هي انتشار عقيدة وممارسة الإسلام بين الشعوب المتحولة حديثًا. ترتبط المرحلة الثانية بتشكيل الإسلام وتطوره في الإمبراطورية الروسية. حتى ثورة 1917 في روسيا، كان من الممكن الحصول على التعليم الإسلامي في المكتبات (مدارس ابتدائية ملحقة بالمساجد) والمدارس الدينية. كان خريجو المدرسة متخصصين متعلمين تعليماً عالياً في اللاهوت، يجيدون اللغة العربية الأدبية بطلاقة. تم تمثيل التربية الإسلامية بمدرستين - تقليدية وجديدة. بعد ثورة أكتوبر بدأت الحكومة البلشفية في هدم المساجد وإغلاق المكاتب والمدارس الدينية واضطهاد المفتين والأئمة والمعلمين.


وفي عشرينيات القرن الماضي ألغي نظام التعليم الإسلامي وتحول الكتابة الى الحروف اللاتينية بشكل عام للشعوب المسلمة في الاتحاد السوفياتي.

 


مراحل تطور التربية الإسلامية في روسيا الحديثة


في التسعينيات القرن الماضي زاد عدد المؤسسات التعليمية الإسلامية بشكل كبير وفي النصف الأول من التسعينيات ظهر عدد كبير من المؤسسات التعليمية الإسلامية في الجمهورية والتي مُولت ميزانيتها من حساب المنظمات الخيرية الإسلامية الدولية.


بحلول نهاية التسعينيات خضعت جميع المؤسسات التعليمية الإسلامية لسلطة الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان. وظهرت امام الدولة مسالة تنظيم عملية زيادة عدد المؤسسات التعليمية التي لم تلتزم بمعاير التعليم ولم يستوفي فيها بشكل جيد شروط تأهيل وتدريب الكوادر.

 


بداية الألفية الجديدة


في عام 2003، وبتفويض من الرئيس الروسي  فلاديمير بوتين تم إعداد مفهومًا لتطوير التربية الإسلامية والذي شمل تنظيم الجامعات الإسلامية في موسكو وقازان وأوفا وماخاتشكالا وغروزني. لم يكن الغرض من إنشائها تدريب المتخصصين فحسب، بل كان أيضًا التوحيد المنهجي والإداري لأنشطة المؤسسات التعليمية الإسلامية ذات المستوى الأدنى. وتم إنشاء مؤسسة دعم الثقافة والعلوم والتعليم الإسلامية، وتم اعتماد برنامج شامل لتدريب المتخصصين ذوي المعرفة المتعمقة بتاريخ الإسلام وثقافته تحت رعاية وزارة التربية والعلوم.


حتى الآن، تم تطوير نظام من ثلاثة مستويات للتعليم الديني الإسلامي في تتارستان والذي يشمل المدارس الدينية والمؤسسات التعليمية الإسلامية العليا (جامعة قازان الإسلامية والمعهد الإسلامي الروسي) والمستوى العالي - الأكاديمية الإسلامية البولغارية. تعمل جميع المؤسسات التعليمية الثانوية المهنية الإسلامية في تتارستان بموجب تراخيص تم الحصول عليها من وزارة التعليم في جمهورية تتارستان. اما التعليم الديني الإسلامي العالي يمنحه التراخيص المعهد الإسلامي الروسي.

يوجد في الوقت الحالي 31 مؤسسة للتعليم العالي في الجمهورية، 4 منها تدرب المتخصصين الدينيين وهي: الأكاديمية الإسلامية البولغارية والمعهد الإسلامي الروسي وجامعة قازان الإسلامية ومدرسة قازان الأرثوذكسية اللاهوتية.

 


الأكاديمية الإسلامية البولغارية

 

بحث إعلامي وتحليلي جديد عن دور الحوار بين الأديان في تطوير التعليم الديني العالي


في إستراتيجية تطوير الأكاديمية لعام 2023-2027. يلاحظ الاتجاهات ذات الأولوية لتطوير الأكاديمية والتي تُحددها احتياجات الدولة في تعزيز الوحدة المدنية والحوار الثقافي الحضاري بين الأديان وتنسيق العلاقات بينهم على أساس إحياء وتطوير القيم الدينية والروحية التقليدية والتقاليد الفكرية للإسلام الروسي من خلال بناء نظام متكامل للتعليم الديني الإسلامي والتنوير في روسيا الاتحادية.


المؤسسات التربوية الإسلامية مدعوة لتكون بمثابة منصة للتعاون في مجال اللاهوت والعلم والتعليم للمتخصصين من روسيا ودول أخرى لتطوير المناهج العلمية، وتبادل الخبرات، مما يؤكد عودة قازان إلى مكانتها كمركز إسلامي متكامل له أهمية روسية وعالمية.

 


مدرسة قازان

 

بحث إعلامي وتحليلي جديد عن دور الحوار بين الأديان في تطوير التعليم الديني العالي


يعود تاريخ مدرسة قازان كمؤسسة دينية وتعليمية إلى عام 1723.


وفي فترة 1814-1818 تم إحداث إصلاحات في نظام التربية الدينية والذي بموجبه تم تقسيم المؤسسات التعليمية الدينية إلى فئات: 1) الأكاديميات 2) المعاهد الدينية 3) مدارس متوسطة 4) مدارس الرعية.


وأصبحت الأكاديمية اللاهوتية بعد هذه الإصلاحات في عام 1842 مركزًا للنشاط العلمي في اتجاهات مختلفة من اللاهوت والفلسفة وتاريخ الكنيسة إلى علم اللغة. كانت مركزًا رئيسيًا شرقيًا وتعليميًا وترجميًا وتبشيريًا وعلميًا لروسيا قبل الثورة. وفي أكاديمية صابلوكوف كانت الترجمة الأولى للقرآن من العربية إلى الروسية، حيث كان علماء قازان الإسلاميون والمستعربون وعلماء التتار يجيدون بنفس المستوى اللغتين العربية والتترية.


في المرحلة الحالية، يتم التعليم في مدرسة قازان الدينية في ثلاثة أقسام: القسيس والملهمين والتعليم الإضافي. ويعتبر الخريجون هم رجال الدين المستقبليين للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.


يُشار إلى أن جامعة قازان الاتحادية وقعت في عام 2014 اتفاقية للتعاون المتبادل بين مدرسة قازان اللاهوتية والمعهد الإسلامي الروسي ومعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية وجامعة قازان الفيدرالية.


وفي عام 2016، بمبادرة من المطران فيوفان (أشوركوف) من قازان وتتارستان تم افتتاح قسم الدراسات الإسلامية في المدرسة.


وفي عام 2019، تم توقيع اتفاقية تعاون بين الأكاديمية الإسلامية البولغارية ومدرسة قازان الأرثوذكسية اللاهوتية في إدارة أبرشية قازان.


بالإضافة إلى ذلك، في عام 2021، تم إنشاء وإطلاق برنامج الماجستير "اللاهوت الأرثوذكسي: دراسات الطوائف الإسلامية"، وتم تطويره على أساس مدرسة اللاهوت الأرثوذكسية في قازان بمباركة قداسة بطريرك موسكو وعموم روسيا كيريل. يعود موضوع إنشاء مستوى ماجستير الدراسات الإسلامية في مدرسة قازان إلى وجود خبرة تاريخية واسعة، ممثلة في التراث الإسلامي لأكاديمية قازان الدينية قبل الثورة والتطورات الحديثة في مجال الدراسات الإسلامية.


يهدف النظام الحديث للتعليم الديني في روسيا إلى إعداد متخصصين فعالين، يتمتعون بمستوى عالٍ من التعليم والثقافة والالتزام المدني في دولة متعددة الطوائف والأعراق.

 


مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"