لفتت وزارة الخارجية الروسية الانتباه إلى أن "عدداً من الدول، ومن خلال التضليل الإعلامي، تحاول دق إسفين في العلاقات الثنائية بين موسكو والدول الافريقية"، وفقاً لما كشفت عنه الوزارة اليوم الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، في سياق مقال نُشر في صحيفة "الشروق" حول الزعم بوجود علاقات "متوترة إلى الحد الأقصى" بين روسيا والمغرب، التي كانت ذات المعلومات نفسها الموجودة في المنشور أطلقت عليها الدائرة الدبلوماسية الروسية أنها مجرّد "تدليس وتحليلات زائفة".
كما أفادت وزارة الخارجية الروسية إلى أنه "ليس سرا أن كثيرين، بمن فيهم اللاعبين غير الإقليميين، منزعجين للغاية من علاقات موسكو المتنامية مع دول الجزائر ومالي والمغرب ودول أخرى في المنطقة، ويستخدمون أي وسيلة، بما في ذلك المعلومات المضلّلة، من أجل دق إسفين في علاقاتنا الثنائية وإلحاق الضرر بها. إنه لأمر مؤسف أن الكاتب الصحفي محمد مسلم لم يفهم بجديّة جوهر القضية، ولكنه ببساطة قدم معلومات مزيفة مزودة بتحليلات مضللة، على ما يبدو في أمل منه كسب صالح خصومنا".
كما لفتت الوزارة الانتباه إلى مقال "روسيا في افريقيا" الذي نشرته صحيفة "الشروق"، والذي "يستحق بلا شك الجائزة في ترشيحين في آن واحد.. "عينة كلاسيكية من المعلومات المضللة " و "التحليل الكاذب".
وكتب الصحفي في مقالته: "المعلومات حول العلاقات الروسية - المغربية" ساخنة إلى أقصى حد، بما في ذلك بسبب تعزيز التعاون بين روسيا والجزائر"، علماً أن ما كتب عنه مسلم، لا يتوافق مع الواقع ويوجد فقط في خيال مؤلف جريدة "الشروق"، وفقاً لبيان الخارجية الروسية.
وبالمناسبة، فإن الموقع المغربي الموثوق (www.le360.ma) يستشهد في معلوماته عبر مصدر في وزارة الخارجية المحليّة، وهو هذا المصدر بدوره رفض بشكل قاطع التكهنات بشأن وجود أزمة في العلاقات، كما أن وزارة الخارجية الروسية فعلت الشيء نفسه.
حقائق مشوّهة
إلى ذلك، لفتت وزارة الخارجية الروسية الانتباه إلى حقيقة أن كاتب المقال يسرد عدداً من الحقائق: منذ 5 أكتوبر/تشرين الأول، تم تعليق الرحلات الجوية بين روسيا والمغرب بقرار من الرباط، وتم استدعاء السفير الروسي فاليريان شوفايوف إلى وطنه للتشاور.
وقرّرت موسكو "تأجيل" الجلسة السادسة للمنتدى الروسي - العربي للتعاون على مستوى وزراء الخارجية التي كان من المفترض أن تنعقد في 28 أكتوبر في الرباط وإن كانت في الواقع في مراكش.
وبيّنت الخارجية الروسية أنه "بعيدا عن التمنّي، يستنتج مسلم من هذا أن "العلاقات الروسية - المغربية قد ساءت وبلغت في ذلك الحد الأقصى "وهي تمر بأزمة، على الرغم من إخفائها بعناية من قِبَل الأطراف".
"عند قراءة مثل هذه المقالات، تصادف فكرة أن مؤلفيها في يعيشون عالم موازٍ وغير مدركين تماماً لوباء فيروس كورونا الذي ينتشر في عالمنا منذ عام 2020. ومنذ خريف عام 2021، واجهت العديد من البلدان، بما في ذلك بلدنا، موجة أخرى من العدوى. وللأسباب ذاتها اتخذت السلطات المغربية قراراً بتعليق الرحلات الجوية بسبب تدهور الوضع الصحي والوبائي في روسيا، ولا يوجد أي تداعيات سياسية هنا".
أما حول غياب رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية في البلاد، والذي يستخدمه مسلم كدليل على افتراءات المؤامرة، فإن الوضع هنا يبدو مختلفاً عن الصحفي الجزائري الذي يدّعي أن هذا "استدعاء للتشاور".
واختتمت الخارجية الروسية: "في الواقع، كان (السفير) فاليريان شوفايوف في إجازة مخطط لها وعاد بالفعل إلى الرباط في 24 أكتوبر وباشر في أداء مهامه".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo: Creative Commons
المصدر: تاس