الصلاة - ركن من أركان الاسلام الخمسة المفروضة على كل مسلم ومسلمة - وهي تعبير عن الخضوع والامتنان لله تعالى. وفقاً للشريعة، يجب على المسلم أن يبدأ في إقامة الصلاة في بداية النضج، والذي يحدده تحقيق البلوغ. ومع ذلك، فمن الضروري تعليم أداء ليس فقط الصلاة، ولكن أيضاً الواجبات الدينية الأخرى منذ الطفولة المبكرة - من سن السابعة. ومع ذلك، يمكن للمرء اليوم أن يسمع بشكل متزايد عبارة "المسلم العرقي". وهو وصف الشخص المولود في أسرة مسلمة، لكنه لا يفي بمبادئ الدين.
ماذا يمكن أن يكون سبب هذه الظاهرة؟ هناك أجوبة كثيرة: قلة المعرفة بالدين، أو الكسل، أو التردد البسيط، أو ربما الاكتئاب. وهذا الأخير يرجع إلى حد كبير إلى حرمان النفس من السعادة والسلام من لحظات العزلة في الصلاة إلى الله تعالى. إن كسل الإنسان أو تردده يعبر عن اختياره الشخصي، في حين أن تعلم أساسيات الإسلام ليس مشكلة اليوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعرف على المصادر والتقاليد المقدسة هو الذي يمكن أن يغير أولويات الإنسان ويساعده على التغلب على صفاته السلبية.
اشتهرت الفترة السوفيتية من التاريخ الروسي بالسياسات المناهضة للدين التي اتبعتها السلطات. وفي سياق الدعاية الإلحادية، انتقلت الحياة الدينية الإسلامية إلى حد كبير إلى مجال الأسرة والحياة اليومية. وشملت هذه الظاهرة انتشار المساجد المنزلية والمرشدين الروحيين غير الرسميين داخل الأسرة. ومن نواحٍ عديدة، أصبحت التقاليد التي نقلها المسلمون بعناية من جيل إلى جيل هي ركيزة النهضة الدينية في روسيا. حالياً، يمكن لأي شخص الحصول على المعرفة اللازمة عن الإسلام، بما في ذلك تعلم كيفية قراءة الصلاة.
بالطبع، ليس كل شخص لديه الفرصة لتلقي التعليم في مؤسسة تعليمية دينية بسبب ظروف معينة. ومع مراعاة هذه الحقيقة، يتم تنظيم الدورات التدريبية التربوية في المفتيات والمساجد. على سبيل المثال، في مقر الإدارة الروحية للمسلمين في موسكو، تُعقد دروس حول دراسة الإسلام كجزء من مدارس الأحد. يتم كل درس في جو دافئ وإيجابي. تحضر عائلات بأكملها مدرسة الأحد، لأن التعليم يوفر وقت فراغ كامل لأي شخص في أي عمر .
أو على سبيل المثال، في منطقة كيميروفو، تقام في مسجد "المنيرة" دورات في اللغة العربية والخط، وقراءة القرآن، وأساسيات الإسلام. تقام الدروس كل يوميّ سبت وأحد. يمكن للأطفال والكبار من أي مستوى مهارة التسجيل لهم. وفي مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان، تعمل "مدرسة اليوم الواحد" منذ عام 2018. تم إنشاء المشروع من قبل الإدارة الروحية لمسلمي جمهورية تتارستان خصيصاً لأولئك الذين يريدون أن يصبحوا مسلمين ملتزمين، ولكن ليس لديهم وقت فراغ كافٍ لحضور الدورات التدريبية في المسجد لمدة خمس سنوات.
أصبح الموسم التالي من "مدرسة اليوم الواحد" هو الثالث عشر على التوالي وافتتح عشية شهر رمضان. ووفقا للبرنامج، يجب أن يكون لدى الطلاب الوقت لتعلم كيفية قراءة الصلاة قبل نهاية الشهر الكريم. يمكن لزوار الدورة القصيرة الأجل الشهيرة تعلم الصلاة وأساسيات الإسلام مجانًا في ثمانية دروس، درس واحد في الأسبوع. يتم التدريب باللغتين التتارية والروسية. على مدار اثني عشر موسمًا، درس حوالي 1200 شخص في الدورات وأصبحوا مسلمين ملتزمين. للمشاركة في مثل هذه الفصول، يجب عليك التسجيل عبر الهاتف أو ملء نموذج عبر الإنترنت.
