في إطار الاستعدادات للاحتفال بالذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى، أطلق الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين، سلسلة لقاءات ثنائية ماراثونية تستمر أربعة أيام مع قادة أجانب زائرين. ووفقًا للـ كريملِن، من المقرر أن يُجري فلاديمير بوتين أكثر من 15 لقاءً ثنائياً شاملاً هذا الأسبوع، إلى جانب العديد من المحادثات غير الرسمية القصيرة.
ومن المقررأن يلتقي الرئيس الروسي بالرئيس الفنزويلي - نيكولاس مادورو اليوم الأربعاء في 7 مايو/أيار 2025، تليه محادثات مع الرئيس الكوبي - ميغيل دياز كانيل، والرئيس المنغولي - أوخناجين خوريلسوخ، ورئيس جمهورية الكونغو - دينيس ساسو نغيسو.
تعزيز العلاقات
يُعقد أول لقاء رسمي في جدول أعمال بوتين الدولي المزدحم مع الرئيس مادورو، المتواجد في موسكو حالياً في زيارة رسمية، علماً أن آخر لقاء شخصي بين الزعيمين كان خلال قمة الدول الأعضاء في مجموعة "بريكس"، في عاصمة جمهورية تارستان الروسية - مدينة قازان، في أكتوبر/تشرين الأول 2024، كما عقدا محادثات عبر وسائل التواصل العصرية في مارس/آذار 2025.
ستُجرى مناقشات اليوم في شكلين: مُصغّر وموسع. ومن المتوقع أن يركز الزعيمان على توسيع التعاون الاقتصادي، والعلاقات الثقافية والإنسانية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية الرئيسية.
وفي ختام محادثاتهما، سيوقع فلاديمير بوتين ونيكولاس مادورو اتفاقية شراكة وتعاون استراتيجي. وقد صرّح الـ كريملِن، في هذا الشأن، بأن هذه الوثيقة تعكس المستوى الرفيع للعلاقات بين البلدين، وتحدد المبادئ التوجيهية والأولويات لمزيد من التعاون، على الصعيدين الثنائي والدولي.
خلال زيارته، سيشارك مادورو أيضاً في احتفالات يوم النصر. في فنزويلا، تُحيى ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية بتبجيل خاص، بما في ذلك مسيرة "الفوج الخالد" السنوية.
شراكة استراتيجية
يواصل التعاون بين موسكو وكاراكاس نموه في مجموعة واسعة من المجالات، ومن المتوقع أن تُناقش جميعها خلال اجتماع الرئيسين. يزور المسؤولون الروس فنزويلا بانتظام، ويزور السياسيون الفنزويليون روسيا باستمرار. وتشرف اللجنة الحكومية الدولية على تعميق العلاقات الاقتصادية.
وتشير الأرقام إلى ارتفاع حجم التجارة الثنائية بين البلدين بنسبة 64% خلال العام الماضي، ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى زيادة التبادلات الزراعية، إذ تُصدّر روسيا الأسمدة والقمح والسلع عالية التقنية، مثل الآلات والمعدات الصناعية، إلى فنزويلا.
كما سلّط الـ كريملِن الضوء على التقدم المُحرَز في التعاون الإنساني: إذ تشهد السياحة بين البلدين نمواً، وتتعزز العلاقات الشعبية، ويتوسع التبادل التعليمي.
كما تحافظ روسيا وفنزويلا على تنسيق وثيق في المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، ويدعو البلدان إلى عالم متعدد الأقطاب بحق، والالتزام الصارم بالقانون الدولي، ويعارضان التدخل الأجنبي واستخدام العقوبات كوسيلة ضغط سياسية.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل البلدان معاً في إطار تحالف "أوبك+"، ومنتدى الدول المصدرة للغاز. ورحّب الـ كريملِن باهتمام فنزويلا بتعميق علاقاتها مع مجموعة "بريكس" وتوثيق علاقاتها مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
جدول أعمال دبلوماسي حافل
بالإضافة إلى محادثاته مع مادورو، سيلتقي بوتين في وقت لاحق من اليوم ثلاثة قادة زائرين آخرين.
من المقرر أن يُجري محادثات مع رئيس كوبا - دياز كانيل، وكما أشار مساعد فلاديمير بوتين - يوري أوشاكوف، يُصادف الثامن من مايو الذكرى الخامسة والستين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وهافانا بعد الثورة الكوبية.
بعد ذلك، سيلتقي بوتين بالرئيس المنغولي خوريلسوخ، حيث من المتوقع أن يناقش الزعيمان المجالات الرئيسية للتعاون الثنائي المستقبلي.
وسيُختتم بوتين اليوم بلقاء مع رئيس جمهورية الكونغو ساسو نغيسو. وصرح أوشاكوف بأن الرئيسين سيستعرضان تنفيذ الاتفاقيات السابقة، وسيحددان خطوات ملموسة لتعزيز التعاون.
التطلع إلى المستقبل
تُمثل هذه الجولة من الاجتماعات بداية الأنشطة الدبلوماسية لبوتين المتعلقة باحتفالات يوم النصر. ومن المتوقع أن يلتقي خلال الأيام الأربعة المقبلة بمعظم الشخصيات الأجنبية الزائرة التي قدمت إلى موسكو لهذه المناسبة، كما ومن المقرر أيضاً أن يستضيف الرئيس الروسي في الثامن من مايو حفل استقبال كبير، يتضمن حفلاً موسيقياً ومأدبة غداءً رسمية.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس