Ru En

موسكو: الإجراءات الإسرائيلية تقوّض فرص قيام دولة فلسطين المستقلة

٢٩ نوفمبر ٢٠٢١

صرّح نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال افريقيا بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي سكوسيريف، أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، يهدّد بتقويض الفرص الهشّة بالفعل لقيام دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل.

 

وقال سكوسيريف ذلك، اليوم الاثنين 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في مؤتمر عبر الإنترنت بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الحقائق التي أوجدتها إسرائيل على الأرض تهدّد بتقويض كامل للفرص الهشة بالفعل لقيام دولة فلسطينية مستقلة في وقت ما في المستقبل، وفي مثل هذه الظروف، يتوقع العديد من خبراء الشرق الأوسط تنفيذ سيناريو الدولة الواحدة في المستقبل".

 

وبحسب سكوسيريف، "كان تحقيق تسوية فلسطينية - إسرائيلية شاملة ولا يزال أولوية في السياسة الروسية في الشرق الأوسط، وموقف موسكو من هذه المشكلة المُزمنة ظل دون تغيير لعقود عديدة. ونحن نعتقد أن حصول فلسطين على السيادة الوطنية سيكون عاملاً مهماً في ضمان السلام في الشرق الأوسط. ولهذا السبب نعتقد أن الاحتفاء السنوي باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو تذكير هام للمجتمع الدولي بمسؤوليته عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

 

هذا ولفت الدبلوماسي إلى أنه "من المهم في هذا التاريخ الحديث عن خطورة أي إجراءات أُحادية يمكن أن تحدّد مُسبقا تسوية القضايا الخلافية الخاصة بالوضع النهائي للدولة الفلسطينية".

 

وأضاف: "هذا يتعلق، أولا وقبل كل شيء، بالإجراءات المتعلّقة بتزايد النشاط الاستيطاني الإسرائيلي غير القانوني في الضفة الغربية لنهر الأردن، مع محاولات إسرائيل تغيير الوضع التاريخي الراهن في مجمع المسجد الأقصى، وهو ما رأيناه مؤخراً، بممارسة مصادرة الأراضي وهدم المنازل الفلسطينية".

 

كما أشار سكوسيريف إلى أن مثل هذه الخطوات التي اتخذتها تل أبيب أصبحت مُمكنة في المقام الأول بسبب الموقف الأحادي الجانب والحزبي للإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب.

 

وأضاف قائلاً: "ولكن بعد مغادرتها، ظلت معظم القرارات التي اتخذت في الشرق الأوسط، ولا سيما على المسار الفلسطيني - الإسرائيلي، مثل الاعتراف بالقدس بأكملها عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى هناك، دون تغيير هذا اليوم. وبالتالي، فإن توقعات كثير من السياسيين والخبراء بأنه بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية، سيتغير الموقف الأمريكي أو يعدّل، لم تتحقق".

 

 

سبل حل الصراع

 

وأضاف الدبلوماسي الروسي: "نرى مدى أهمية إيجاد مخرج من المأزق الحالي في التسوية في الشرق الأوسط، ونعتقد أن الطريق إلى ذلك يكمن من خلال استئناف المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية برعاية اللجنة الرباعية"، مشدداً على أنه من شأن توحيد الصف الفلسطيني على أساس "منظمة التحرير الفلسطينية" أن يخدم هذه القضية.

 

وتابع أليكسي سكوسيريف: "إن إنجاز هذه المهمّة سيعزّز مكانة الفلسطينيين على الساحة الدولية، في حين أن الانقسام المُستمر بين الضفة الغربية وقطاع غزة يخدم فقط معارضي حل تسوية الدولتين".

 

وفي هذا السياق، أشار الدبلوماسي الروسي إلى أن موسكو تقدّر المستوى العالي للعلاقات مع كل من فلسطين وإسرائيل والحوار الودي المكثّف، بما في ذلك على أعلى المستويات.

 

وأضاف: "نعتقد أنه من خلال الجهود المشتركة سنكون قادرين على تقريب الوقت الذي سيحقق فيه الفلسطينيون الاستقلال الوطني ، لإقامة دولتهم التي سيصبح وجودها عنصراً هاماً في نظام السلام والأمن في المنطقة".

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: وزارة الخارجية الروسية

المصدر: تاس