يواصل الرئيس الروسي - فلاديمير بوتين برنامجه في دوشنبه، عقب وصوله إلى العاصمة الطاجيكستانية، إذ استُهلت زيارة الدولة، التي تُعدّ من أعلى مستويات البروتوكول الدبلوماسي، بمراسم وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لمؤسس أول دولة طاجيكستانية - إسماعيلي ساماني.
على إثر ذلك عُقِد اجتماع غير رسمي بين فلاديمير بوتين ورئيس طاجيكستان - إمام علي رحمون، وذلك مساء أمس الأربعاء 8 أكتوبر/تشرين الأول 2025.
ويتضمن جدول أعمال اليوم الخميس المراسم الرسمية لزيارة الدولة. بعد مراسم الاستقبال الرسمي والتقاط الصور، سيُجري الزعيمان محادثات ثنائية قبل أن ينضم إليهما وفداهما لإجراء مفاوضات موسعة.
يرافق الرئيس بوتين في هذا الزيارة وفد كبير، وصفه مساعده للشؤون الخارجية - يوري أوشاكوف بأنه يشتمل على "ما يقرب من نصف الحكومة"، إذ يضم الوفد 20 وزيراً ورئيساً لوكالات مختلفة، بمن فيهم نائبا رئيس الوزراء - أليكسي أوفرتشوك ومارات خوسنولين.
من المتوقع أن يتبادل الجانبان حوالي خمس عشرة وثيقة موقعة، ثم يُدلي الرئيسان بتصريحات صحفية. وسيُختتم البرنامج الثنائي بحفل استقبال رسمي للوفدين، وفقاً لما أعلن الـ كريملِن في وقت سابق.
الأجندة الثنائية
يُمثل هذا الاجتماع الرابع بين الرئيسين هذا العام، بعد اتصالهما السابق في الأول من سبتمبر خلال قمة منظمة "شنغهاي للتعاون" في مدينة تيانجين الصينية، كما أجريا أربع محادثات هاتفية.
هذا وسيتم التركيز بالمفاوضات على القضايا الرئيسية للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية المُلحّة. وتُعد العلاقات الاقتصادية ذات أهمية بالغة، حيث تُعتبر روسيا الشريك التجاري الرئيسي لطاجيكستان. في العام الماضي، استحوذت روسيا على 22.6% من التجارة الخارجية لطاجيكستان، مع نمو حجم التجارة المتبادلة بنسبة 7.1% في عام 2024 ليصل إلى 1.5 مليار دولار أمريكي، وزيادة أخرى بنسبة 17.3% في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام.
كما تعد روسيا مستثمر رئيسي في الاقتصاد الطاجيكستاني، باستثمارات تراكمية تُقارب 500 مليون دولار أمريكي، وأكثر من 300 شركة روسية عاملة في الجمهورية. كما أن التعاون الإقليمي قوي بنفس القدر، حيث تربط أكثر من 70 كياناً اتحادياً روسياً علاقات تجارية واقتصادية مباشرة مع طاجيكستان، مدعومة بأكثر من 80 اتفاقية بين الأقاليم.
ويجري تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية. وقد أعقبت أيام الثقافة الطاجيكستانية الناجحة في موسكو، وكذلك في قازان - عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، في أوائل يونيو/حزيران الماضي مبادرات تعليمية مستمرة. وتعمل عدة فروع لجامعات روسية رائدة في طاجيكستان، ويلتحق أكثر من 35 ألف طالب طاجيكستاني بالمؤسسات الروسية. وقد خصصت روسيا 1000 مقعد للمنح الدراسية الممولة من الدولة للعام الدراسي 2025 - 2026، وتواصل برنامج "معلمي اللغة الروسية في الخارج"، حيث يعمل حالياً 109 معلمين في المدارس الطاجيكستانية. ويجري أيضاً تنفيذ مشروع لتوفير كتب مدرسية مُكيّفة باللغة الروسية، بتخصيص سنوي يصل إلى 200 مليون روبل لمدة خمس سنوات.
ويظل التعاون في مجالي الأمن والدفاع حجر الزاوية في هذه العلاقة، حيث تعمل القاعدة العسكرية الروسية رقم 201 بشكل وثيق مع القوات المسلحة الطاجيكستانية لتعزيز أمن الجمهورية ومنطقة آسيا الوسطى التابعة لمنظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، مع التركيز على مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وتسلل العناصر المتطرفة. ويستمر برنامج تحديث القوات المسلحة الطاجيكستانية، مكملاً بتدريبات مشتركة منتظمة وتدريب عسكري يُقدم في القاعدة وفي المؤسسات التعليمية الروسية.
على الصعيد الدولي، تحافظ موسكو ودوشنبه على تنسيق وثيق في الأطر متعددة الأطراف، ولا سيما "رابطة الدول المستقلة" ومنظمة "معاهدة الأمن الجماعي" ومنظمة "شنغهاي للتعاون"، مع حوار مستمر حول الوضع في البلد المجاور للدولتين - أفغانستان.
قمة روسيا - آسيا الوسطى
في النصف الثاني من اليوم، سيشارك الرئيس بوتين في القمة الثانية لروسيا وآسيا الوسطى، حيث سيلتقي بقادة من قيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، وكذلك من كازاخستان.
ومن الملفات المحورية على جدول أعمال القمة: سُبُل تعزيز التعاون بين روسيا ودول آسيا الوسطى، لا سيّما في سياق ضمان الأمن الإقليمي في ضوء الأوضاع في أفغانستان وفي الشرق الأوسط. ومن المتوقع أن يعتمد القادة بياناً مشتركاً وخطة عمل مشتركة للفترة 2025 - 2027.
من الجدير بالذكر أن آسيا الوسطى تتمتع بأهمية بالغة بالنسبة لروسيا، وتربطها بها علاقات وثيقة، بفضل تحالفاتها وشراكاتها الاستراتيجية وتقاليدها التاريخية في الصداقة. وقد عُقدت قمة روسيا وآسيا الوسطى، التي انطلقت عام 2019 على مستوى وزراء الخارجية، في عاصمة جمهورية كازاخستان - أستانا في أكتوبر/تشرين الأول 2022. وشهدت التجارة الثنائية نمواً بوتيرة متسارعة، متجاوزةً 45 مليار دولار أمريكي في عام 2024. كما توسعت هذه القمة لتشمل اجتماعات أمناء مجلس الأمن ووزراء الدفاع.
مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: الموقع الرسمي لرئيس روسيا
المصدر: تاس