صرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن الولايات المتحدة الأمريكية تقوم بسحب قواتها من أفغانستان، "وهي تعترف فعلياً بالهزيمة". جاء هذا التصريح في 8 يوليو/تموز 2021، أثناء كلمة ألقاها لافروف في "جامعة الشرق الأقصى الفيدرالية"، أن "الولايات المتحدة لا تسحب قواتها من أفغانستان فقط - إنها تسحبها، وهي تعترف في الواقع بفشل مهمتها".
وفي الوقت نفسه، أشار وزير الخارجية إلى تنامي خطر وقوع هجمات إرهابية في أفغانستان، في ظل انسحاب القوات الأمريكية، وعزا ذلك، "إلى إحجام الحكومة الأفغانية عن تشكيل حكومة انتقالية"، لافتاً إلى أنه "كان هناك اتفاق بهذا الأمر، فضلاً عن أن واشنطن تترك إمكانية حل عسكري للوضع في هذا البلد".
وأضاف الوزير لافروف كذلك أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي سوف تدرس على الفور إمكانية مساعدة طاجيكستان في حال هجوم مسلحين من أفغانستان. وقال "إذا وقع هجوم على طاجيكستان، فسيخضع الأمر على الفور للبحث في منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
إلى ذلك شدّد وزير الخارجية الروسي على أنه نتيجة الإخفاقات في العملية السياسية في أفغانستان، تتشكل منافذ يتم فيها تشكيل لمقاتلي "الدولة الإسلامية"، موضحاً أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن تنظيم "الدولة الإسلامية" (المحظور في روسيا الاتحادية) موجود بشكل مدروس في المقاطعات الشمالية من أفغانستان، على الحدود مع حلفائنا".
يُشار إلى أن الوزير لافروف كان قد تحدث في وقت سابق عن الوضع الآخذ في التدهور وبوتيرة سريعة في أفغانستان، مشدداً خلال حديثه على أن موسكو ستبذل قصارى جهدها من أجل وقف أي عدوان ضد حلفائها في منظمة "معاهدة الأمن الجماعي"، بما في ذلك استخدام قاعدتها العسكرية على الحدود الطاجيكية - الأفغانية.
هذا ويُذكر أن الولايات المتحدة قد أعلنت أنها سحبت قواتها فعلياً من أفغانستان بنسبة 90 بالمائة، ومن المقرّر استكمال انسحاب القوات مع حلول نهاية أغسطس/ آب 2021.
من الجدير بالذكر أن أفغانستان تشهد في الآونة الأخيرة مواجهات بين القوات الحكومية ومسلحي حركة "طالبان" المتطرفة (المحظورة في روسيا الاتحادية)، التي استولى عناصرها على مناطق كبيرة في المناطق الريفية، وشنّوا هجوماً على المدن الكبيرة في البلاد.
كما يُذكر تنامي حالة عدم الاستقرار على خلفية الوعود الأمريكية بسحب جميع القوات من الجمهورية قبل 11 سبتمبر/ أيلول 2021.
في الشأن ذاته يُشار إلى أن ممثلين عن واشنطن وممثلين عن "طالبان" وقعوا في عاصمة دولة قطرالدوحة أول اتفاق سلام بعد مضي ما يزيد عن 18 عاماً من الحرب. وينص هذا الاتفاق على خروج القوات الأجنبية، وتبادل المحتجزين وبدء حوار بين الأطراف الأفغانية.
مجموعة الرؤية الاستراتيجية "روسيا - العالم الإسلامي"
الصورة: وزارة الخارجية الروسية
المصدر: نوفوستي