استضافت مدينة دبي خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2024 معرض "التتار: آفاق التراث" - وهو أول معرض من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قدم أصول ورموز الشعب التتري الثقافية من خلال الفن التقليدي والمعاصر.
ومن بين الصور المعروضة، صورة في جناح كان من الصعب تفويت مشاهدتها وكأنها تمثل المعرض بأكمله، "ومنذ العصور القديمة، كان تاريخ التتار جزءً لا يتجزأ من المناظر الطبيعية الشاسعة، حيث تعكس الآفاق اللامتناهية الروح الفخورة للشعب. "هنا، في هذه المساحة الواسعة، ولدت حكمة الحياة البدوية، حيث كانت النجوم بمثابة أدلة"، مقتطف من النص الإرشادي.
وشاهد زوار المعرض نحو خمسين لوحة والأزياء الوطنية المزينة بالتطريز التقليدي، والمجوهرات، بالإضافة إلى المنحوتات والألواح الخشبية. على مر القرون، استوعب التتار تأثير الحضارات المجاورة، ونسجوا هذا النسيج الثقافي الغني في عالم فريد ومتعدد الأوجه. تحتوي المنتجات والأدوات المنزلية المزخرفة بالأنماط المعقدة على رموز يتم تناقلها بعناية من جيل إلى جيل.
ويضم المعرض الآلات الموسيقية الوطنية، بالإضافة إلى الفنون الجميلة التي تعكس لحظات تاريخية مهمة. تستحق الألواح والمنتجات الجلدية ذات غرزة قازان الفريدة اهتماماً خاصًا. ويحتل الرسم الديني – الشمائل – مكانًا مهمًا في هذه السلسلة.
لقد قاد الإسلام، مثل النور اللطيف، التتار عبر عواصف الزمن المائية ، محافظًا على تقاليدهم القديمة وثروتهم الروحية. الإسلام هو البوصلة التي تحمي طريقهم وتساعدهم على البقاء على طبيعتهم"، نص يمكن للزوار قرائته في الجناح الافتتاحي.
تعتبر الشمائل ظاهرة فريدة من نوعها في الثقافة الإسلامية، وجزءً مهماً من الوعي الديني والجمالي. يتم تمثيل هذا النوع من الفنون الجميلة في المعرض من خلال عمل "مريم" للفنانة الخطاطة جولناز إسمائيلوفا - جاتياتولينا.
رافق معرض أعمال الفنانة المعاصرة أيضًا جائزة "بريكس+" للقرآن الكريم، التي أقيمت في قازان هذا الصيف. وتتميز أعمال الخطاطة بمعانيها المتميزة، المستندة إلى الحكمة القرآنية والوطنية. إن الأداء الماهر للأعمال هو نتيجة لسنوات عديدة من الممارسة. ويتم تحقيق التنوع الفني في أعمال السيدة إسمائيلوفا - جاتياتولينا من خلال الالتزام بالتقاليد القديمة من ناحية والقرارات الرؤيوية الجريئة من ناحية أخرى.
وتتناقض المعروضات الفريدة مع التصميم الزاهد لقاعة العرض، مما يؤكد على حيوية التجربة التاريخية للتتار "إن تاريخ شعب التتار هو قصة رائعة عن النضال والبقاء، ومزيج من طرق الحياة المختلفة والتقاليد المثرية"، وهذا ما يقوله النص الموجود على منصة الافتتاحية. "إن تراث التتار وفنهم وتقاليدهم ولغتهم تشكل رابطاً بين الثقافات، وهي ساحرة بتنوعها وتثري تراثنا المشترك." جميع الأعمال المعروضة في المعرض من صنع فنانين من تتارستان وكانت العديد من الأعمال متاحة للشراء.
مجموعة الرؤية الإستراتجية :"روسيا - العالم الاسلامي"
الصورة : الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الإتحادية