Ru En

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

٢٥ أكتوبر ٢٠٢١

"السلم  والخير جوهر الإسلام" - هو اسم كتاب جديد لعلماء وباحثين مسلمين روس مكرّس لقضايا الإسلام المعاصرة، نُشر باللغة الروسية. تم تقديمه في قازان بحضور ليس فقط ممثلين عن الوسط الأكاديمي - العلمي ولكن أيضاً أتباع العقيدة الإسلامية وجميع المهتمين بالإسلام.

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

 

ما هو "الإسلام التقليدي" في روسيا الحديثة؟ وفقاً لمؤلفي الدراسة الجماعية، هو مفهوم أطلقته الدولة لتسمية النموذج الإسلامي ما بعد الاتحاد السوفيتي للعلاقات بين الدولة والطوائف. ومن سماته الرئيسية إظهار ولاء المنظمات الدينية والمؤمنين للنظام السياسي في البلاد. أولئك الذين ينتقدون الدولة يمكن تصنيفهم من قبل السلطات والمؤسسات الدينية الرسمية كممثلين لما يسمى "الإسلام غير التقليدي". ماذا يعني هذا التقسيم؟ لا يدرس الكتاب تاريخ المفهوم والجوانب النظرية العامة لمفهوم الإسلام التقليدي فحسب، بل يتناول كذلك ما هو الأكثر قيمة، طابعه الإقليمي في تتارستان وباشكورتوستان وشبه جزيرة القرم.


قام بجمع الكتاب وتحريره المستشرق رينات بكين. وفقاً لمؤلف أحد المقالات، وهو العالم الإسلامي الباحث في معهد الموسوعة التتارية التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية تتارستان عزت أخونوف، نُشر الكتاب في الأصل باللغة الإنجليزية. تم إصداره في عام 2019 في سراييفو - البوسنة والهرسك. النسخة الروسية التي تم تقديمها هي نسخة منقحة ومحدثة. في الواقع، هذا عمل جديد أصلي.

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

 

وأوضح أخونوف:"يتحدث الكتاب عن الإسلام التقليدي، وعنه الكثير يتحدث، لكن لم يقدم أحد تعريفاً واضحاً لهذا المفهوم. في القوقاز، يعادل مفهوم الإسلام التقليدي - التصوف. في مقالنا، مع ليلى ألمازوفا، حاولنا تحليل جميع التعاريف لمفهوم "الإسلام التقليدي". لسوء الحظ، لم نتمكن أيضاً من التوصل الى تعريف موحد، نظراً لوجود العديد من الآراء المختلفة. ومع ذلك، إذا لجأنا إلى التاريخ، فسنجد أنه حتى في العهد السوفيتي، اقترح علماء الإثنوغرافيا مصطلحاً مثل " الإسلام الطقسي والإسلالم الإثنوغرافي"، وهذا هو الذي ساعد في الحفاظ على العقيدة في العهد السوفيتي، في فترة الإلحاد. أن الطقوس الإسلامية حافظت على لغة التتار، واللغة حافظت على الدين".


وبحسب الخبير، فإن التغييرات في هذا الاتجاه لم تبدأ إلا مؤخراً، مع تولي مهمته مفتي تتارستان الجديد، كامل ساميغولين. أشار عزت أخونوف إلى أن الأسئلة المتعلقة بالإسلام، في السابق، كانت مرتبطة بالأمور اليومية (على سبيل المثال، هل من الممكن تلوين القبور بالطلاء أم لا، وما شابه ذلك)، ونادراً ما تتسرب الأسئلة القريبة من الشريعة.

وتساءل جليل فازلييف مخاطباً المسلمين: "ما الذي تتحدثون عنه يوم القيامة؟ عن الطلاء أم عن الصلاة؟ " نعم، هناك توجيه محدد من السلطات عن تسمية الإسلام ليصبح تقليدياً سلمياً، غير معارض. يُجبر رجال الدين أيضاً على التكيف مع هذه التوجيهات، التي يبدو أنها من السلطات، مرغمين على تكييف بعض الظواهر الجديدة التي لم تكن معروفة سابقاً (على سبيل المثال، الفوج الخالد). ولخص عزت أخونوف حديثه: "منذ اللحظة التي أصبح فيها كميل ساميغولين مفتياً لتتارستان، بدأت تغييرات مهمة. فهو يجيب على أي أسئلة حول الشريعة ويحلل ويشرح مختلف الأشياء المعقدة، ويقوم بعمل توضيحي كبير على شبكات التواصل الاجتماعية. منذ توليه منصب المفتي أصبحت الأشياء اليومية تتلاشي وأصبحت ثانوية. المفتي والوفد المرافق له يقدمون تفسيرات دينية لمختلف الظواهر المتعلقة بالشريعة".

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

 

ووافقت زملائها بالرأي أيضا ليلى ألمازوفا، أقدم الباحثين في معهد الشيخ شهاب الدين المرجاني للتاريخ التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية تتارستان. مؤلف الدراسة على يقين من أن مفهوم "الإسلام التقليدي" ليس متأصلاً في المنطقة العربية الإسلامية.

 

وأوضحت ألمازوفا رؤيتها حول ذلك بالتالي: "أقرب نظير للمصطلح هو التقليد. ما هو الاسلام التقليدي؟ بشكل عام، هناك ثلاثة أنواع من المصطلحات فيما يتعلق بالفكر الفلسفي الأيديولوجي: التسمية الذاتية والاسم الذي يطلقه العلماء والمصطلح الذي يُعطى لأسباب سياسية. للإنصاف، يجب القول أن فكرة الإسلام التقليدي لم تظهر في منطقة العالم الشرقي، إنها تسمية مصطبنعة غربية بحتة (فرنسا، ألمانيا، إنجلترا). هذا المفهوم ليس له جذور في الثقافة نفسها، ولكن هناك حاجة للمجتمع، الذي هو نفسه يحاول إعطاء إجابة، لصياغة تعريف".

