Ru En

البيان الصحفي في ختام الاجتماع السنوي الخامس لمجموعة الرؤية الإستراتيجية (روسيا- العالم الإسلامي)

٢٩ نوفمبر ٢٠١٩

انطلقت في مدينة أوفا الروسية فعاليات الاجتماع السنوي الخامس لمجموعة الرؤية الإستراتيجية بين روسيا، تحت شعار "نحو الذكرى الخمسين لمنظمة التعاون الإسلامي.. الوئام بين الأديان: تجربة روسيا ودول منظمة التعاون الإسلامي".


وحضر منتدى أوفا الذي يقام بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة "التعاون الإسلامي" والذكرى الـ 90 لميلاد الراحل يفغيني بريماكوف، أكثر من 70 مندوبًا من أعضاء محموعة الرؤية الاستراتيجية (روسيا- العالم الإسلامي) من روسيا والدول الأجنبية، ورؤساء المنظمات الدولية المحترمة والعديد من الضيوف، يأتي في مقدمهم نائب رئيس مجلس الاتحاد بالجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي نيكولاي غورالافليف، الممثل الخاص للرئيس الروسي في منطقة الشرق الأوسط ودول أفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، ونائب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي سمير بكر دياب وآخرين..


وتناول المنتدى جملة من التصورات التي سيتم وضعها على أساس النتائج السنوية لنشاط المجموعة.

 

علاقات أكثر نشاطا

وفي كلمته في افتتاح الجلسة العامة، أشار رئيس محموعة الرؤية الاستراتيجية (روسيا- العالم الإسلامي)، رئيس جمهورية تتارستان روستام مينيخانوف إلى أن روسيا والعالم الإسلامي "يجب أن يستغلوا إمكانات العلاقات الثنائية بشكل أكثر نشاطاً"، مؤكداً أنه "من خلال توحيد الجهود، سنكون قادرين على تأسيس النظام بشكل أسرع" على أساس المساواة ومراعاة القانون الدولي والعدالة".


وأشار الرئيس مينيخانوف إلى أن المهام الرئيسية للمجموعة هي التشجيع الكامل للتقارب الإضافي بين روسيا والعالم الإسلامي، مع التركيز على بناء التفاعل الاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي والإنساني.


الرئيس بوتين: زيادة التفاعل

 

واستقبل المشاركون في المنتدى بحرارة رسالة تحية وجهها رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين، وأشار فيها إلى أن روسيا تتفاعل بنشاط وبنجاح مع منظمة المؤتمر الإسلامي في العديد من المجالات، مشدداً على أهمية قيام الاتحاد الروسي وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي "بتنسيق الجهود لمواجهة التهديدات والتحديات العالمية، وحل النزاعات الإقليمية وحل مختلف المشاكل الإنسانية".

 

ماتفينكو: روابط صداقة وشراكة قوية

 

كما تلقى المنتدى رسائل موازية من رئيس مجلس اتحاد الجمعية الفيدرالية السيدة فالنتينا ماتفينكو، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين، وكذلك من عدد من المنظمات الإسلامية الدولية ورؤساء الكيانات التأسيسية للاتحاد الروسي.

وأكدت السيدة فالنتينا ماتفينكو أن روسيا والدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي تجمعهما روابط صداقة وشراكة قوية، بالإضافة إلى التقيد بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، الذي "يعزز تطوير العلاقات الدولية القائمة على المساواة وسيادة القانون".

وأشادت ماتفينكو "بالدور الخاص" لرجل الدولة الروسي البارز يفغيني بريماكوف الذي لعبه الراحل في تقوية العلاقات بين الدولة الروسية ودول العالم الإسلامي.

 

لافروف: حلول للمشاكل الملحة

 

من جهته عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في رسالته عن "التقدير إزاء التفاعل المثمر مع منظمة المؤتمر الإسلامي من أجل إيجاد حلول فعالة للمشاكل الملحة في عصرنا".


وأشار لافروف إلى الضرورات التي تفرضها الظروف الحالية المضطربة في العلاقات الدولية حيال "تعزيز الوئام بين الأديان أمر ضروري في الحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي".


خابروف: روسيا نموذجا

 

وفي كلمته الترحيبية بالمشاركين خلال افتتاح فعاليات الاجتماع، أشار رئيس جمهورية باشكورتستان راضي خابروف إلى الميزة الكبيرة للأمة المسلمة للجمهورية "في تعزيز السلام والوئام بين الأديان" في روسيا، مشدداً على أنه "من وجهة نظر الوضع الديني، تعد باشكورتوستان نموذجاً للوضع متعدد الجنسيات ومتعدد الأديان في روسيا".

