Ru En

بعثة روسيا الدائمة: العمل في الشرق الأوسط يتعثر بسبب أنانية الغرب

٢٦ يونيو

أكد النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة - دميتري بوليانسكي، أن السياسة الأنانية للغرب تعيق العمل المشترك بين جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وافريقيا ومناطق أخرى.

 

أدلى الدبلوماسي الروسي بهذا التصريح اليوم الخميس 26 يونيو/حزيران 2025، خلال مشاركته في نقاش نادي "فالداي" حول مكانة ودور الأمم المتحدة في النظام العالمي المتغير، بمناسبة الذكرى السنوية لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة عام 1945. 

 

قال بوليانسكي: "نؤكد أن السياسة الهدامة والأنانية للدول الغربية هي العامل الرئيسي الذي يعيق التعاون الدولي وبناء عالم أكثر عدلاً، ويخلق مشكلات لدول ومناطق بأكملها. بسبب ذلك يتعثر العمل المشترك المطلوب بشدة بين جميع اللاعبين الدوليين الرئيسيين لتسوية النزاعات في الشرق الأوسط وافريقيا ومناطق أخرى، وتقليل عدم المساواة العالمية، والقضاء على تهديدات الإرهاب وجرائم المخدرات".

 

وأشار بوليانسكي إلى أن الأمم المتحدة تعكس حالة العلاقات الدولية، وبما أن هذه العلاقات تمر بأزمة عميقة، فإن المنظمة الأممية تعاني أيضاً من أزمة مماثلة.

 

وأضاف المسؤول الروسي: "لا يمكن للوضع أن يتغير في ظل استمرار الغرب، الذي لا يزال أعمى بسبب فكرة استثنائيته، في محاولة الحفاظ على هيمنته في العالم وفرض إرادته على دول الجنوب العالمي. رغم تغيير الإدارة في البيت الأبيض، لا تزال الولايات المتحدة تطلب من حلفائها أو الدول التابعة لها الولاء المطلق، حتى لو كان ذلك على حساب مصالحها الوطنية".

 

 

انتهاك قرارات مجلس الأمن

 

وحذر دميتري بوليانسكي من أن هذه السياسة تؤثر سلباً على الأمم المتحدة، حيث يتم تفسير ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بشكل مشوه وانتقائي من قبل الغرب، بينما يتم تجاهل العديد من القرارات تماما.

 

وأشار إلى أنه "من بينها القرار 2202، الذي أقرّ حزمة "مينسك" بشأن أوكرانيا، والقرار 1244 بشأن كوسوفو. ويمكننا الحديث بلا نهاية عن تخريب القرار المتعلق بالشرق الأوسط. ويكفي التذكير بتصريح الممثلة الأمريكية الدائمة السابقة ليندا توماس - غرينفيلد، بأن قرار مجلس الأمن 2728، الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، تزعم أنه غير مُلزم قانونا".

 

كما أوضح بوليانسكي أن روسيا ترصد هذه الاتجاهات المقلقة يومياً في مجلس الأمن، قائلاً: "بصراحة، لا نرى حاليًا أسبابًا قوية لتوقع أن تفيق الوفود الغربية فجأة، وتستلهم روح مؤسسي الأمم المتحدة، وتتذكر مسؤوليتها تجاه مستقبل البشرية. المشكلة ليست فقط أنهم لم يدركوا بعد عمليات التحول الجارية في العالم، بل إن ما يعيق بشدة هو أن الدول الغربية تفتقر اليوم بتاتاً إلى الرؤية الاستراتيجية والقدرة على تقديم تنازلات صعبة من أجل الصالح العام، كما كان قادتها مستعدين لفعل ذلك في الماضي".

 

 

تعزيز دور الأمم المتحدة

 

أكد دميتري بوليانسكي بهذا الشأن أن روسيا تواصل الشرح، لزملائها في الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن، أن هذا الوضع يمكن ويجب تصحيحه إذا توافرت النوايا الحسنة.

 

وتابع حديثه "قدّمت روسيا مراراً خطوات ملموسة لمناقشتها، تهدف إلى استعادة الثقة واستقرار الأوضاع الدولية، ولم تبتعد أبداً عن الحوار والدبلوماسية. أحد الحلول الممكنة لتصحيح هذه الاتجاهات السلبية هو تعزيز دور الأمم المتحدة في الشؤون العالمية، وهو ما نعتقد اعتقادًا راسخًا أنه يجب تعزيزه".

 

هذا واختتم الدبلوماسي الروسي بالتأكيد على أن روسيا تلتزم بمواصلة العمل من أجل نظام عالمي متعدد الأقطاب، قائم على احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بدلاً من الهيمنة الأُحادية التي يسعى إليها الغرب.

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo: Zuma\TASS

المصدر: تاس