Ru En

الخارجية الروسية: نأمل ألا يكون هناك تراجعا في التسوية الأفغانية في عهد بايدن

٠١ فبراير ٢٠٢١

أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تأمل ألا تتراجع واشنطن عن موقفها في ملف تطبيع الأوضاع في أفغانستان وذلك في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، وذلك في بيان صدر عن وزارة الخارجية الروسية، رداً على طلب وكالة "تاس" بمناسبة الذكرى العاشرة على الاتفاق الروسي الأفغاني في مجال التعاون الاقتصادي.

 

وجاء في بيان الخارجية الروسية أنه "في الآونة الأخيرة ظهرت تقارير حول نيّة واشنطن مراجعة اتفاقية الولايات المتحدة وحركة "طالبان" (جماعة طالبان المحظورة في روسيا الاتحادية) التي تم توقيعها قبل عام في العاصمة الدوحة. ونحن مقتنعون بأن الوثيقة المذكورة أعلاه، التي تم العمل على إعدادها لأكثر من شهر وبدعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تخلق أساساً جيداً لدفع عملية المصالحة الوطنية في أفغانستان، وقد يترتب على مراجعتها من جانب واحد تراجع غير مرغوب فيه في عملية التسوية، ونتيجة لذلك، تصعيد جديد للتوتر في أفغانستان".

 

كما أشارت الهيئة الدبلوماسية الروسية إلى أن الاتصالات بين الأطراف الأفغانية في الدوحة تجري بصعوبة، وإلى أنه منذ ما يقرب 5 أشهر، كان الوفدان، الرسمي من كابول وحركة "طالبان"، ينسقان القضايا الفنية، لافتة إلى أنه "نأمل أن يشرع الطرفان قريباً في مفاوضات حول الأمور الجوهرية".

 

وأضافت الخارجية: "من المرجح أن يكون للتغيير في الإدارة الأمريكية تأثير على عملية التسوية السلمية للوضع في جمهورية أفغانستان، ولا نستبعد أن يقوم جو بايدن بتعديلات على قرار الإدارة السابقة بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان".

 

يشار إلى أنه في 29 شباط/ فبراير 2020، وقعت الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة الرئيس دونالد ترامب مع حركة "طالبان"، اتفاقية سلام في العاصمة القطرية الدوحة.

 

وبموجب الاتفاق، تلتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها وقوات "التحالف" بسحب كافة القوات من أفغانستان في غضون 14 شهرا. وبدورها تضمن "طالبان" عدم استخدام أراضي أفغانستان لأي أعمال تشكل تهديدا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

 

وتعتبر العملية الأمريكية في أفغانستان مستمرة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001، وأصبحت تعتبر أطول حملة عسكرية خارجية في التاريخ الأمريكي.

 

وفي ذروتها بين 2010-2013، تجاوز عديد القوات الغربية في أفغانستان 150 ألف جندي. وانسحبت القوات القتالية الرئيسية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من أفغانستان في العام 2014.

 

 

 

اللجنة الحكومية الروسية الأفغانية

 

إلى ذلك أعلنت وزارة الخارجية الروسية إنه "لا توجد خطوات تمهيدية لعقد الاجتماع المقبل للجنة الحكومية الدولية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا وأفغانستان. ولم يتم بعد تحديد موعد الاجتماع المقبل للجنة الحكومية الدولية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي، ومن أجل انعقاده، هناك خطوات تمهيدية مسبقة ضرورية، وهي وضع جدول أعمال موضوعي والميل المتبادل لزيادة هذا التعاون".

 

وترى الوزارة أن "النظر في هذه المسألة سابق لأوانه الآن"، معتبرة أنه "بالنظر إلى الوضع الذي تمر فيه أفغانستان بمرحلة انتقالية، وبدء عملية المصالحة الوطنية، تجري هناك مناقشة مسألة تشكيل هيئات حكومية جديدة بمشاركة المعارضة المسلحة"، وذلك في ضوء إقالة الرئيس الأفغاني المشارك للجنة، وزير المالية الأفغاني عبد الهادي أرجنديوال، من منصبه قبل أيام، بحسب ما بينته الخارجية الروسية.