 

العثيمين: روسيا شريك مهم

 

بدوره عبر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، يوسف العثيمين، في رسالته الترحيبية، عن استعداده لتكثيف التعاون مع روسيا، مؤكداً أن الاتحاد الروسي، الذي يتمتع بمركز مراقب في منظمة المؤتمر الإسلامي، هو شريك مهم له في الساحة الدولية.
كما أشاد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي بعقد الأحداث المخصصة للاحتفال بالذكرى الـ 50 لتأسيس المنظمة كجزء من اجتماع المجموعة في أوفا، وأشار إلى أن هذا،

بلا شك، يشير بوضوح إلى وجود علاقة متنامية بشكل ديناميكي.
بدوره أشار الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، رمضان عبد اللطيفوف، متحدثاً في الاجتماع، إلى أن أنشطة المجموعة التي تم تنفيذها بالتعاون مع منظمة المؤتمر الإسلامي، وخاصة عقد مؤتمرات قمة قازان والمنتديات الدولية الأخرى، هي عنصر مهم في تفاعل روسيا مع الدول الأعضاء في المنظمة الإسلامية، مؤكدا أن إنشاء مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي" لعب دوراً في تشكيل سياسة عالمية متعددة الأقطاب". كما أشار إلى أن "القوة الموجهة للمسلمين" هي

احتياطي مهم للسياسة الخارجية للاتحاد الروسي.
كما هنأ المشاركون في الاجتماع منظمة التعاون الإسلامي، التي هي في الواقع "الصوت الجماعي للعالم الإسلامي" بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسها، مشيرين إلى أنها

طوال الخمسين عاماً الماضية دافعت بحزم وبشكل منتظم عن مصالح الأمة الإسلامية في الساحة الدولية.

وأشار المشاركون في الاجتماع إلى أن منظمة المؤتمر الإسلامي لا تزال لديها إمكانات كبيرة لتعزيز سلطتها في كل من البلدان الإسلامية والعالم ككل. وفي هذا الصدد، دعموا جهود قيادة مجموعة الرؤية الإستراتيجية الروسية الإسلامية العالمية لزيادة التعاون بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي.
وخلال جلسات الاجتماع العامة، أدلى 54 متحدثا ببياناتهم، وتم تخصيص إحدى جلسات العمل للاحتفال بعيد الميلاد الـ 90 للسياسي الروسي البارز يفغيني بريماكوف.

كما أشار المشاركون في الاجتماع إلى المساهمة القيمة التي قدمها يفغيني بريماكوف في تنمية العلاقات الودية والثقة بين روسيا والدول الإسلامية.

 

الفائزون بجائزة رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية روستام مينيخانوف

 

وفي إطار المنتدى، جرى حفل توزيع الجوائز على الفائزين بجائزة رئيس مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"  روستام مينيخانوف، التي حصل عليها هذا العام:

- فريق الإدارة الدينية للمسلمين بجمهورية تتارستان بقيادة المفتي كامل حضرة ساميغولين، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية تتارستان لترجمة معاني القرآن إلى التتارية والروسية.

- مجلس شورى المفيين في روسيا تحت قيادة روشان حضرة عباسوف، النائب الأول لرئيس مجلس شورى المفتين الروس للترجمة من اللغة التتارية القديمة إلى الروسية للعمل التربوي الديني لمحمود البلغاري "نهج الفراديس" (الطريق إلى الجنة)، كاستعادة التراث الروحي للمسلمين الروس والتعليم الإسلامي والتراث اللاهوتي في روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم عرض لمقاطع الفيديو ومعارض الصور المخصصة لمؤسسي مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي، يفغيني بريماكوف ومينتيمير شايمييف على هامش فعالية أوفا.

كما تعرّف المشاركون في المنتدى على معارض المشاريع الاستثمارية لجمهورية باشكورتستان ووكالة تنمية الاستثمار بجمهورية تتارستان، ومعرض مخطوطة القرآن الكريم، ومعرض المنتجات الحلال المنتجة في باشكورتستان، وكذلك معرض الكتاب في الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي".

أشار المشاركون في الاجتماع السنوي الخامس لمجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا- العالم الإسلامي"، إلى أهمية تكثيف التفاعل المتنوع بين الاتحاد الروسي والدول الإسلامية في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والتقنية والثقافية والإنسانية، مؤكدين أنه من الضروري، بحسب رأيهم، استخدام الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها مجموعة الرؤية الاستراتيجية كأداة فعالة للغاية للدبلوماسية العامة.

وفي الوقت نفسه، لاحظ المشاركون في المنتدى، مع الأخذ في الاعتبار النهج المتطابق تقريبا بين روسيا والدول الإسلامية فيما يتعلق بالقضايا الملحة المدرجة على جدول الأعمال الدولي، ويبدو أن تكثيف التعاون الثنائي مهمة مجدية للغاية، وسيؤدي تنفيذ هذه الرؤية إلى رفع مستوى التعاون بين الطرفين إلى مستوى جديد نوعيا.

وأشاد المشاركون في الاجتماع بالتجربة الفريدة لروسيا في الحفاظ على الوئام بين الأديان والأعراق منذ قرون بين أكثر من 180 جنسية تعيش على أراضيها في الوقت الحالي، ووصفوا هذه الظاهرة بأنها مثال توضيحي مهم للغاية يستحق اتباعه.

 

الحفاظ على القيم التقليدية التي تم اختبارها لعدة قرون

 

وتم التعبير عن الحاجة إلى وحدة الجهود المبذولة للحفاظ على القيم التقليدية التي تم اختبارها لعدة قرون، والتي تعد واحدة من أهم العناصر المكونة للنظام في قلب أي مجتمع مدني، لأن تآكلها يؤدي إلى تدهور الشعوب وزيادة العنف والتطرف والنزاعات الدينية والعرقية.


وعبر المشاركون في الاجتماع عن امتنانهم لرئيس جمهورية باشكورتستان راضي خابروف واللجنة المنظمة لعقد اجتماع الفريق للضيافة وخلق ظروف عمل رائعة.
هذا ومن المقرر عقد الاجتماع السادس لمجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي في المملكة العربية السعودية في ربيع العام 2020.
أوفا ، 29 نوفمبر 2019