بموجب قرار بالإجماع من دول منظمة التعاون الإسلامي، حصلت مدينة قازان على لقب عاصمة الثقافة للعالم الإسلامي في عام 2026. منظمة التعاون الإسلامي هي أكبر منظمة إسلامية وأكثرها سلطة في العالم، وتشارك فيها روسيا الاتحادية بصفة مراقب. ومن الأهداف الرئيسية لمنظمة التعاون الإسلامي تعزيز التضامن الإسلامي في مختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة والعلوم (يتم ذلك عن طريق المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو) واستكشاف الفضاء.
تأسست الشبكة الإسلامية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في عام 1987 وهي قسم من "الكومستيك" (اختصار للجنة منظمة التعاون الإسلامي للتعاون العلمي والتكنولوجي). وتضم الشبكة الإسلامية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء 17 دولة مسلمة ويتم تنسيقها من قبل لجنة أبحاث الفضاء والغلاف الجوي العلوي في باكستان "سوباركو"، وتوفير الكوادر والمكاتب والدعم الإداري واللوجستي. المقر الرئيسي للشبكة يقع في إسلام آباد. ومن المهم الإشارة الى أن الشبكة الإسلامية هي منظمة غير سياسية وغير ربحية تتعاون بشكل نشط مع المنظمات الحكومية الدولية، مثل منظمة التعاون الفضائي لآسيا والمحيط الهادئ "أبسكو".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، عُقِدت ندوة في دولة الإمارات العربية المتحدة مخصصة للتحديات في مجال الاتصالات الفضائية. وبالإضافة إلى منظمة (أبسكو)، شارك في الفعالية جامعة الشارقة والاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك. أهم مشاريع الشبكة التكنولوجية المهمة أصبحت الأقمار صناعية " باك تي إي إس-1أ" و "برسس-1". فاذا كان "سوباركو" طور المشروع الأول بشكل مستقل، فالمشروع الثاني حصلت عليه الشبكة من أكاديمية الصين لتكنولوجيا الفضاء. تم إطلاق القمرين الصناعيين في 9 يوليو/تموز 2018، من مركز جيوكوان لإطلاق الأقمار الصناعية في شمال غرب الصين باستخدام صاروخ حامل " لونج مارش 2 سي".
ولا تُستخدم الأقمار الصناعية لمراقبة بناء الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، وهو مشروع ضخم للبنية الإقتصادية الأساسية فحسب، بل تُستخدم أيضاً للدراسات البيئية للموارد الطبيعية.
تقوم الشبكة بدعوة الجميع الى تنفيذ مشاريع مختلفة مثل : نمذجة التغيرات التضاريسية على أساس الاستشعار عبر الأقمار الصناعية، وأنواع مختلفة من رسم الخرائط ومراقبة المحاصيل الزراعية لاتخاذ القرارات في مجال الأمن الغذائي للدول الأعضاء، فضلاً عن رقمنة الزراعة باستخدام الطائرات المُسيرة ، بالإضافة الى المشاريع المشتركة والعديد من الندوات التعليمية.
وفي عام 2024 نظمت الشبكة ندوة بالتعاون مع وكالة الفضاء الإيرانية - حول استخدام تكنولوجيات الفضاء للوقاية من الكوارث الطبيعية"؛ بالتعاون مع الشبكة الإسلامية لتكنولوجيا المعلومات، وكذلك دورة تدريبية عبر الإنترنت حول استخدام الذكاء الاصطناعي في الزراعة الدقيقة؛ التدريب على "تطوير واستخدام الرادار لقياس مستوى المياه من الفضاء" بالتعاون مع مركز تكنولوجيا الفضاء الإيراني، ودورة تدريبية حول تقييم أنواع ومساحات المحاصيل الزراعية باستخدام بيانات الأقمار الصناعية.
واحدة من أحدث المبادرات الخاصة للشبكة كانت بمثابة دعوة للدول المشاركة لتنفيذ مشروع فريد من نوعه. في فبراير/ شباط 2025، وقعت الصين وباكستان اتفاقية لاختيار وتدريب رواد فضاء باكستانيين للطيران على محطة تيانجونج الفضائية الصينية. وسوف يقوم رواد الفضاء هؤلاء بإجراء تجارب في المدار، وسيتم تطوير أفكار هذه التجارب من قبل علماء شباب من البلدان الأعضاء في الشبكة والبالغ عددها 17 دولة وهي : أذربيجان، وبنغلاديش، ومصر، وإندونيسيا، وإيران، والعراق، والأردن، وليبيا، والمغرب، ونيجيريا، والسعودية، والسنغال، والسودان، وسوريا، وتونس، وتركيا، بالإضافة إلى باكستان.
مجموعة الرؤية الإستراتجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: Lumina Obscura/Pixabay