أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف - سويسرا، غينادي غاتيلوف، أنه يجب على المجتمع الدولي بذل جهود لحل الأزمة الإنسانية في أفغانستان وعدم تحويل المسؤولية عن الوضع في البلاد إلى بعضها البعض. وصرّح غاتيلوف بذلك يوم الاثنين 13 سبتمبر/أيلول 2021، خلال كلمته في مؤتمر حول تقديم المساعدة الاقتصادية لأفغانستان.
وقال الدبلوماسي الروسي: "في الوقت الحاضر، تبرُز في المقدمة قضايا المساعدة الإنسانية لأفغانستان وإعادة الإعمار بعد انتهاء الصراع. إن التوترات الاجتماعية والاقتصادية هي مصدر باعث على القلق، والتي تفاقمت بسبب جائحة (كوفيد-19). ونحن نعتقد أنه في مثل هذه الظروف، يجب على أسرة المجتمع الدولي أن تعمل معا وألا يتم تقاذف المسؤولية عن هذا الوضع بين بعضنا البعض. وتعد أفغانستان بصورة تقليدية أحد المتلقين للمساعدات الإنسانية الروسية، بما في ذلك عبر الأمم المتحدة. وفي هذا الخصوص، في السنوات بين 2018-2021 ومن خلال برنامج الغذاء العالمي، قدمنا مساعدات غذائية إنسانية إلى كابول بقيمة 6 ملايين دولار".
وأشار غينادي غاتيلوف إلى أنه "سنراقب كيف سيتم تنفيذ وعود الحكومة الجديدة بشكل عملي".
كما لفت مندوب روسيا الدائم الانتباه إلى حقيقة أن الجانب الروسي "يدعو باستمرار إلى إيلاء الاعتبار الواجب لمصالح جميع القوى العرقية السياسية في أفغانستان في بناء دولة جديدة".
وقال: "بالنظر إلى العدد الكبير من الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، فإنه من الضروري منع تعقيدات وضع الهجرة في المنطقة وفي العالم. كما أننا نشعر بالقلق إزاء احتمال تسلل العناصر الإرهابية والمتطرفة في أراضي البلدان المجاورة لأفغانستان، وخاصة في آسيا الوسطى".
وتابع: "نعتقد أن المجتمع الدولي، وقبل كل شيء المانحون الغربيون التقليديون لكابول، يجب أن يقدموا مساعدة فعّالة لسكان هذا البلد (أفغانستان) من أجل الحد من تدفقات الهجرة أو وقفها بصورة تامة".
الجدير بالذكر أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عقد يوم الاثنين 13 سبتمبر/أيلول، مؤتمراً حول المساعدة الاقتصادية لأفغانستان في جنيف. وبحسب ما أعلنته وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسّق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث في وقت سابق، فإن الهدف حالياً هو جمع 606 ملايين دولار لمساعدة شعب هذا البلد خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
أما المنسّق الخاص لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان حول القضايا الإنسانية، رامز الأكبروف، فصرّح بأن الإمدادات الغذائية في أفغانستان قد تنفد بحلول نهاية سبتمبر الجاري، وذلك في ظل أنباء تفيد بأن ثلث الأفغان، في الوقت الحالي، لا يعرف على وجه اليقين متى ستتسنى له إمكانية تناول وجبة الطعام التالية.
هذا وكان الأمين العام غوتيريش قد صرّح مراراً خلال الأسابيع الأخيرة حول حقيقة أن "أفغانستان مهدّدة بكارثة إنسانية إذا لم يتم توفير المساعدة لها بشكل عاجل".
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
Photo : Creative Commons
المصدر: تاس