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

 


أصبحت الصوفية إحدى اجزاء الدراسة "السلم والخير جوهر الإسلام"، والتي كتبت عنها ريسيدا سفيولينا-إبراغيموفا. أنا على قناعة مطلقة بأن الصوفية هي معرفة الإسلام بالقلب.

وسيساعد الكتاب الجديد في العثور على إجابات للعديد من الأسئلة وتشجيع التمعن الأعمق."الصوفية في تتارستان: إحياء التقاليد أو التصدير أو التوسع" - هذا هو عنوان مقالي. هناك العديد من الأساطير المختلفة حول الصوفية وهذا أحد أكثر الموضوعات إثارة للاهتمام في الإسلام. أنا شخصياً كنت مهتمة بدراسة التصوف في عرضها العملي.

أما بالنسبة لتتارستان، فهناك العديد من الصوفيين في الجمهورية، وهناك طرق مختلفة ممثلة: القادرية وهناك الطريقة النقشبندية (الطريقة التقليدية للتتار). في السابق، كانت لا تزال هناك طريقة الياسافية، ولكن في العصور الوسطى تم استبدالها بالطريقة النقشبندية، التي لا تدعو إلى التخلي الكامل عن الحياة النشطة. المبدأ الأساسي هو القلب عند الله والأيادي فاعلة. عش حياة دنوية ولكن دائماً طهر روحك واعمل على تحسين روحك "، كما أوضحت سفيولينا إبراغيموفا.

قبل الثورة في تتارستان، التقاليد الصوفية كانت نشطة. كان هذا هو الشكل الرئيسي لانتشار الإسلام في منطقة الفولغا والأورال. كما اضافت إبراغيموفا:"لقد أصبح شكلاً قوياً للحفاظ على إيمان المرء وهويته وجوهره الروحي. لعب المرشدون الصوفيون دوراً مهماً في الحفاظ على الذات والوعي الذاتي للأمة. وانقطعت هذه التقاليد بعد ثورة أكتوبر".

أصبحت الصوفية والأخوة اليوم حركات عبر وطنية. بل إنه من الممكن في مكان ما تلقي التعارف عبر الإنترنت، للدخول إلى الطريقة على هذا النحو. بين عامة الناس، تسمى هذه الظاهرة  بالصوفية الجديدة.

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

 

كما تم إيلاء اهتمام خاص في الكتاب المعروض في مؤتمر غروزني الدولي، الذي عقد في عام 2016 في الشيشان. أعد هذا القسم دامير شاغافييف، المحاضر في الأكاديمية الإسلامية البلغارية موضحاً: "نحن نتحدث عن مؤتمر دولي سني، حيث نوقش معنى مفهوم أهل السنة والانسجام. إذا كانت المادة في النسخة الإنكليزية من الكتاب تسعى إلى تحقيق هدف واحد، فإن النسخة الروسية كانت أكثر تركيزاً على إسلامنا التركي - التتاري".


وأشار الخبير إلى المستوى العالي من العمل في مراجعة النهج المهني للمحرر بيكين، في إصدار المجموعة والذي تمكن من تزويد المؤلفين وجميع الأطراف المهتمة بمنصة علمية جيدة.

 

قازان: عرض دراسة عن الإسلام

وأضاف دامير شاغافييف:"أما بالنسبة لمفهوم (الإسلام التقليدي)، منذ أكثر من 10 سنوات، في جريدة (الأمة)، قمت أيضاً بطرح هذه القضية، مجادلة حول ما هو تقليدي بالنسبة لنا. تقليدياً، كان التتار من السنة والحنفية والمطوريين في الطريقة النقشبندية. وعن هذا يُقال في أعمال مراد رمزي". كما أشار إلى أنه يتم في كل عام نشر قائمة تضم 500 مسلماً مؤثر في العالم باللغة الإنكليزية في الأردن. تكرر المقدمة من قضية إلى أخرى مقالًا لبعض علماء الإسلام من أمريكا، والذي يقول إن مسلمي اليوم ينقسمون إلى ثلاث مجموعات رئيسية: التقليدية (حوالي 90٪)، والأصوليون (9٪) والحداثيون (أقل من 1٪).


واختتم دامير شاغافييف كلامه قائلا: "في مقالتي تحدثت عن المؤتمر الذي عُقد في غروزني، والذي جمع في الشيشان معظم ممثلي المفتيين الروس، ممثلي رجال الدين من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ومن جميع أنحاء العالم، وكبار العلماء المتخصصين في هذا المجال، الحاصلين على درجات علمية. وكانت نتيجة الاجتماع إصدار إعلان تُرجم إلى العديد من لغات العالم. لكن المسلمين الروس أصدروا بشكل منفصل وثيقة أخرى - فتوى غروزني. اختلفت الوثيقة - الفتوى عن الوثيقة الدولية، مما تسبب في الكثير من سوء الفهم، بما في ذلك في وسائل الإعلام. لذلك حاولت الجمع بين المواد ووصف الموقف الذي نُوقش على الإنترنت (كيف كان رد فعل المسلمين على هذا المؤتمر). إنه لأمر طيب أن يجتمع المسلمون ويعقدون مؤتمراتهم، حيث تُناقش المشاكل الملحة بأسلوب علمي. من الصواب مناقشة وجهات النظر المختلفة وتقديمها إلى الفصل من قبل المهتمين بالأمر".

 


إلميرا غافياتولينا