Ru En

كابولوف: بيان الثلاثية الموسعة قد يكون على جدول أعمال المحادثات الأفغانية

٢٤ مارس ٢٠٢١

"قد يشكل البيان المشترك الذي أصدرته الثلاثية الموسّعة حول أفغانستان، والذي تم تبنيه في نهاية الاجتماع بالعاصمة موسكو، أساس جدول أعمال المحادثات بين الأطراف الأفغانية".

 

صرّح بذلك، اليوم الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، قدمه مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان، مدير القسم الثاني لآسيا في وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف.

 

وفي معرض إجابته على السؤال ذي الصلة، قال كابولوف: "أعتقد أنه يمكن ذلك".

 

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "الموقف من هذا البيان المشترك للدول الأربع كان غامضاً، إلا أننا على قناعة بأن غالبية المشاركين في الاجتماع، وفي مقدمتهم ممثلو كابول والقوى السياسية الأفغانية، أيدوا تماماً مضمون هذا البيان".

 

وبحسب زامير كابولوف، فإن حركة "طالبان" لم تنضج بعد لإدراك أن المجتمع الدولي غير مستعد لقبول مطالبهم باستعادة "الإمارة الإسلامية" في أفغانستان، لافتاً إلى أن هذا ليس موقف المشاركين في المشاورات فحسب، بل هو موقف مجلس الأمن الدولي أيضاً، "ولذلك، فإن هذا الموقف يشتمل على إشارة إلى القرار ذي الصلة. وبهذه الصيغة، يمكن أن تصبح جزءً من جدول الأعمال الإضافي للمحادثات الأفغانية".

 

 

تشكيل حكومة ائتلافية

 

هذا وصرّح المبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان "إن تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة في أفغانستان أمر واقعي، ويدرك جميع أعضاء الثلاثية الموسعة بشأن أفغانستان أنه لا يوجد بديل آخر". "أود أن أقول ليس فقط من الناحية الواقعية، بل أقول إنه لا بديل عن (الحكومة الائتلافية المؤقتة)، بقدر ما تفاهمنا حول ذلك مع الأمريكيين والباكستانيين والشركاء الصينيين".

 

وبحسب كابولوف، فإن الحاجة إلى تشكيل حكومة ائتلافية مؤقتة ترجع إلى حقيقة أنه "ينبغي على كلا الجانبين التوقف عن قتل بعضهما البعض وإيجاد صيغة لإدارة مشتركة للبلاد".

 

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أن "هذا لا يعني إطلاقاً أن هذا القرار مفروض على الأفغان. نحن نتحدث عن إيجاد مخرج. إذا كان بإمكان شخص ما أن يقدم لنا طريقة أفضل للخروج، لم يطرحها شخص آخر سنكون سعداء بذلك". واختتم كابولوف هذا المحور قائلا: "ولذلك، يقرر الأفغان بأنفسهم نوع الحكومة، والصيغة التي ستكون للحكومة، ومكوناتها، وتوازن القوى. كل هذا متروك للأفغان ليقرروه بأنفسهم".

 

 

محاربة "داعش"

 

في شأن آخر أفاد زامير كابولوف بأن "محاربة تنظيم (الدولة الإسلامية الإرهابي - المحظور في روسيا الاتحادية) ستصبح إحدى المهام ذات الأولوية للحكومة الائتلافية المستقبلية في أفغانستان.

 

وأضاف: "اليوم، لا يسيطر تنظيم (الدولة الإسلامية) على المجال العسكري السياسي الأفغاني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن حركة (طالبان) التي تقاتل بفاعلية ضد (داعش) في أفغانستان تعرقل هذا الأمر. لذلك، ستكون هذه المهمة أحد المفاتيح لقيادة التحالف المستقبلي في أفغانستان".

 

وبحسب كابولوف، "لا يزال تهديد (داعش) لأفغانستان قائما. نحن نراقب عن كثب. ولقد قلنا مراراً إنه مع أي مشكلة من هذا النوع، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنظمة إرهابية خطيرة مثل (داعش)، فمن الأفضل التعامل معها عن كثب وهي لا تزال غير قوية بما فيه الكفاية".

 

 

اجتماع اسطنبول

 

وبيّن كابولوف أيضاً أن روسيا ستكون قادرة على اتخاذ قرار بشأن المشاركة في اجتماع اسطنبول حول أفغانستان، بعد النظر في مفهومه، مضيفاً أنه "قد تم إبلاغ زملائنا الأمريكيين والشركاء الآخرين بشكل واضح وجلي: نحن، من حيث المبدأ ندعم أي اجتماعات دولية من شأنها أن تساعد في إنهاء الحرب في أفغانستان في أقرب وقت ممكن، لتحقيق المصالحة الوطنية. ولكن قبل منح موافقتنا على المشاركة، نطلب تقديم عدة مستندات إلينا. الوثيقة الأولى هي فحوى هذا الاجتماع".

 

وأوضح زامير كابولوف العوامل الأخرى التي ستؤثر على قرار روسيا المشاركة في اجتماع اسطنبول.

 

وأضاف: "ثانياً، نريد أن نرى الأجندة التي يجب أن يظهر فيها توجه ما، وأن نفهم بشكل أكثر وضوحاً الأطراف المدعوة، لأنني قرأت في المصادر الأمريكية حول من يريدون دعوتهم. لكن هذا لا يكفي، يجب وضعه على الورق وتبرير السبب. وفي مجموع كل هذه العوامل، سنبلغ القيادة الروسية، وتتخذ قراراً بالمشاركة أو عدم المشاركة".

