صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بأن روسيا مستعدة لأي تطورات في الوضع بأفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، وذلك في مقابلة مع صحيفة "أرغومنتي إي فاكتي"، نُشرت اليوم الاثنين 24 مايو/ أيار 2021.
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هناك تهديدات لروسيا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، في حال بسطت حركة "طالبان" (منظمة محظورة في روسيا الاتحادية) سيطرتها على البلادمن السلطات في البلاد هناك التي سيتم السيطرة قال سيرغي لافروف إن "روسيا مستعدة لأي تطورات في أفغانستان. ومصلحتنا بالطبع تتمثل في أن يستقر الوضع هناك".
وفي هذا الجانب، أكد لافروف أن "روسيا تعمل مع دول أخرى بنشاط على تعزيز عملية المصالحة الوطنية، ومن أجل ذلك، نقوم بذلك في إطار "الثلاثية" الموسّعة بمشاركة روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان. وننوي في المستقبل تكثيف عمل (صيغة موسكو) الذي تشمل جميع دول المنطقة والولايات المتحدة".
وأضاف وزير الخارجية الروسي أن "زيادة النشاط العسكري الموسمي في أفغانستان سيحدث خلال الأشهر المقبلة، ومن أجل إقامة تسوية مستدامة، من الضروري تشكيل حكومة تأخذ في الاعتبار مصالح كافة الجماعات العرقية - السياسية في المجتمع الأفغاني، وقد تكون الأشهر المقبلة حاسمة في هذا الصدد، وإذا حكمنا من خلال التوقعات، سيكون لديهم زيادة أخرى في النشاط القتالي الموسمي".
واختتم لافروف هذا الجانب قائلاً إن "الكثير سيعتمد على استعداد الأطراف الأفغانية المتنازعة لإجراء حوار بناء والاتفاق على القضايا الرئيسية لهيكل الدولة في المستقبل".
السلطة في أفغانستان
وفي سياق آخر، قال الوزير لافروف إن روسيا في اتصالاتها مع حركة "طالبان" تتحدث بشكل مباشر عن عدم جواز استيلائها على السلطة في أفغانستان، لافتاً إلى أنه "في اتصالاتنا معهم نقول مباشرة لممثلي حركة (طالبان) إننا ضد احتكارها للسلطة"ن منوّهاً بأن المخاوف من استيلاء "طالبان" على السلطة يتم التعبير عنها بشكل أساسي من قبل المراقبين الغربيين.
وشدّد سيرغي لافروف على أنه "مع ذلك، حركة (طالبان) نفسها تعلن أنه ليس لديها مثل هذه النوايا، وثانياً، هناك قوى سياسية أفغانية من الواضح أنها لن تدعم وصول طالبان إلى السلطة بالقوة".
الجدير بالذكر أنه بتاريخ 14 ابريل/ نيسان 2021، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطط لبدء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان في مايو (أيار) وإكمالها بحلول 11 سبتمبر/ أيلول 2021، على الرغم من أن الإدارة السابقة بقيادة دونالد ترامب وقعت اتفاق سلام مع "طالبان" في فبراير/ شباط 2020 في العاصمة القطرية الدوحة، التي تعهدت واشنطن بموجبها سحب قواتها، وكذلك قوات الحلفاء، بحلول الأول مايو (أيار) 2021.
كما أن هذا الانحراف عن مضمون الاتفاقات التي تم التوصل إليها تسبب في استياء حاد من جانب "طالبان"، التي أعلنت أنها في هذه الحالة تعتبر نفسها في حل من كافة الالتزامات التي تم التعهد بها بموجب اتفاق "الدوحة".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: تاس