وبطبيعة الحال، يمكن لأي شخص يريد تعلم الصلاة أن يتصل بمسجد قريب أو بمفتي المنطقة للحصول على المعلومات التي تهمه حول دورات في أساسيات الإسلام. لكن الوتيرة السريعة للحياة الحديثة، أو بالنظر إلى الهيكل متعدد الطوائف للاتحاد الروسي - المسافة، لا تسمح دائماً بالمشاركة حتى في البرامج التعليمية قصيرة المدى. ثم تأتي إنجازات المعلومات والتقدم التكنولوجي، وهي الإنترنت، إلى الإنقاذ. هناك العديد من المواقع التعليمية والمدارس الدينية على الإنترنت في روسيا.
تقدم المؤسسة التعليمية عبر الإنترنت "المدينة المنورة" للمسلمين الناطقين بالروسية في جميع أنحاء العالم دورة كاملة من التدريب التقليدي في علم التشريع: من المستوى الأولي للمدرسة إلى مستوى الدراسات العُليا في مؤسسات التعليم العالي الإسلامية. افتتحت "المدينة المنورة" أبوابها في 1 سبتمبر/أيلول 2017. تم تجميع البرنامج التدريبي لمدرسة أخرى عبر الإنترنت، يامال، بالتعاون مع الجامعة الإسلامية الروسية التابعة للإدارة الدينية المركزية لمسلمي روسيا، أول وأكبر جامعة إسلامية روسية. خريجو المؤسسة يبشرون ويخدمون في جميع أنحاء روسيا ورابطة الدول المستقلة.
وفي عام 2021، تم تقديم مشروع مدرسة إلكترونية باللغة الروسية، أعدته الإدارة الدينية الإسلامية بجمهورية تتارستان ودار النشر "حضور" كجزء من الذكرى 1100 لتبني الإسلام دين الدولة والمجتمع في بولغار الفولغا ، وهي عبارة عن منصة تعليمية فريدة من نوعها رفعت المستوى الأول للتعليم الإسلامي في روسيا – الدورات في المساجد – إلى مستوى نوعي جديد.
medrese.tatar وتعمل المدرسة عبر الانترنت على المنصة التعلمية - وذلك في تطبيق جوال مجاني تم تطويره للهواتف الذكية، استناداً إلى نظام التشغيل المتنقل للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية الإلكترونية وأندرويد والتطبيق يسمى "المدرسة عبر الإنترنت.
يعتمد المشروع على منصة أول مدرسة تتارية على الإنترنت. يعد هذا المورد بديلاً لمحاضرات "مشايخ" غير معروفين وموارد فيديو مشكوك فيها على الإنترنت. وفي العرض، أشار مفتي تتارستان كامل ساميغولين إلى شعبية المدارس الدينية عبر الإنترنت باللغة التتارية. وفي الوقت نفسه، أكد كامل حضرة أنه من الأفضل تلقي المعرفة الدينية مباشرة في المساجد والمدارس. لكن منصة التعلم عن بعد تتيح الدراسة للراغبين من الطلاب في المدن النائية حيث لا يوجد مسجد، وكذلك اكتساب المعرفة في أي وقت مناسب.
لكن يمكن للمرء أن يفهم تعب الأشخاص المعاصرين من الإنترنت. اليوم، تتم أنشطة معظم الناس أمام شاشات الكمبيوتر، ويبدو أن الرغبة في أخذ استراحة من "التوهج الأزرق" مبررة تماما. في هذه الحالة، يمكن لكتاب "العبادات الإسلامية"، وهو كتاب مدرسي مشهور قام بتجميعه المربي المحلي أحمد هادي مقصودي، أن يساعد أولئك الذين يرغبون في تعلم الصلاة. ولا يزال الدليل المقبول عمومًا للمدارس في روسيا ما قبل الثورة يستخدم في المؤسسات التعليمية الإسلامية باعتباره الدليل الرئيسي.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Mücahit Yıldız/Pixabay