Ru En

بوتين وترامب يلتقيان في ألاسكا

١٥ أغسطس

يتوجه الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة 15 أغسطس/آب 2025، إلى ولاية ألاسكا الأمريكية الشمالية لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي - دونالد ترامب، إذ سيكون هذا أول لقاء بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام الجاري.

 

كما ستكون هذه أول زيارة لزعيم روسي إلى ألاسكا عبر جميع العصور، بما في ذلك حقبتي الإمبراطورية الروسية والاتحاد السوفييتي. وعلى الرغم من تنويه يوري أوشاكوف - مساعد الرئيس الروسي بقرب الجوار الذي يجمع بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة، وأنه يكفي للوفد الروسي عبور مضيق "بيرينغ" فقط، إلا أن الرحلة ستكون طويلة عملياً، حيث ستقطع الطائرة الرئاسية حوالي 7 آلاف كيلومتر، وتعبر 11 منطقة زمنية في لداخل الروسي والخط الافتراضي لتغيير التاريخ اليومي.

 

من جانبه وصف الـ كريملِن مكان اللقاء بأنه متميز، ليس فقط بسبب قربه من القاعدة العسكرية إلمندورف-ريتشاردسون في أنكوريج حيث ستعقد القمة، ولكن أيضاً بسبب وجود مقبرة تذكارية دفن فيها تسعة طيارين سوفييت، بالإضافة إلى اثنين من العسكريين واثنين من المدنيين الذين لقوا حتفهم خلال سنوات 1942-1945 أثناء نقل الطائرات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفييتي، في إطار برنامج الإعارة والتأجير.

 

وأشار أوشاكوف إلى أن عقد القمة بالقرب من هذا المكان التاريخي، الذي يذكّر بأخوة السلاح بين شعبيّ البلدين، "يحمل رمزية خاصة في الذكرى الثمانين للنصر على ألمانيا النازية واليابان العسكرية".

 

يُشار إلى أنه تم التحضير لهذه القمة، التي أطلق عليها ممثلو وسائل الإعلام الدولية والمحللون بالفعل اسم "التاريخية"، في وقت قياسي غير مسبوق. فمنذ الإعلان عن التاريخ والمكان، الذي كان مفاجأة للرأي العام العالمي، لم يمر أسبوع واحد. خلال هذا الوقت، كان على الجانبين تسهيل الإجراءات المتعلقة بالفيزا، واختيار مكان لعقد لقاء رئيسيّ الدولتين، وحل جميع القضايا التنظيمية والمعيشية، وضمان الأمن، وما إلى ذلك.

 

 

برنامج القمة

 

يبدو البرنامج المتفق عليه كما يلي: سيلتقي بوتين وترامب في الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (22:30 بتوقيت موسكو). وسيستهلّان المحادثات بصيغة "وجهاً لوجه" بحضور المترجمين فقط، على أن تستمر المفاوضات خلال إفطار عمل. في هذه المرحلة، سينضم الوفدان إلى الزعيمين. تقرر أن يكون عدد المشاركين محدوداً - خمسة أشخاص من كل جانب، نظراً لأن الموضوعات المطروحة للنقاش "مهمة للغاية وحساسة".

 

إلى جانب بوتين، سيمثل روسيا وزير الخارجية - سيرغي لافروف، ومساعد الرئيس - يوري أوشاكوف، ووزير الدفاع - أندريه بيلوؤسوف، ووزير المالية - أنطون سيلوانوف، والممثل الخاص للرئيس للتعاون الاستثماري والاقتصادي مع الدول الأجنبية - كيريل دميترييف، علماً أنه ستكون هناك مجموعة من الخبراء على استعداد للمشاركة في حال اقتضى الأمر.

 

من الجدير بالذكر أنه ليس للقمة المرتقبة إطار زمني صارم. كما قال أوشاكوف، فإن وقت انتهاء المحادثات سيعتمد على سير النقاش، وسيطلع بوتين وترامب ممثلي وسائل الإعلام على النتائج في مؤتمر صحفي مشترك.

 

بالإضافة إلى ذاك تم حجز جميع غرف الفنادق في أنكوريج، حتى أن الجانب المضيف نظّم نوعاً من مركز الإقامة المؤقتة لمراسلي الـ كريملِن في أحد الملاعب. لكن كما ينقل مراسل وكالة "تاس" للأنباء، فإن الصعوبات المعيشية لا تزعج أياً من الصحفيين، فالمهم هو المعلومات.

 

 

أوكرانيا ومواضيع أخرى

 

من المؤكد أن الجانب الروسي في حالة عمل، حيث "ستكون المحادثات ذات طابع عملي. وبالطبع، لدينا جميعاً موقف عملي، أولاً وقبل كل شيء"، بحسب ما أجاب به يوري أوشاكوف عن سؤال بشأن الحالة المزاجية للوفد الروسي المتوجه إلى أنكوريج. موضحاً أن الموضوع المركزي لقمة بوتين - ترامب سيكون تسوية الأزمة الأوكرانية.

 

وأضاف أوشاكوف أنه سيتم تناول مهام أوسع لضمان السلام والأمن، وكذلك القضايا الدولية والإقليمية الأكثر إلحاحاً"، وعلى وجه الخصوص، ستتم مناقشة مسائل مزيد من تطوير التعاون الثنائي، بما في ذلك في المجال التجاري والاقتصادي بين روسيا والولايات المتحدة. حيث أن إمكاناتها غير مستغلة بالكامل.

 

وعقد الرئيس الروسي يوم الخميس اجتماعاً في الـ كريملِن حول "التحضير للقمة الروسية - الأمريكية"، حضره أعضاء الحكومة وإدارة الرئيس، ورئيس البنك المركزي، وعمدة موسكو، ورؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارات.

 

في الجزء المفتوح من الاجتماع، أشار الرئيس الروسي إلى أنه سيُطلع المشاركين "على سير العملية التفاوضية حول الأزمة الأوكرانية، وكيف تجري المفاوضات في الشكل الثنائي مع الوفد الأوكراني"، وكذلك على تطور العلاقات مع إدارة ترامب التي تبذل "جهوداً نشطة وصادقة إلى حد كبير" لتسوية الأزمة الأوكرانية.

 

وقال الرئيس بوتين إنه من الضروري التوصل إلى اتفاقات تخلق ظروفاً طويلة الأجل للسلام بين روسيا وأوكرانيا وفي جميع أنحاء أوروبا، "وحتى في العالم بأسره. وذلك حال توصلنا بالمراحل التالية إلى اتفاقات في مجال السيطرة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية".

 

 

مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا

المصدر: تاس