 

هذا ويُذكر أن وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن بعث في وقت سابق برسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، اقترح فيها عقد مؤتمر حول التسوية الأفغانية بمشاركة الولايات المتحدة وروسيا والصين وباكستان والهند وإيران، تحت رعاية الأمم المتحدة،  فضلاً عن اجتماع رفيع المستوى بين الأطراف الأفغانية في تركيا.

 

وفي وقت لاحق، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أن المفاوضات بشأن تسوية سلمية في أفغانستان سوف تعقد في اسطنبول، وأنه من المفترض أن يتم عقدها في ابريل/نيسان ، لكن لم يتم تحديد الموعد حتى الآن.

 

 

التصرف الأمريكي

 

إلى ذلك أفاد المبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان بأنه "يمكن وصف العمل مع الولايات المتحدة خلال المؤتمر الأفغاني بأنه بنّاء للغاية. لقد عمل زملاؤنا الأمريكيون معنا بشكل مثمر للغاية. أنا راضٍ تماماً. وقد عملت أنا والأمريكيون بشكل بنّاء، ويمكن للمرء أن يقول بشكل ودي".

 

وأضاف زامير كابولوف أنه بفضل العمل المشترك مع الزملاء الأمريكيين، وبدعم من الشركاء الباكستانيين والصينيين، كان من الممكن حث جميع الأطراف الأفغانية على عقد اجتماعاتهم الأفغانية المغلقة خلف الكواليس.

 

في الوقت نفسه فإنه لدى موسكو شعور بأن الإدارة الأمريكية الجديدة، بقيادة الرئيس جو بايدن، تعتبر اتفاق أسلافها مع "طالبان" تقريباً أنه بمثابة "الخطأ"، إذ قال إنه "في بعض الأحيان يبدو أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة تنظر إلى خطوة الإدارة القديمة المتعلقة بالاتفاق مع (طالبان)، إن لم تكن خاطئة، فهي ليست مكتملة".

 

وكما أشار كابولوف، فإن هذا النهج الأمريكي عاطفي ويتم تنفيذه وفقا لمبدأ: "كل ما فعلته الإدارة القديمة كان خطأ أو غير صحيح. أعتقد أن مثل هذه الأمور يجب أن يتم تناولها من وجهة نظر المصالح الوطنية".

 

وقال الدبلوماسي الروسي إن حركة "طالبان" المتطرفة (المحظورة في روسيا الاتحادية) سترد بشكل سلبي إذا لم تفي الولايات المتحدة بالتزاماتها ولم تسحب قواتها من أفغانستان بحلول الأول من مايو/ أيار 2021، مؤكداً أن "رد فعل (طالبان) سيكون سلبيا.. وننطلق من قوة القانون الدولي الذي ينص على وجوب تنفيذ المعاهدات".

 

وأضاف: "بمجرد التوقيع على الاتفاقية، بغض النظر عن الإدارة التي قامت بذلك، فهذا يعني أنه تم اتخاذ بعض الالتزامات. إذا لم يتم الوفاء بهذه الالتزامات، فهذا يعني أن لـ (طالبان) الحق القانوني تماماً باعتبار الطرف الآخر منتهكاً للاتفاقيات، وبالتالي اتخاذ الإجراءات المناسبة".

 

وبيّن زامير كابولوف أن روسيا "لا تتحدث عن مبادئ القانون الدولي الجافة"، وتتوقع أن تتوصل الولايات المتحدة و(طالبان) إلى حلول مقبولة تحول دون عودة اندلاع المواجهات العسكرية.

 

 

مشاركة إيران

 

إلى ذلك أعرب مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان عن أمل موسكو في أن تنضم إيران قريباً إلى المحادثات الخاصة بتسوية الوضع في أفغانستان.

 

وقال في هذا الصدد إنه "يمكن لإيران أن تلعب دوراً مهماً إذا انضمت. إن غياب الإيرانيين عن طاولة (المفاوضات) أمر ملموس، وآمل أن ينضم الشركاء الإيرانيون في المستقبل القريب جداً إلى هذا العمل، وسنبدأ العمل بكامل قوتنا".

 

 

تقييمات اجتماع موسكو

 

كما صرّح زامير كابولوف أيضا إنه لم يسمع، من الرئيس الأفغاني، أي تقييمات سلبية إزاء  المشاورات الثلاثية الموسعة التي عُقدت في موسكو الأسبوع الماضي.

 

وأضاف "لا أعرف، يمكننا أن نعتمد وأن ننلق من التصريحات الرسمية الصادرة عن وزارة الخارجية الأفغانية، التي أصدرت بياناً رسمياً يحتوي على تقييم إيجابي للنحصلة النهائية للجلسات الاستشارية، ولم أسمع بأي تصريح من رئيس أفغانستان بهذا الشأن".

 

الجدير بالذكر أن اجتماع الثلاثية الموسّعة (روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان) بشأن التسوية في أفغانستان، عُقِد على مستوى الممثلين الخاصين يوم 18 مارس/آذار2021 في موسكو. وحضر المشاورات ممثلون عن السلطات الأفغانية وحركة "طالبان" الراديكالية وقطر وتركيا.

 

وعقب الاجتماع، تم اعتماد بيان مشترك، دعت الدول المشاركة في الثلاثية (الـ ترويكا) من خلاله، وبشكل خاص أطراف الصراع الأفغاني، إلى إبرام اتفاق سلام وخفض مستوى العنف في البلاد.

 

 

مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"

الصورة: المكتب الصحفي في وزارة الخارجية الروسية/ تاس

المصدر: تاس