 

 

التعاون في مجال الطاقة والزراعة

 

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو تعتبر مجالات الطاقة والزراعة أحد المجالات الرئيسية لتنمية التعاون الاقتصادي مع أفغانستان، وأن "المجالات الواعدة لمزيد من تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع أفغانستان هي قطاعات الطاقة والبنية التحتية للنقل والزراعة والواردات الغذائية".

 

كما اشارت اوزارة في بيانها إلى أن "الشركات الرائدة في العلاقات التجارية والاقتصادية بين موسكو وكابول هما شركتا النقل المشتركتين "أفستور" و"أستراس"، كما أن الوضع الذي يتضمن العديد من الجوانب هو من سيحدد أجواء التعاون الثنائي، بما في ذلك جذب أفغانستان للمستثمرين الروس".

 

وأشارت الدائرة الدبلوماسية إلى أن تنفيذ المشاريع الاقتصادية المشتركة في أفغانستان أمر صعب للغاية، "ومع ذلك، كانت هناك أمثلة إيجابية على مدى السنوات القليلة الماضية"، مشيرة إلى أنه "في الفترة ما بين 2015-2018، وبمشاركة الشركة الروسية "إنتر راو إنجينيرينغ" (Inter RAO Engineering LLC )، تم تنفيذ إعادة بناء الوحدات الكهرومائية الأولى والثالثة من محطة توليد "سد ناغلو" (Naglu HPP ) في أفغانستان، والتي شيدها متخصصون سوفييت".

 

 

حول الاتفاقية

 

وضعت الاتفاقية بين حكومة روسيا الاتحادية وحكومة أفغانستان بشأن التعاون التجاري والاقتصادي، الموقعة خلال الزيارة التي قام بها إلى روسيا رئيس أفغانستان آنذاك حامد كرزاي في يناير/كانون الثاني 2011، الأساس القانوني للتعاون الاقتصادي بين الدولتين في المرحلة الحالية، وذكرت الخارجية أنها ساهمت في نمو التجارة بين روسيا وأفغانستان، والتي بلغ حجمها في بعض السنوات ما يقرب من مليار دولار.

 

وعلاوة على ذلك، كان أكثر من 98% من هذا المبلغ صادرات روسية: آلات ومعدات، نفط ومنتجات نفطية، وغيرها. وتشكلت الواردات بشكل أساسي من المنتجات الغذائية الأفغانية والمواد الخام الزراعية.

 

وتشهد التجارة البينية انخفاضا لأسباب ليس أقلها التوتر المتزايد في الوضع العسكري في أفغانستان.

 

كما أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنه "حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفغانستان، في الفترة من يناير إلى نوفمبر 2020، بلغ 145.8 مليون دولار فقط، وبلغت قيمة الصادرات الروسية منها 142.4 مليون دولار. وكانت الصادرات الرئيسية هي زيت عباد الشمس، والبنزين، ووقود الديزل، والأخشاب، وما إلى ذلك. وكانت الواردات محدودة بشكل أساسي في توريد الفواكه المجففة".

 

وتربط روسيا وأفغانستان علاقات تجارية واقتصادية طويلة الأمد. بدأت في التطور بشكل مكثف بشكل خاص من منتصف الخمسينيات من القرن الماضي. وحصلت أفغانستان على مساعدة تقنية واقتصادية في بناء محطات الطاقة وصوامع الحبوب والتخزين والمؤسسات الصناعية والطرق (أكثر من 140 مرفقا).

 

بعد ذلك، وبسبب الوضع العسكري السياسي الصعب في أفغانستان في فترة التسعينيات، توقفت العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية عملياً ولم تبدأ في التحسن مرة أخرى إلا بعد العام 2001.

 

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

Photo : Creative Commons

المصدر: تاس