أكد سفير روسيا الاتحادية لدى أفغانستان، دميتري جيرنوف، أن البعثة الدبلوماسية الروسية لم تتخذ بعد أي استعدادات لعملية إجلاء بسبب تفاقم الأوضاع في البلاد. وصرّح السفير الروسي بذلك في مقابلة مع قناة "روسيا 24" في 6 يوليو/تموز 2021.
كما أفاد السفير، في معرض رده على سؤال ذي صلة بأن "لا، نحن لا نستعد لإجلاء.. أنطلق من حقيقة أن كابول، بالطبع، هي أكثر المدن تحصيناً، وأكثر النقاط تحصينا، حيث تتواجد هنا السلطات وقوات الأمن ومقر القائد الأعلى لأفغانستان. وبناءً على ذلك، وفي هذا الصدد، يتم تزويد كابول بأكبر قدر من الموارد من وجهة نظر الأمن".
وبحسب الدبلوماسي الروسي، فإن السفارة تعمل حالياً كالمعتاد، وتتكيف مع الوضع "الصعب للغاية" مع فيروس كورونا في المنطقة.
وأضاف السفير الروسي أنه يتعين على أطراف الصراع الأفغاني البدء في مفاوضات جوهرية في أقرب وقت ممكن، وإن أشار إلى أن هذه المفاوضات قد تنطوي على تنازلات، علماً بأن المرحلة الجوهرية للمفاوضات الأفغانية لم تبدأ بعد.
وقال دميتري جيرنوف أن"الطرفين بدآ في الدوحة اجتماعاتهما في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، لكن لا توجد تحولات جوهرية ولا حوار جوهري هناك. إن مسارنا، مسار روسيا، الذي نتبعه، بما في ذلك في إطار آلية "الثلاثية" الموسّعة - روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان، هو أن يبدأ الجانبان، بما في ذلك كابول الرسمية، مفاوضات جوهرية بمجرد أن يكون ذلك ممكنا.
وقال السفير إن "هذه المفاوضات يجب أن تنطوي على تقديم تنازلات"، لافتاً إلى أنه لن يتمكن أي طرف من الخارج من حل الصراع في أفغانستان.
وأوضح قائلا إن "اجتماعات مهمة عُقِدت في موسكو خلال السنوات الماضية وهذا العام بين الأفغان، تم خلالها اتخاذ خطوات محورية نحو تسوية سلمية. ولكن في الوقت نفسه تعتمد التسوية السلمية على الأطراف الأفغانية نفسها.. من الخارج، لا أحد يستطيع تسوية هذا الصراع للأطراف الأفغانية، ولا أحد يستطيع أن يقول ما هي الصيغة أو المخطط المطلوب. وبهذا المعنى، نحتاج إلى موقف من الجانبين، بما في ذلك المسؤول في كابول، من أجل بدء مفاوضات جوهرية".
وفي السياق ذاته، أكد السفير الروسي لدى أفغانستان دميتري جيرنوف أن الحل الوحيد للوضع الراهن هو التسوية السلمية.
كما أشار دميتري جيرنوف إلى أن "هذا يمثل خطاً ثابتاً لروسيا، ولم ندافع دائماً عن هذا فحسب، بل بذلنا كل الجهود اللازمة لذلك"، مشدداً على أن "مسارنا يتلخص في أن يبدأ الجانبان، بما في ذلك كابول الرسمية، مفاوضات بمجرد أن يكون ذلك ممكنا".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس