تماشياً مع خطة العمل الوطنية للتغير المناخي في قطر 2030، حصل متحف الفن الإسلامي في الدوحة على شهادة معترف بها دوليا لحياد الكربون. وبهذا، أصبح أول متحف في الشرق الأوسط وآسيا يحقق "الحياد الكربوني".
قبل الحصول على هذه الشهادة، خضع المتحف لعمليات تفتيش واسعة النطاق تهدف إلى قياس انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المرتبطة بعمليات المنشأة وخدماتها. وتقديراً لهذا الإنجاز، أقيم حفل توزيع الجوائز في المتحف بحضور كبار المشرفين على متاحف قطر، ديت نورسك فيريتاس، المنظمة التي أجرت عملية التحقق والمنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) التي عملت في المشروع كشريك استشاري.
في الإسلام، يتم إيلاء الكثير من الاهتمام للبيئة. وعلى الرغم من أن العلم بحد ذاته حديث العهد، الا ان في القرآن الكريم سبق، حيث يدعو الله سبحانه وتعالى إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية: " وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (سورة الأعراف الآية ٣١)
وقالت مديرة إدارة المرافق العامة في متاحف قطر ظبية جمال سيار: "يعد تغير المناخ من أخطر المشاكل والتحديات التي يواجهها العالم اليوم، وتتضح عواقبه السلبية في جميع أنحاء العالم وكذلك في قطر، حيث أصبح متحف الفن الإسلامي، باعتباره أحد المتاحف الرائدة في قطر مثالا يحتذى به في مشاريع أخرى".
من جهته، قال مؤسس ورئيس مجلس إدارة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير(جورد) يوسف الحر: "تحافظ المتاحف على تراث وثقافة وروح الشعوب عبر الزمن. يرتبط الهدف الذي يحققونه ارتباطاً وثيقاً بفكرة الاستدامة البيئية والتي تهدف إلى الحفاظ على مواردنا الطبيعية للأجيال القادمة".
وأضاف الحر: "كما أظهرت متاحف قطر من خلال دعم الجهود المبذولة للحفاظ على البيئة والحفاظ على التراث الثقافي استثمرا في مستقبل الأمة والكوكب. وتفخر المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (جورد) بكونها شريكاًً في رحلة متاحف قطر نحو التنمية منخفضة الكربون".
على المستوى العالمي، يضع هذا الإنجاز متحف الفن الإسلامي بين المتاحف القليلة التي بدأت عملية التحول إلى التقنيات منخفضة الكربون. في محاولة لتحقيق الحياد الكربوني، لذلك تعاونت متاحف قطر (وهي مؤسسة تضم متحف الفن الإسلامي) مع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير للاستفادة من خبرتها الواسعة في مجال تغير المناخ والتنمية المستدامة في المنطقة.
فتم إجراء مراجعة المتحف من قبل شركة ديت نورسك فيريتاس المشهورة عالميا. وفي حديثه في هذا الصدد، قال مدير الشركة براكاش تيكاري: "يتم تعريف حياد الكربون حاليا على أنه التزام بتحقيق انبعاثات صفرية".
وتجدر الإشارة إلى نطاق الأنشطة المدرجة في تقييم البصمة الكربونية كبير جداً، وهي تشمل البحث وقياس التأثيرات التشغيلية المتعلقة باستهلاك الكهرباء والمياه وتوليد النفايات ونقل الزوار إلى المتحف وما إلى ذلك. وكجزء من عملية التقييم، تم أخذ جميع المصادر الرئيسية لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الاعتبار باستخدام البروتوكولات الدولية.
وقد أصبح تغير المناخ الذي تفاقم بسبب ارتفاع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أحد أخطر التحديات البيئية التي يواجهها العالم اليوم. ولمعالجة هذه المعضلة، يتم اتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير على مستويات مختلفة وقد اعتمد في هذا السياق اتفاق باريس الملزم قانوناً في مجال تغيّر المناخ العالمي والمُقر في مؤتمر باريس للمناخ في ديسمبر 2015 ووقعتها 195 دولة.
ومن الأمور الرمزية يعد متحف الفن الإسلامي في قطر بعد حصوله على شهادة حيادية الكربون، نموذجاً يحتذى به بالنسبة للمتاحف الاخرى. ومع منح هذه الشهادة لمتحف الفن الإسلامي، من المتوقع أيضاً أن تسعى مشاريع أخرى في قطر للحصول على شهادة حيادية الكربون كجزء من إستراتيجيتها البيئية والاجتماعية والحوكمة.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Qatar Museum of Islamic Art