يقام معرض "إيمان نورا - نور الإيمان" في كرملين قازان - تتارستان، تزامنا مع الذكرى 1100 لدخول بولغار الفولغا الدين الإسلامي، وكذلك عام التراث غير المادي لشعوب روسيا.
وفي حفل الافتتاح، قال مدير متحف محمية - قازان، إيلنور نظامييف، إن المعرض يعكس أركان الإسلام الخمسة: الشهادتين ( شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ) وإقامة الصلاة وصوم شهر رمضان وإيتاة الزكاة وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا.
تُعرض في القاعات مجموعة من المصاحف المخطوطة والمطبوعة والتي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، والتي وفرتها المكتبة العلمية لجامعة قازان ومجمع المتاحف في قازان.
نُشر القرآن في روسيا لأول مرة بطريقة الطباعة الحجرية بأمر من الإمبراطورة كاثرين الثانية في عام 1787. كما تم إنشاء حروف هذه الطبعة من القرآن الكريم وفقاً لرسومات الخطاط المتميز، العالم التتري، الفقيه عثمان إسماعيلوف.
في عهد بافل الأول، تم نقل طباعة المصاحف من سانت بطرسبرغ إلى قازان، حيث تم تأسيس دار الطباعة الآسيوية. في آب/أغسطس 1803، نُشرت النسخة الأولى من القرآن الكريم في قازان في إصدار متداول، بلغ عددها ألف ونصف نسخة، بدأت تنتشر في المناطق الشرقية من روسيا وأوروبا والدول الإسلامية.
قاعة عرض المصاحف مُزينة بنموذج كبير للكعبة المشرفة في المسجد الحرام، الواقع في قلب مدينة مكة المكرمة وإرتفاعه أعلى من ارتفاع قامة الإنسان. وفي النموذج المصمم تم وضع شمايلي وجزء من كسوة الكعبة المشرفة داخل التصميم. ومن بين المعروضات، الطباعة الحجرية الملونة "مكة المكرمة - مدينة مقدسة "من عام 1897 لجامعة إمبراطورية قازان، والتي توضح بها وبشكل تخطيطي أهم مزارين للإسلام وأماكن الحج.
هذا ويتسنى لزوار المعرض في هذه القاعة مشاهدة اللوحة التي تروي كيف تبنت بولغار الفولغا دين الإسلام رسمياً قبل 1100 عام . وفي القاعة الاخرى يمكن مشاهدة عملات معدنية ثمينة محفوظة وهي من أوائل عملات بولغار وعملات عصر القبيلة الذهبية (الحشد الذهبي).
العملات المعدنية لإمارتي موسكو ونيجني نوفغورود في القرن الرابع عشر يمكن أن تسمى بالغريبة، لان الجزء الأمامي من العملات يُصور بها أختام الدوقات الكبرى دميتري (موسكو) وبوريس (نيجني نوفغورود) وعلى الجانب الخلفي - نص عربي.
وفي القاعة الثالثة للمعرض يمكن مشاهدة معروضات متحفية تعكس حياة وأسلوب حياة المسلمين الروس.
في إحدى واجهات العرض، يمكنك رؤية مخطوطات العلماء والمعلمين التتار المشهورين - "تفسير القرآن" (1857) لعبد الناصر كورسافي و"مفتاح القرآن" (1886) بقلم عبد القيوم نصيري و"تذكيرات المنيب وتزكية أهل الصليب "(1879)، شهاب الدين مرجاني .
بدأ العديد من المسلمين الروس طريقهم إلى الدين من خلال أول كتاب لهم "عبادات إسلامية" ودرس الكتابة والقراءة العربية من الكتاب المدرسي "المعلم الثاني" لأحمد هادي مقصودي. يقدم المعرض نسخًاُ مطبوعة من هذه الكتب المدرسية المؤرخة عام 1899، والمحفتظ بها في مكتبة "لابتوتشيفسكي" للعلوم بجامعة قازان الفيدرالية.
كما تعرض القاعة أزياء وطنية ومجوهرات وسجاد للصلاة من المتحف الوطني لجمهورية تتارستان ومعلم حجري لضريح الشيخ أبو بكر ماموك بن بركاي (1291/1292، تم إستعارته من محيمة متحف بولغار الحكومي التاريخي - المعماري. تم العثور عليه في أساس لكنيسة في بلدة بولغار .
المعرض الذي سيستمر حتى 20 آب/أغسطس، نُظم بدعم وبمشاركة من متحف - محمية "كرملين قازان" ، المتحف الوطني لجمهورية تتارستان، محمية متحف بولغار الحكومي التاريخي – المعماري، مجمع المتاحف في مدينة قازان، متحف الدولة للفنون الجميلة بجمهورية تتارستان ، مكتبة "لابتوتشيفسكي" للعلوم في جامعة قازان الفيدرالية، المكتبة الوطنية لجمهورية تتارستان و مركز "ابراهيموف" التابع لكاديمية العلوم في تتارستان للتراث الكتابي والموسيقي "ميراسخان".
وتم تصميم مشروع المعرض باشراف من معهد خليقوف للآثار التابع لأكاديمية العلوم في تتارستان.