قُدم في دار الكتاب التتري في قازان للمؤلف لينار الشيخ، كتاب السيرة الذاتية للدبلوماسي السوفيتي والروسي المتخصص في العلاقات الدولية يولدوز خليؤلين.الكتاب متوفر باللغتين الروسية والتترية، 500 نسخة باللغة الروسية و300 نسخة باللغة التترية ومن مطبوعات دار النشر"أك بوري".
يبدأ الكتاب بوصف قرية الدبلوماسي وطفولته. ومن ثم تطرق الكاتب الى فترة دراسته وخدمته العسكرية ونشاطه الدبلوماسي. ووفقاً للمؤلف لينار شيخ، فإن يولدوز خليؤلين كان راضياً جداً عن محتويات الكتاب. وأضاف المؤلف ان الدبلوماسي السوفيتي والروسي خليؤلين يعيش حالياً في موسكو وبلغ من العمر 85 عاماً ورغم تركه للنشاط الدبلوماسي الا انه لم يفقد مكانته، مواصلاً التعمق في المجال العلمي.
وكان الدبلوماسي يولدوز خليؤلين شخصياً يوضح مراراً وتكراراً في العديد من المقابلات التي أجراها، بأنه لم يرغب يوماً في الاقامة خارج وطنه الأم وقال:"خلال إقامتي للعمل في الخارج، لم تكن لدي رغبة في العيش هناك أبدا. ومهما كان الإنسان وبغض النظر عن أهميته فعليه تقدير بلده. حتى أولئك الذين غادروا للإقامة خارج وطنهم فانهم سيعودوا، لأنه من المستحيل قطع العلاقة مع الوطن الأم".
معلومات مختصرة
تخرج يولدوز خليؤلين في عام 1951 من المدرسة التترية مكملاً سبعة فصول دراسية مع مرتبة الشرف والتحق بمعهد "قازان" للميكانيكة والتكنولوجية، ومن ثم تم إرساله كمتخصص "ميكانيك" بالكهروميكانيكية إلى مصنع الملابس والأقمشة في كراسنودار، إلا انه سرعان ما تم تجنيده في صفوف القوات المسلحة، حيث أتقن هناك تخصص ميكانيكي راديو.
وقبل تسريحه من الجيش، تم إخباره بأن أولئك الذين يرغبون في الالتحاق بمعهد موسكو للعلاقات الدولية سيمنحونهم ارساليات للإلتحاق. وبالفعل أعلنوا عن رغبتهم بالالتحاق أربعين شخصا. ولكن للأسف بعد تقديمهم امتحان اللغات الاجنبية وتحديد المستوى، لم يتبق منهم الا ثلاثة، ويولدوز واحدا منهم.
خلال سنوات الدراسة في معهد العلاقات الدولية أتقن يولدوز خليؤلين اللغات الهندية - الأردية والهندية وكذلك الإنكليزية، وتخصص في دول جنوب آسيا. أظهر القدرة على البحث العلمي وتم قبوله في كلية الدراسات العليا بدوام كامل في قسم القانون الدولي. لكن سرعان ما أرسلته وزارة خارجية الاتحاد السوفيتي للعمل في السفارة في إندونيسيا. منذ تلك اللحظة، كان خليؤلين في الخدمة الدبلوماسية بوزارة خارجية الاتحاد السوفياتي، ثم في وزارة الخارجية الروسية. وبلغت سنوات خدمته في السلك الدبلوماسي أربعين عاماً تقريباً، منها 20 عاماً في البعثات الدبلوماسية الروسية في إندونيسيا وباكستان ورومانيا وبنغلاديش ونيبال وسريلانكا وكذلك في قيرغيزستان وكازاخستان.
وبشكل عام أتقن الدبلوماسي يولدوز خليؤلين لغات كثيرة: الأردية والهندية والإندونيسية والإنجليزية والألمانية والفرنسية والتركية والتترية الأم.
ورغم تقاعد يولدوز خليؤلين من الخدمة الحكومية، إلا انه استمر في المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية التي عُقدت في موسكو وقازان وطهران ولندن. وهو مؤلف لعدد من المقالات العلمية التي تكشف عن تعقيدات السياسة الخارجية لإندونيسيا وباكستان ونيبال وكازاخستان.
في كتبه، يصف بمحبة أولئك الأشخاص الذين واجههم. ومن بينهم الرئيس الإندونيسي سوكارنو ورئيس الوزراء الباكستاني بوتو والأكاديمي غولدانسكي والمستشرق رويريتش. تمتلئ كتبه بمواد غير معروفة حول تدريب الدبلوماسيين وخصائص السلك الدبلوماسي ووزراء خارجية الاتحاد السوفيتي وروسيا الاتحادية وعائلات عشائر الدول الشرقية. ترتبط أعماله بطريقة أو بأخرى بمختلف مراحل الأنشطة الدبلوماسية والصحفية للعالم في مختلف أنحاء العالم. وهو مؤلف لعدد من الكتب حول السياسة الخارجية والدبلوماسية وأكثر من 100 مقال حول مختلف القضايا - من الشعر التتري الحديث إلى مشاكل الفيزياء النووية.